ما هي القيادة التحويلية في علم الاجتماع الرياضي؟

اقرأ في هذا المقال


مفهوم القيادة التحويلية في علم الاجتماع الرياضي:

القيادة التحويلية في علم الاجتماع الرياضي: وهي عبارة عن عملية ترتبط بالعلاقات الداخلية التي يؤثر فيها القائد في أفراده الرياضيين، كما أنها عبارة عن عملية التغيرات الرئيسة المؤثرة في اتجاهات وافتراضات أفراد المنظمة وبناء الالتزام والأهداف واستراتيجيات ورسالة المنظمة؛ أي أنها تتعلق بتأثير القائد الرياضي في تابعيته؛ وذلك لتمكينهم من المشاركة في عملية التغيير في المنظمة الرياضية.

كما نال مفهوم القيادة التحويلية بعد منتصف الثمانينات اهتمام كبير من قبل علماء علم الاجتماع الرياضي، حيث أدركت الكثير من المنظمات وجود الحاجة إلى إحداث تغيرات رئيسة في طريقة أداء الأعمال لمواجهة التغيرات التي تحدث في البيئة الرياضية.

كما عرفت القيادة التحويلية على أنها القائد الذي يحوّل الرؤيا إلى واقع، ويُحفّز الأفراد الرياضيين لتحويل اهتماماتهم الشخصية لمصلحة الجماعة، واعتماداً على ذلك فإن القادة الرياضيين يحاولون التضحية بمصالحهم الفردية لأجل المنظمة، ونتيجةً إلى ذلك يشعر الأفراد الرياضيين بالثقة والاحترام تجاه القائد الرياضي ويندفعون لإنجاز أعمال ومهام أكثر من المتوقع.

فإن القيادة التحويلية يتم بنايتها على علاقة تبادل المنافع وعلى أساس العمل الرياضي الحركي، وفي هذه العلاقة يقوم القائد الرياضي بتشجيع الأفراد الرياضيين على التعاون والاتصال والتوحد مع المنظمة الرياضية معتمداً على وجود الدافعية الحقيقية لأفراد الرياضيين المرؤوسين.

كما أن القيادة التحويلية هي عبارة عن عملية يسعى من خلالها كل من القائد الرياضي والأفراد الرياضيين التابعين له إلى دعم كل منهما الآخر، والنهوض به للوصول إلى أعلى مستويات الدافعية والقيم الأخلاقية، كما تسعى القيادة التحويلية إلى النهوض بشعور الأفراد الرياضيين عن طريق الاحتكام إلى أفكار وقيم أخلاقية، مثل الصدق والتعاون والحرية والعدالة والمساواة والإنسانية.

فقد قام علماء علم الاجتماع الرياضي بتعريف القائد التحويلي بأنه هو القائد الملهم الذي يستخدم إبداعه وإلهامه في إحداث التأثير في الأفراد الرياضيين التابعين؛ فهو يتحدث لهم حول كيفية الأداء وتثقيفهم مع استخدام الكثير من الوسائل والطرق غير الاعتيادية؛ وذلك لتجاوز الواقع الذي يزخر بالأخطاء، محاولاً إحداث التغيير عن طريق الأفراد الرياضيين التابعين.

فإن القيادة التحويلية هي مقدرة المدير الرياضي على تشجيع القدرات الإبداعية، مع إيصال رؤية ورسالة للمنظمة الرياضية بكل وضوح لأفراد الرياضيين العاملين عن طريق ممارسة القائد الرياضي لسلوكيات أخلاقية عالية؛ وذلك لبناء ثقة واحترام بين الطرفين والعمل على تطويرها لدى الأفراد الرياضيين المرؤوسين، إذ يسعى القائد الرياضي التحويلي لإحداث تغيرات إيجابية في العمل.

أبعاد القيادة التحويلية في علم الاجتماع الرياضي:

  • التأثير المثالي (الكاريزما): وهذا العمل يصف سلوك القائد الرياضي التحويلي الذي يكون قدوة حسنة للأفراد الرياضيين المرؤوسين، ويحظى بإعجاب واحترام وتقدير الأفراد الرياضيين المرؤوسين، حيث يتطلب ذلك المشاركة في المخاطر من قبل القائد الرياضي التحويلي، مع تقديم احتياجات الأفراد الرياضيين التابعين قبل الاحتياجات الشخصية للقائد الرياضي، والقيام بتصرفات ذات طابع أخلاقي.

كما يحدث التأثير المثالي عندما يكون القائد الرياضي قائد عظيم، حيث أن هذا النوع من القادة الرياضيين هو قادة استثنائيين غير عاديين يظهرون وقت الأزمات، أو عند إحداث التغييرات الأساسية، وبذلك يظهر قدراتهم وصفاتهم وميولهم، كما يقومون بتوحيد الجهود والتعب في المنظمة لإنجاز الأهداف المشتركة.

  • التحفيز الإلهامي (الدافعية الإلهامية): حيث يركز هذا العامل على تصرفات وسلوكيات القائد الرياضي التي تثير في نفوس الأفراد الرياضيين حب التحدي، وتلك السلوكيات تعمل على إيضاح التوقعات للأفراد الرياضيين التابعين، وتصف أسلوب الالتزام للأهداف التنظيمية، مع استثارة روح الفريق هن طريق أوقات الحماس والمثالية.

