نبذة عن القياسات الفسيولوجية في الرياضة:
يسعى عالم القياسات الفسيولوجية في الرياضة إلى فهم المتطلبات الفسيولوجية للأداء الرياضي، والتي تحدد الخصائص التي يجب على الرياضي أن يكون ناجحًا في التنافس على أعلى مستوى، حيث يستطيع أخصائي علم وظائف الأعضاء قياس أداء الرياضي في الاختبارات المصممة لقياس هذه الخصائص بدقة، والتي بدورها تمكّن الممارس من تقديم المشورة للمدربين والرياضيين حول التدريب والمنافسة بموضوعية وتفرّد.
حيث يفهم علماء الفسيولوجيا أيضًا كيف يستجيب الجسم ويتكيف مع الأداء في بيئات مختلفة، مثل الحرارة العالية أو الارتفاع في السياق الرياضي، كما يعد هذا الفهم مهمًا للإبلاغ عن الاستعداد للمنافسة في الظروف البيئية المتطرفة، أو استخدام تكيف الرياضي مع التدريب في هذه البيئات كحافز تدريبي يعزز الأداء الحركي الممارس في الملاعب الرياضية، كما يحتاج علماء الفسيولوجيا الرياضية إلى فهم عميق للتفاعلات المعقدة لأنظمة الجسم البيولوجية، أثناء الراحة وأثناء التمرين وبعد فترات مزمنة من التدريب على التمرين والإيقاف والإصابة.
كما يهدف علماء وظائف الأعضاء الذين يعملون في بيئة عالية الأداء في النهاية إلى تحسين الأداء البدني، كجزء من فريق متعدد التخصصات يدعم المدرب والرياضي، حيث يفي علماء وظائف الأعضاء بهذا الدور من خلال توفير قياس موضوعي للبيانات التي تصف المظهر الفسيولوجي أو الاستجابة الفسيولوجية للرياضي، كما أن الأهم من ذلك، أن عالم وظائف الأعضاء قادر على استخدام هذه المعلومات لمساعدة المدرب والرياضي على زيادة التكيف مع التدريب، وإبلاغ القرارات حول التدخلات المولدة للطاقة، بالإضافة إلى ووصف استراتيجيات يوم المنافسة.
حيث يضمن ممارسون النشاط البدني أن جميع أعمالهم تتماشى مع تحسين المحددات الفسيولوجية المطلوبة للفوز في تلك الرياضة أو الحدث، كما يتطلب ذلك تطوير نموذج قوي يصف المحددات الفسيولوجية للنجاح لحدث معين في بداية العمل مع مدرب ورياضي، وعلاوة على المعرفة الفسيولوجية الممتازة، فإن قدرة علماء وظائف الأعضاء على التواصل وحل المشكلات والإبداع والقدرة على التكيف والعمل كجزء من فريق متعدد التخصصات أمر حيوي لنجاحهم وتأثيرهم.
القياسات الفسيولوجية في الرياضة:
يبحث علم القياسات الفسيولوجية في الرياضة في كيفية تغيير التمارين لوظيفة وبنية الجسم، حيث يراقب عالم وظائف الأعضاء مدى جودة أداء الرياضي باستخدام اختبارات وتقنيات خاصة مصممة لقياس خصائصهم بدقة، ممّا يتيح ذلك للطبيب تقديم المشورة للمدربين والرياضيين بشأن تدريبهم ومسابقاتهم؛ للتأكد من أنهم يؤدون أفضل مستوياتهم، حيث أن التخصص هو مجال واسع للغاية، حيث أنه يتكون من مدربين ومدربين للياقة البدنية ومعلمين صحيين ومدربين رياضيين وعلماء فيزيولوجيا التمرين.
كما يدرس كيفية تغيير هياكل ووظائف أجسام اللاعب الرياضي عندما يتعرض لنوبات حادة ومزمنة من التمارين، حيث إنها في المقام الأول دراسة كيفية تكيف الجسم من الناحية الفسيولوجية، مع الإجهاد الحاد أو قصير المدى الناتج عن ممارسة الرياضة، والضغط المزمن أو طويل المدى للتدريب البدني.
أيضاً يُطبّق علم وظائف الأعضاء الرياضي هذه المفاهيم من فسيولوجيا التمرين على وجه التحديد لتدريب الرياضي وتحسين أداء الرياضيين في رياضة معينة، حيث تتعلق التمارين وعلم وظائف الأعضاء الرياضي بتحسين الأداء؛ وذلك من خلال معرفة كيفية عمل الجسم أثناء التمرين واستخدام المبادئ العلمية للسماح لجسمك بالتدريب بشكل أفضل وأداء أفضل، والتعافي بشكل أسرع، حيث تساعد الدراسات في فسيولوجيا التمرين الرياضيين على تحقيق العظمة، على سبيل المثال من المعروف الآن أن رفع الأثقال الأولمبي وتدريب البليومترك طريقتان لزيادة ارتفاع القفز العمودي.
