خصائص الحشد في علم الاجتماع الرياضي:
إن الجماعات التي تتكوَّن في الملاعب الرياضية يمكن التطلع إليها أنها عبارة عن جماعات ذات طبيعة اجتماعية؛ وذلك بسبب أن الرياضة بمختلف أنشطتها وأنظمتها أصبحت ظاهرة اجتماعية كبيرة المجال، حيث أنها تتعمق في حياة مختلف أفراد المجتمع الرياضي والمجتمع بأكمله سواء كانوا أطفال أو شباب أو كبار السن أو أفراد مراهقين، وذلك من كِلا الجنسين سواء كانوا ذكور أو إناث، وسواء كانوا أفراد معاقين أو أفراد أصحاء.
فإن الرياضة يتم ممارستها من قبل أفراد المجتمع الرياضي والمجتمع بأكمله ممارسة ترويحية وهواية، حيث أن أغلب فئات المجتمع الرياضي يمارسوها؛ لكي يحصلوا على صحة ولياقة بدنية عالية، وكذلك بسبب القضاء على وقت الفراغ بشيء مفيد وصحي يعود على الجسم بالنفع والفائدة، حيث أن الكثير من أفراد المجتمع الرياضي يقومون بممارستها لكي يتخلصوا من أي شيء وانفعال سلبي مثل العنف، العدوان، التعصب.
فإن الرياضة تمتلك العديد من الصور الاجتماعية، ولها عدة أهداف تسعى إلى تحقيقها في مختلف فئات المجتمع الرياضي والمجتمعات بأكملها، ومثال على ذلك (أنشطة الرياضة المدرسية؛ حيث يقوم بممارستها الطلاب الرياضيين الذين يدرسون في المدرسة، أنشطة الرياضة الجامعية؛ حيث يقوم بممارستها الطلاب الجامعيين الذين يدرسون في مختلف الجامعات والمعاهد والكليات الدراسية، الرياضة العلاجية يقوم الأفراد الرياضيين بممارستها بقصد التعويض والعلاج من إصابتهم والعودة إلى ممارسة أنشطة حياتهم بأسرع وقت ممكن).
أما بالنسبة إلى الحشد الرياضي؛ فهو عبارة عن مجموعة من الأفراد يقومون بالتجمع في الملاعب الرياضية والساحات الرياضية والأماكن الرياضية؛ حيث أن ذلك يتم عند إجراء أي فعالية رياضية مثل مباراة بين فريقين رياضيين أو سباقات بين مجموعة من الأفراد الرياضيين، حيث أنه خلال أوقات تجمّع الأفراد (الحشد الرياضي)، يتم التفاعل الرياضي والاتصال بين الأفراد ببعضهم البعض؛ حيث أن ذلك بهدف الوصول إلى ما هو متفق عليه بوقت مسبق، كما قد يتواجد اختلافات بين مختلف الأفراد المتجمعين للحشد الرياضي، كما تتصف جماعات الحشد الرياضي بعدة صفات وخصائص تميّزها عن الجماعات الرياضية الثانية، ومن أهمها:
- وحدة الدوافع أو وحدة المثير الرياضي: حيث يقصد بها أن التجمع الرياضي الذي يتكون من مجموعة من الأفراد الرياضيين، ينتج عنهم هدف اجتماعي رياضي مشترك أو ميل ومثير رياضي اجتماعي مشترك بين بعضهم البعض، حيث أنه في أغلب الأوقات يكون الدافع أو الهدف متصل بالجهة الانفعالية التي تمتلك عاطفة قوية ذات طبيعة متكاملة؛ حيث أن ذلك يظهر أثناء سير المنافسات والسباقات الرياضية بمختلف أنواعها وفئاتها.
- وحدة انخفاض مستوى التفكير العقلي: حيث يقصد بها أنها تدل على سلوك الأفراد الرياضيين أثناء تواجدهم ضمن جماعات الحشد الرياضي، أو جماعات الجمهور الرياضي على قلة في مستوى التفكير والفهم والتركيز؛ حيث أن ذلك بسبب حدوث عوامل التوتر والانفعال الاجتماعي الشديد، وذلك يعمل على انعدام في العمليات المعلوماتية العقلية الكبيرة؛ فعلى سبيل المثال عند خسارة الفريق الرياضي المفضل لدى جماعات الحشد الرياضي يقومون بالتلفظ بالألفاظ والكلمات السيئة ويقومون بقذف بعضهم البعض بكلمات عنيفة، ومثال ثاني قيام أفراد الحشد الرياضي بأعمال العنف الجسمي أثناء سير المباريات والسباقات الرياضية.
- وحدة تشابه الاستجابات والردود: حيث يقصد بها أن أفراد جماعات الحشد الرياضي يتشابهون في كيفية تقليد الحركات التي تصدر منهم؛ فعلى سبيل المثال يقومون بالتصفيق مثل بعضهم البعض، ويقومون بالمناداة بنفس الكلمات والعبارات الرياضية التشجيعية، حيث أن هذا التقليد يكون تقليد لا شعوري وتلقائي، ويحدث ضمن نطاق المجال الوجداني أو ضمن نطاق المشاركة العاطفية التي تسمى بالوجدانية.
ففي أغلب الأوقات يقوم أفراد جماعات الحشد الرياضي بتردد بعض الكلمات والعبارات الهتافية السيئة، مثل السب والشتم لجماعات الفريق الآخر، كما أن فئات من جماعات الحشد الرياضي يقومون بأعمال جسمية انفعالية مثل الضرب ورمي المواد والأدوات التي تكون معهم مثل رمي علب الماء أو رمي أحذيتهم.
- وحدة ضعف الشعور بالمسؤوليات الاجتماعية ذات الطبيعة الفردية: حيث يقصد بها أنه في بعض الأوقات قيام الأفراد بتحديد مسؤوليات ومهام بعضهم البعض أثناء تواجدهم في جماعات الحشد الرياضي؛ فعلى سبيل المثال قيام الفرد الرياضي الذي ينتمي إلى جماعات الحشد بتحقيق الاستجابة التي تتصف بالعنف والعدوان والعدوانية دون أن يكون لديهم أي مشاعر وأحاسيس خوف أو تردد.