مبادئ التوجيه والإرشاد في علم النفس الرياضي:
هناك مجموعة من المبادئ لعملية التوجيه والإرشاد في علم النفس الرياضي، ومن هذه المبادئ ما يلي:
مبدأ استعداد الرياضيين:
وهذا المبدأ يعني أن يكون لدى الرياضيين شعور بالحاجة، وأن يكون لديهم أيضاً رغبة بصورة إيجابية حول إمكانية الاستفادة من عمليات التوجيه والإرشاد النفسي، وأن يكونوا على استعداد تام لتقبل تلك التوجيهات والإرشادات، وهذه العمليات تتطلب من المدربين الرياضيين ما يلي:
- قيام المدربين على تهيئة الأوضاع النفسية والأوضاع الاجتماعية للرياضيين؛ وذلك لقيامهم بالتكلم عن مشاكلهم وأوضاعهم بشكل صريح وواضح.
- قيام المدربين بالتأكيد على الرياضيين بأن ما يتكلمون به لن يعرف أي شخص آخر به، وأنه يتميز بالسرية التامة.
- قيام المدربين على دعم التفاعل الاجتماعي بينهم وبين الرياضيين، وقيامهم بعمليات التواصل الفكري والتواصل الذهني معهم.
- قيام المدربين على تنمية رغبات الرياضيين في عمليات التوجيه والإرشاد النفسي؛ وذلك لقيامها على تحقيق مستوى صحة نفسية أفضل.
مبدأ احترام الإرادة الرياضية:
إن عملية التوجيه والإرشاد في علم النفس الرياضي تعتبر هي القاسم المشترك ما بين اللاعبين والمدربين والأخصائيون النفسيون، والرياضي يعتبر هو المحور الرئيسي؛ لأنه هو صاحب المشكلة التي يعاني منها ويعيش معها ويقوم بالانفعال بسببها، فمن الواجب أن يتم احترام رغباته في انتقاء الوسائل التي تساعده على حل المشكلات، ولذلك يجب على المدرب والأخصائي النفسي مراعاة ما يلي:
- يجب على المدرب أن يظهر للرياضي الاحتمالات والطرق التي تساعد على حل المشكلات التي لديه، والقيام على احترام رغباته في كل ذلك.
- يجب على المدرب العمل على تهيئة الجو الملائم للقيام باستثارة قدرات الرياضيين العقلية أو المهارية، ومعرفة استعداداته في القيام بتحديد مصيره الرياضي الخاص.
- يجب على المدرب ترك الرياضيين بحرية، والاعتراف بحقهم في العمل على الاختبار والتقرير بحال مصيرهم في المجال الرياضي.
مبدأ الثقة المتبادلة:
من الضروري أن يشعر الرياضيين بحالات من الأمن والأمان والاستقرار النفسي وذلك بهدف:
- تحقيق الثقة المتواجدة بين جميع الأطراف.
- إمكانية تسهيل تقديم الحلول والخدمات للمشكلات النفسية لهم، ومحاولة الاستفادة منها.
- المحاولة في القيام على تغيير أو التعديل في سلوك الرياضيين، والتي غالباً ما تكون غير مقبولة بالنسبة لعادات وتقاليد البيئة المحيطة.
- محاولة الرياضيين في اكتساب القيم والمعايير الأخلاقية، ومحاولة اكتساب الروح الرياضية والسلوك النظيف في اللعب، وهذا الشيء يحتاج إلى دعم الثقة ما بين المدربين والرياضيين؛ وذلك حتى لا يقوم الرياضيين باللجوء إلى الهروب أو قيامهم بإخفاء مشاكلهم خلال مراحل عمليات التوجيه والإرشاد النفسي.
مبدأ الفروق الفردية:
إن مستويات القدرات البدنية والمهارية للرياضيين واستعداداتهم النفسية والسمات الشخصية فيما بينهم تكون بشكل متباين، فلكل رياضي شخصية خاصة به وحاجاته النفسية وميولاته الخاصة واتجاهاته المتعددة وطموحاته الرياضية وقيمه الأخلاقية ودوافعه التي تكون مختلفة عن باقي زملاءه، ولذلك من المفروض أن تكون طرق التوجيه والإرشاد النفسي متنوعة ومتعددة في ضوء وجود الفروق الفردية بين الرياضيين، بالإضافة إلى أنه لا يوجد إسلوب واحد يتناسب مع جميع الرياضيين.
فخلال عمليات التوجيه والإرشاد النفسي يجب على المدرب والأخصائي النفسي المختص في المجال الرياضي أن يكون في عين الاعتبار لديهم الاختلافات ما بين الرياضيين في جميع المظاهر الجسمية والانفعالية والشخصية والاجتماعية والنفسية وغيرها من المظاهر.
مبدأ الاستمرارية:
من المعروف أن الاهتمام النفسي تكون مستمرة مع الرياضيين خلال مسيرة حياتهم الرياضية؛ وذلك منذ بدايات الرياضيين وحتى وصولهم إلى أعلى المستويات الرياضية وحتى أيضاً بعد اعتزالهم.
وبناء على ذلك، فإن عمليات الاستمرارية والتتابع والتكامل في اعطاء التوجيه والإرشاد النفسي يعتبر أساس مهم وضروري للرياضيين، بما أنه ما يزالون مستمرون في القيام بالتدريب وخوض المنافسات الرياضية حتى بعد اعتزالهم، وفي قيامهم بمواجهة أعراض الوحدة النفسية لأي لاعب قام بالاعتزال، سواء في مجال التدريب الرياضي، أو في مجال التحكيم أو مجال الإدارة أو مجال اللعب.
مبدأ متطلبات النمو:
حيث أنه من المعروف بأن دوافع الرياضيين تتغير وتتطور مع مرور الوقت، فبالتالي فإن حاجاتهم أيضاً تتغير حسب مطالب كل مرحلة من مراحل النمو، ولذلك فعلى المدربين مراعاة هذا التغيير خلال عمليات التوجيه والإرشاد النفسي.
وبما أن النمو يعتبر عملية متدرجة ومستمرة ويعتبر بأن لكل مرحلة من مراحله خصائص وسمات معينة، تكون عادةً مختلفة في درجة الشدة أو في الشكل أو في المظهر، فإن متطلبات عملية النمو تكون في حالة من التغيير والتبديل من مرحلة إلى أخرى، وأن لكل مرحلة من المراحل متطلبات معينة من الواجب القيام باتباعها، ومحاولة تحقيقها عن طريق استخدام طرق وأساليب التوجيه والإرشاد النفسي التي تكون مناسبة.