علاقة الأنشطة البدنية بالانحراف الاجتماعي في علم الاجتماع الرياضي:
يختلف الأفراد الرياضيين في قابليتهم للاندماج الاجتماعي، حيث ينشأ البعض اجتماعياً والبعض الآخر غير اجتماعي، حيث يعتبر الفرد الرياضي غير الاجتماعي عن ظاهرة غير سوية اجتماعياً، ومن هذه الفئة يظهر المنحرفون والمجرمون والأحداث، كما أنهم بشكل إجمالي يعتبرون أفراداً رياضيين لم يتطبعوا اجتماعياً بطريقة ملائمة ومناسبة، من حيث تحديهم للبنيان المعياري والقيمي والقانوني السائد في المجتمع الرياضي وفي المجتمع بأكمله.
كما أنه في حالة كان سلوك الفرد الرياضي (لاعب أو مدرب) مسايراً للبناء التنظيمي الاجتماعي والقانوني السائد في المجتمع الذي يعيش فيه حيث إنه يكون ممتثلاً، أمّا في حالة كان الفرد الرياضي (لاعب أو مدرب) انتهك المعايير والقيم والعوامل والبناء والقواعد التنظيمية السائدة في المجمتع الذي يعيشون فيه، حيث أنه أصبح منحرفاً أو جانحاً.
كما يوجد علاقة وثيقة بين قابلية الفرد الرياضي للاندماج الاجتماعي ومدى إشباع حاجته إلى الانتماء والولاء، من خلال ممارسة النشاط البدني، حيث أن الفرد الرياضي الاجتماعي؛ أي بمعنى أن الفرد الرياضي (لاعب أو مدرب) مندمجاً اجتماعياً مع أفراد المجتمع، حيث أنه غالباً ما يكون فرداً رياضياً متميزاً بالنشاط والحيوية والحضور الذهني والحضور العاطفي، أما بالنسبة إلى أغلب الأفراد الرياضيين المنطويين على أنفسهم يعدّون من أصحاب الأبدان القميئة والمهارات الحركية الضعيفة.
كما أكد الكثير من علماء علم الاجتماع الرياضي بوجود علاقة بين خصائص الإنسان الرياضي الجسمية وبين أخلاقياته وسلوكه وسماته النفسية، حيث يطلق على ذلك بعلم الفراسة، كما أن الأفراد الرياضيين الذين يتميزون بقصر القامة مع وجود الميل إلى النمط العضلي يثمران فرداً اجتماعياً قوياً ذا سلوك مضاد للمجتمع، أما بالنسبة إلى سلوك الأفراد الرياضيين السمان يميلون إلى العمل على تجنب الحركة والنشاط البدني مع وجود الميل إلى تناول المزيد من الطعام، حيث أنهم أقل تجنباً وأقل سعادة مع شواهد واضحة على عدم النضج الاجتماعي والانفعالي.
أما بالنسبة إلى الفرد الرياضي النحيف حيث أنه يختلف بشكل كبير وبشكل عكسياً في سماته النفسية والاجتماعية عن النمط الاجتماعي، حيث أنه عبارة عن فرد رياضي (لاعب أو مدرب) غير اجتماعي بشكل عام كما أن يميل إلى الانسحاب من الجماعة الرياضية التي يتبع لها.