كما تعتمد الاستجابة الفسيولوجية للتمرين على شدة التمرين ومدته وتواتره بالإضافة إلى الظروف البيئية، حيث أن أثناء التمرين البدني تزداد متطلبات الأكسجين والركيزة في العضلات الهيكلية، كما تؤثر المنبهات الكيميائية والميكانيكية والحرارية على التغيرات في وظائف التمثيل الغذائي والقلب والأوعية الدموية والتهوية؛ من أجل تلبية هذه المتطلبات المتزايدة.
حيث يتم تنظيم ردود فعل الجسم على نوبة واحدة من التمرين من خلال مبدأ التوازن، كما يُعرَّف الاستتباب بأنه قدرة الجسم اللاعب الرياضي على الحفاظ على بيئة داخلية مستقرة للخلايا، من خلال تنظيم متغيرات حرجة مختلفة عن كثب مثل درجة الحموضة أو توازن القاعدة الحمضية، توتر الأكسجين، تركيز السكر في الدم ودرجة حرارة الجسم، كما تؤثر مبادئ الحمل الزائد والخصوصية والقابلية للانعكاس والفردية على تكيفات التدريب الرياضي في الجسم؛ وذلك من أجل الصحة اللاعب الرياضي بالإضافة إلى الأداء الحركي الممارس.
ففي الرياضات الجماعية مثل كرة القدم أو كرة السلة أو الرجبي، يمكن استخدام التدخلات الفسيولوجية لتقييم المتطلبات المحددة للألعاب، فعلى سبيل المثال غالبًا ما يرتدي اللاعبون الآن أجهزة مراقبة معدل ضربات القلب المحمولة وأجهزة تتبع نظام GPS أثناء الألعاب، حيث يتم استخدام هذه المعلومات لتخصيص التدريب.
وغالبًا ما يتم تكرار المتطلبات المحددة للوظيفة، حيث يمكن استخدام نفس الأجهزة؛ لتقييم معدل عمل اللاعب أو التطبيق أثناء الجلسات التدريبية اللاحقة، ممّا تتيح الابتكارات في تكنولوجيا الوقت الفعلي في الوقت الحاضر لعالم وظائف الأعضاء الاتصال مباشرة، مع طاقم التدريب أثناء التدريب لتعديل التدريبات الفنية أو مجموعات التكييف لزيادة الوقت الذي يقضيه في مجال التدريب.
فإن القياسات الفسيولوجية هي عبارة عن علم وظائف الأعضاء الرياضي، كما أنه هو دراسة التأثيرات طويلة وقصيرة المدى للتدريب الرياضي والظروف على الرياضيين، حيث يسير هذا المجال المتخصص من الدراسة جنبًا إلى جنب مع علم التشريح الرياضي، فإن علم التشريح يدور حول البنية الحركية للاعب الرياضي، حيث تتجذر مبادئ التدريب الرياضي بشدة في هذا المجال، المتمثلة في تأثيرات تكوين الجسم، تدريب المرونة، الترطيب، الظروف البيئية وتحميل الكربوهيدرات على الأداء الرياضي.
فإن فهم الآثار الداخلية للتمارين الرياضية على الرياضيين يمهد الطريق لتصميم برامج تدريب اللياقة البدنية التي تعدهم للمتطلبات البدنية لرياضات معينة، ومع ذلك أن التغييرات الداخلية في أجسام الرياضيين هي جزء من لغز التدريب، حيث من المهم أن تعرف أنه من أجل فهم تأثيرات التدريب، حيث يجب على العلماء التكبير في ظل ظروف الاختبار الرياضي، كما يجب على الرياضيين والمدربين النظر في مدى تطبيق الظروف الاصطناعية على تدريب الرياضيين في العالم الحقيقي.
كما أنه يركز على كيفية قيام اللاعبين وأنظمة الأعضاء والأعضاء الفردية والخلايا والجزيئات الحيوية بوظائفها في نظام حي، ففي حالة التمرين ينظر علم وظائف الأعضاء إلى الاستجابات الحادة والتكيفات المزمنة لمجموعة واسعة من حالات التمارين البدنية، حيث يدرس اختصاصين الرياضة هذه الاستجابات لدى الرياضيين استجابةً للتدريب والمنافسة؛ وذلك لتعزيز وتحسين الأداء العام واللياقة البدنية.
كما يؤدي أخصائيين السلوك الحركي مجموعة واسعة من المهام التي تساهم في أداء فرد أو فريق من الرياضيين، حيث حددت أبحاث فسيولوجيا التمارين الرياضية الآثار المهمة للتمرينات الرياضية على أجهزة وأنسجة وخلايا الجسم، كما يمكن تحسين أداء الرياضي من خلال فهم تأثير التمارين على أجزاء الجسم المختلفة للرياضي، بالإضافة أنه يساعد في الوقاية من الإصابات الرياضية.