ويحدث التحفيز الإلهامي عندما يتصرف القائد الرياضي التحويلي بطرق ووسائل تشجع الأفراد الرياضيين المحيطين به، مع إثارة فيهم حب التحدي، بالإضافة إلى أن التحفيز الإلهامي هو نتيجة لقدرة القائد الرياضي التحويلي على تزويد الأتباع بصورة واضحة للأهداف العامة للمنظمة الرياضية، التي تشجهم وتولّد عندهم الرغبة في العمل على تحقيق أهداف المؤسسة.

  • الاعتبارات الفردية: حيث تشمل على اهتمام القائد الرياضي بأهداف وميول وحاجاتهم الأفراد الرياضيين للإنجاز والنمو المهني، كما أن القائد الرياضي التحويلي يهتم بشكاوي العاملين الرياضيين، مع محاولته بتقديم العون والمساعدة؛ وذلك للوصول إلى حلول فيها نوعية من الوسطية بين أهداف المنظمة وأهداف الأفراد الرياضيين العاملين فيها.

عوامل القيادة التحويلية في علم الاجتماع الرياضي:

  • التأثير الخيالي: وهو قدرة القائد الرياضي على أن يكون المثال الأعلى أمام الأفراد الرياضيين المرؤوسين، فليقتدي الأفراد الرياضيين المرؤوسين بالقائد وينصاعون لأوامره وطلباته، حيث يُعدّ التأثير الخيالي سلوكاً يقوم بتشجع الأفراد الرياضيين المرؤوسين لإيجاد القيم التي توفر لهم وتلهمهم معاني العمل والمثابرة.

كما أكد علماء علم الاجتماع الرياضي على أهمية امتلاك القائد الرياضي الخيالي درجات مرتفعة من المثابرة والروح المعنوية والقيم الأخلاقية، التي تجعل جميع الأفراد الرياضيين يلتفون حوله ويتأثرون به إلى جانب مقدرته على الارتقاء بقيم المرؤوسين عن طريق توفير الرؤية المثالية، والإحساس العميق بالرسالة وعدم استخدامه لسلطته الرسمية بما يخص مصالحه الشخصية.

    • التأثير التحفيزي: وهو قدرة القائد الرياضي على توليد حب التحدي وتشجيع العمل الرياضي والحركي الجمالي، والالتزام في تحقيق الأهداف المنشودة للمنظمات وإثارة الدافعية والحماس والحركة الرياضية لدى الأفراد الرياضيين العاملين.
    • الاستثارة الفردية: وهي عملية تهتم بالبحث عن أفكار جديدة ووسائل وأدوات جديدة؛ حتى يتم العمل على إنجاز العمل الرياضي بكل نشاط وهمّه، مع البحث عن طرق جديدة لإتمام المهمات ضمن التفكير المنطقي لأي ممارسات والإبداع فيه، كما أن القائد التحويلي يستطيع إيجاد المناخ الفعال الذي يشعر به الأعضاء بالأمن والأمان عند تقييمهم أفكار جديدة للعمل.
    • الاعتبارات الفردية: وهي حالة من الاهتمام بالاحتياجات الفردية لكل فرد رياضي من الأفراد العاملين بها مع معرفة قدراتهم وإمكانياتهم على النمو والتطوير، كما أن الاعتبارات الفردية هي عبارة عن مجموعة من السلوكيات التي يستطيع القائد من خلالها أن يعطي اهتمام شخصي لكل الأفراد الرياضيين المرؤوسين، وذلك من خلال التعرف إلى مستوى الحاجات والرغبات الخاصة لكل مرؤوس، مع مراعاة الفروق الفردية بين الأفراد الرياضيين المرؤوسين عند إشباع هذه الاحتياجات.

كما أن الاهتمام بالأفراد يُعدّ خدمة وتضحية من القائد الرياضي التحويلي؛ كي لا يكون مجرد سلطة رقابية على هؤلاء الأفراد الرياضيين، حيث أن هذه القيادة تعمل على إثارتهم والاتصال معهم على نحو مستمر، وإنها مسؤولة عن كيفية تقديم التدريب والتعلم المستمر لهم ومنحهم الفرص المختلفة، حيث أن اهتمام القادة الرياضيين التحويليين بالاعتبارات الفردية لا يؤثرون في الأفراد الرياضيين المرؤوسين بهدف تغيير السلوك فقط، إنما يتجاوزون ذلك بهدف دفعهم لإنجاز الأعمال الموكلة لهم بشكل أفضل.

فإن القادة التحويليين يركزون الانتباه حول كيفية تطوير الأفراد الرياضيين المرؤوسين، كما يجب أن يكون القائد التحويلي ذو رؤية واضحة، وأن يشارك هذه الرؤية مع الأفراد الرياضيين التابعين كما يحب ويرغب، كما يجب أن يتمتع القادة الرياضيين بالقدرة على إلهام التابعين في كيفية زيادة دافعيتهم واستثارة تفكيرهم وإبداعهم، والاهتمام بهم عن طريق الاعتبار الفردي لكل فرد رياضي؛ وذلك عن طريق تحويل مفاهيم القادة الشخصية وأهدافهم الخاصة لتتفق مع الأهداف المنظمة ككل، كما يجب أن يكون العمل من أجل النجاح وتحقيق الأهداف المنشودة.


شارك المقالة: