ما هي العوامل المساعدة في تنمية الرضا الوظيفي في علم الاجتماع الرياضي؟

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن العوامل المساعدة في تنمية الرضا الوظيفي الرياضي:

يعتبر مفهوم الرضا الوظيفي في علم الاجتماع الرياضي عملية اجتماعية ذات أبعاد متشابكة ومتداخلة؛ وذلك من حيث التكوين والتطوير، حيث تعددت جهود وتعب الأفراد الرياضيين وعلماء علم الاجتماع الرياضي والتربية الرياضية والتربية البدنية الحركية حول مفهوم العوامل التي تقدم المساعدة في تكوين الرضا الوظيفي داخل أنظمة تنظيم المنشآت والمنظمات الرياضية.

حيث يمكن القول بأن الرضا الوظيفي في المنظمات الرياضية هو وجود عدم الرغبة في ترك المنظمة الرياضية أو المنشأة الرياضية؛ حيث أن ذلك لزيادة في الدفع والمكانة والحرية الاجتماعية، كما أن الأفراد القائمين على نشأة الرضا الوظيفي في المنشآت الرياضية يطلق عليهم أصحاب المنحنى التبادلي.

حيث ينظر هؤلاء الأفراد إلى الرضا الوظيفي في المنظمات الرياضية التي تعمل بهدف تحقيق الأرباح على أنها ظاهرة تبادلية، حيث تعتمد على معرفة الأفراد الرياضيين ومعرفة شعورهم بالإضافة إلى إدراكهم للوجود التوازن بين جهودهم المبذولة وبين التسهيلات المقدمة لهم؛ وذلك لكي يحصلوا عليها.

العوامل المساعدة في تنمية الرضا الوظيفي الرياضي:

السياسات:

إن ضرورة العمل داخل المنظمة الرياضية يتم بناءها على سياسات ذات طبيعة داخلية؛ وذلك لإشباع حاجات الأفراد العاملين في المنظمة الرياضية، حيث أن أي فرد رياضي يعمل في المنظمة الرياضية يوجد عند مجموعة متكاملة من الحاجات المتداخلة التي تساعد على تشكيل السلوك الوظيفي لهؤلاء الأفراد الرياضيين، ويعتمد السلوك في قوته سواء كانت إيجابية أو سلبية على قدرة الفرد الرياضي على إشباع هذه الحاجات.

ففي حالة تم إشباع الحاجات؛ فإنه سيرتب على ذلك العمل على إتباع نمط سلوكي وحركي ذات طبيعة إيجابية في المنظمة الرياضية، بشكل يساعد على تكوين اجتماعي متكامل؛ أي بمعنى تكوين السلوك الاجتماعي المتوازن في المنظمة الرياضية، حيث أن هذا السلوك ينتج عن مساعدة التنظيم الرياضي للفرد الرياضي العامل في المنظمة الرياضية في إشباع هذه الحاجات؛ ممّا ينتج عنه الشعور بالرضا والاطمئنان والانتماء، ثم الرضا الوظيفي والاجتماعي.

حيث تتفاوت هذه الحاجات عند الأفراد العاملين في المنظمة الرياضية، من حيث وجود الأهمية والأولوية في العمل الرياضي على إشباعها، كما أشار الكثير من علماء علم الاجتماع الرياضي علماء الرياضة إلى ترتيب الحاجات الإنسانية وفقاً إلى أهميتها وقوتها في إشباع الحاجات، حيث رتب العالِم ماسلو حاجات الأفراد الذين يعملون داخل المنظمة الرياضية على الترتيب التالي:

1. الحاجات الفسيولوجية.

2. الحاجات إلى وجود الأمن والأمان.

3. الحاجات إلى وجود الولاء والانتماء والحب.

4. الحاجات إلى وجود الاحترام والتقدير.

5. الحاجات إلى تحقيق احترام الذات.

كما أشار علماء التربية الرياضية إلى وجود عدة عوامل تساعد على تكوين وتشكيل الرضا الوظيفي والسلوك التنظيمي لأفراد الذين يعملون في المنظمات الرياضية، ومنها: المكانة في التنظيم الرياضي، الاستقلال في ممارس العمل داخل المنظمات الرياضية، العلاقات الاجتماعية، علاقات الصداقة، القيادة، المناخ، الرغبة في الإنجاز، الصفات الشخصية، درجة المشاركة في العمل، بالإضافة إلى نظام الحوافز وتحديد الأدوار.

ففي حالة كانت هذه العوامل متوافرة أثناء عملية التنظيم الرياضي على أن تتمتع البيئة الاجتماعية المحيطة به بمناخ تنظيمي سليم؛ حيث أن ذلك يعمل على تكوين عملية الرضا الوظيفي.

ويقوم الأفراد العاملين بالدفع بشكل تلقائي؛ وذلك للحصول على مخرجات الرضا الوظيفي التي تتمثل في سهولة قيام المنظمة الرياضية بالاستجابة للمتغيرات المجتمع الرياضي المحيط بها، سلوك إيجابي تجاه المنظمة الرياضية، تدني نسبة غياب الأفراد الرياضيين مع ارتفاع نسبة الحضور، بالإضافة إلى زيادة الشعور بالاستقرار الوظيفي وارتفاع الروح المعنوية داخل المنظمات الرياضية.

وضوح الأهداف والغايات:

يساعد وضوح الأهداف التنظيمية على زيادة نسبة الرضا الوظيفي لدى الأفراد الرياضيين الذين يعملوا داخل المنظمة الرياضية، حيث كلما كانت الأهداف التي تم تحديدها أهداف واضحة لا بأس فيها، كلما كانت عملية إدراك وفهم الأفراد الذين يعملون في المنظمة الرياضية للرضا الوظيفي وللمنظمة أكبر بشكل متكامل.

حيث ينطبق ذلك على أنظمة النهج والفلسفة والكفاءة والقوة الإدارية، وكلما كانت العمليات التنظيمية ووظائف الإدارة في المنظمة الرياضية (التخطيط، التنظيم، التوظيف، التدريب، التوجيه، الرقابة، التقييم)، واضحة ومفهومة، كلما أدى ذلك إلى زيادة نسبة الرضا الوظيفي والإخلاص والولاء والانتماء داخل المنظمة الرياضية.

العمل على تنمية مشاركة الأفراد العاملين في المنظمات الرياضية والتنظيم الرياضي:

تساعد المشاركة من قبل الأفراد الذين يعملوا في المنظمة الرياضية بشكل إيجابي على تحقيق أهداف التنظيم، حيث يقصد بالمشاركة بأنها الاشتراك الفعلي والاشتراك العقلي للفرد الرياضي ضمن موقف اجتماعي وجماعي، حيث يشجعه على المشاركة والمساهمة؛ وذلك لتحقيق الأهداف بشكل جماعي، بالإضافة إلى اشتراك الفرد الرياضي في إنجاز المسؤولية والمهام اللازمة لتحقيق الأهداف، كما يوجد عدة ثلاثة محاور تقوم عليها المشاركة في المنظمات الرياضية، وهي:

  • تنطوي المشاركة للمساهمة في تحقيق أهداف التنظيم الرياضي على المشاركة الفعلية والعقلية والفكرية القائمة على استخدام الأسس العلمية؛ حيث أن ذلك لجعل عملية المشاركة عملية ناجحة وفعالة.
  • إن المشاركة داخل المنظمات الرياضية تعمل على زيادة حافزية الأفراد الرياضيين، كما أنها تقوم بدفعهم للعمل؛ وذلك عن طريق إعطائهم الفرص المناسبة والملاءمة؛ حيث أن ذلك للمشاركة ولإطلاق الطاقات والمبادرات والابتكارات التي تعمل على تحقيق الأهداف.
  • تعمل على تنمية مهارات الأفراد الرياضيين في العمل مع تقبلهم المسؤولية والنتائج داخل المنظمات الرياضية.

العمل على تحسين المناخ التنظيمي داخل المنظمة الرياضية:

يشير مفهوم المناخ التنظيمي داخل المنظمات الرياضية إلى بيئة العمل الداخلية بكل تفاعلاتها وخصائصها، حيث يلعب المناخ التنظيمي داخل المنظمات الرياضية دوراً كبيراً ومهمًا في تشكيل وتكوين السلوك الوظيفي والأخلاقي لدى الأفراد الذين يعملون في المنظمة الرياضية؛ حيث أن ذلك من حيث تشكيل وتكوين القيم والاتجاهات الاجتماعية، مثل (التعاون، الصدق).

فالمناخ التنظيمي في المنظمات الرياضية هو المجال الذي يتضمن الطرق والأساليب والأدوات والمواد والأجهزة والعناصر والعلاقات المتفاعلة داخل بيئة المنظمة الرياضية الناجحة، حيث أن نجاحها يعتمد على جو العمل المنتشر في المنظمة الرياضية، كما أن المناخ التنظيمي الجيد في المنظمات الرياضية يساعد على نشئة أجواء الأعمال الإيجابية الذي تعمل على تحقيق الاستقرار للأفراد الرياضيين.

كما أنه يشعر الأفراد الرياضيين الذين يعملون في المنظمات الرياضية بأهميتهم في العمل، من حيث المشاركة في اتخاذ القرارات ورسم الأنظمة مع وجود الشعور درجة عالية من الثقة المتبادلة؛ وذلك بسبب تمتع الأفراد العملين في المنظمة الرياضيين بمناخ تنظيمي ملاءم ومناسب من حيث التعاون والوفاق والعدالة؛ للوصول إلى تحقيق الأهداف التنظيمية سواء كانت أهداف فردية، أو أهداف جماعية التي تعمل على تعزيز الثقة المتبادلة داخل المنظمة الرياضية.

نمط القيادة:

إن الدور الكبير الذي يجب على الإدارة أن تقوم به هو إقناع الأفراد الرياضيين الذين يعملوا داخل المنظمة الرياضية ضمن جو مناسب، حيث يجب أن يتم إقناعهم بضرورة إنجاز الأعمال بكل دقة وفعالية عالية، حيث أن الإدارة الناجحة في المنظمات الرياضية هي الإدارة التي تمتلك القدرة على اكتساب التأييد الجماعي؛ وذلك لإنجاز الأعمال والمهام عن طريق تنمية مهارات الأفراد باستخدام أنظمة الحوافز المناسبة.

العمل على بناء ثقافة اجتماعية ذات طبيعة مؤسسية:

يجب على إدارة المنظمة الرياضية أن تقوم بناء ثقافة اجتماعية بين مختلف الأفراد الذين يعملون داخل المنظمة الرياضية؛ حيث أن ذلك يعمل على زيادة قوة تماسك المنظمة الرياضية، بالإضافة إلى تحقيق الاحترام والثقة المتبادلة بينهم.


شارك المقالة: