مراحل تطور التوافق الحركي:
إن التوافق مهم داخل الملاعب الرياضية؛ وذلك باعتباره ظاهرة مهمة لنشاط الفريق الذي يؤثر على فعالية العملية التعليمية والتدريبية والتنافسية، حيث عند تعلم الفرد الرياضي المتعلم مهارة حركية معينة، فإنه يمر بمراحل تعلم رياضي مختلفة، حيث أن هذه المراحل مرتبطة مع بعضها البعض، وتؤثر الواحدة في الأخرى وتتأثر بها، كما أنها تظهر بصورة منتظمة ومرتبة، وفيما يلي توضيح لتلك المراحل:
مرحلة تطور التوافق الحركي الخام:
حيث تسمى هذه المرحلة مرحلة كسب المسار الرئيسي والأولي للحركة، حيث أنها تعني أداء المهارة الرياضية بشكل مبدئي، وفيها يتعلم الفرد الرياضي المتعلم نظام الحركة الأساسي بشكل تام، حيث يشمل سير التعلم الرياضي من بداية التحصيل على المعلومات الأولية وحتى ممارسة المهارة ضمن ظروف وعوامل مناسبة، فقيام المدرب الرياضي بشرح المهارة الجديدة، فإن اللاعبين لا يكون لديهم التصور الواضح عن طبيعة المهارة.
كما أن القدرة على الأداء الحركي تكون غير متكاملة في هذه المرحلة، ويرجع السبب إلى عدة نقاط، وأهم تلك النقاط: (أن أداء المهارات الحركية الأساسية إذا لم يرتبط بالمتطلبات التي جرى التعلم الرياضي فيها يؤدي إلى عدم الأداء الحركي المناسب، وبالإضافة إلى مدى استيعاب اللاعبين للمهارة الجديدة، وحل الواجب الحركي يتم بحركات فيها نواقص كثيرة).
حيث يجب على المدرب الرياضي أن يقوم باتباع بعض الخطوات الأساسية التي تساعد على استيعاب وفهم اللاعبين للمهارة عن طريق ما يأتي: (الشرح أو الوصف الكلامي، القيام بعض الحركات؛ أي بمعنى أداء النموذج الحركي، وبالإضافة إلى الشرح مع النموذج الحركي).
كما تشكل هذه المرحلة العنصر الأول والضروري لتعلم وتطوير التوافق الحركي الخاص بالمهارة الحركية، حيث يعتمد التعرف الجيد على مهارة جديدة على صحة تطوير اللاعب الرياضي لجميع دقائق الحركة من خلال الشرح والنموذج، حيث كلما توفرت الخبرة الفنية، وكلما ارتبطت المهارة الجديدة بطرق سبق معرفتها، كان التصور لها أكثر سرعة، كما يوجد بعض الصفات الخاصة بهذه المرحلة، وأهم تلك الصفات:
- استعمال قوة أكثر أو أقل من المطلوب، حيث يظهر الأداء متصلب من جهة وضعيف من جهة ثانية، بالإضافة إلى عدم كفاية النقل الحركي أو حدوث الخطأ فيه.
- عدم ظهور الوزن الحركي المناسب، إذ لا يوجد تبادل نافع بين الشد والارتخاء النسبي للعضلات، حيث أن الحركة تكون أما سريعة أو بطيئة، ونسبةً إلى هذا لا ينسجم مع الواجب الحركي، بالإضافة إلى قلة الثبات وعدم الظهور الواضح لأنواع الحركة.
مرحلة تطور التوافق الحركي الجيد:
حيث أنها هي المرحلة التي تأتي بعد مرحلة التوافق الخام، حيث تبدأ هذه المرحلة عندما يستطيع الفرد الرياضي المتعلم أداء المهارة الحركية بشكل بدائي أولي، كما تسمى هذه المرحلة مرحلة كسب المسار الحركي والأولي للحركة، حيث يكون الهدف في هذه المرحلة تطوير الشكل البدائي الذي يتم في المرحلة السابقة، والتي تم كسبه وفهمه عن طريق الأداء الأولي للمهارة الحركية في شكلها العام.
كما أن في هذه المرحلة يتمكن الأفراد الرياضيون من أداء المهارة بنسبة قليلة وبسيطة من الأخطاء، حيث فيها يتم العمل تنظيم وتبويب وترتيب العضلات التي تكون مسؤولة المهمة الحركية، حيث يتطور التوافق الدقيق كلما زادت معرفة اللاعب بأجزاء المهارة وفهم المعرفة المتعلقة بها بشكل جيد، حيث أن هذا يؤدي إلى إمكانية الملاحظة الذاتية والتصحيح الذاتي ومقارنتها بشرع وعرض وإرشادات المدرب.
ويؤدي المدرس الرياضي دور كبير في عملية التطور والانتقال من مرحلة التوافق الخام إلى هذه المرحلة، حيث أنه يستخدم الطرق التربوية بمختلف أنواعها للتعليم والتدريب، ويقوم بتوجيه الفرد الرياضي المتعلم لأمور المهمة في المهارة الرياضية، كما أنه يساعد على معرفة النقاط الصعبة فيها، مع تصحيح الأخطاء التي تحدث أثناء ممارستها عن طريق الكلام والعرض الصحيح لها، بالإضافة إلى الأفلام والصور والرسوم التي توضح سير المهارة الحركية مع الشرح الوافي لها.
كما يوجد عدة صفات تتميز بها هذه المرحلة، وأهم تلك الصفات: (استخدام القوة بشكل مجدي وفي اللحظة الصحيحة، ظهور الوزن الحركي المجدي، الوصول إلى المجال الحركي المجدي، اتصاف المسار الحركي بالانسيابية، السير الحركي ملائم للواجب الحركي، بالإضافة إلى اختفاء الحركات العشوائية الزائدة والمصاحبة، النقل الحركي جيد ومتناسب مع هذه الحركة والاستثمار الجيد للقوة الخارجية).
وفي هذه المرحلة يلجأ المدرب إلى إعطاء حركات ربط بين مهارة ومهارة أخرى، مثل التنطيط بالكرة ثم المناولة للزميل، حيث يجب تدريب اللاعبين على ما يطبق فعلاً في المباراة، فإن اللاعبون في هذه المرحلة لهم القدرة على توجيه الحركة ذاتياً ممّا يتطلب ممارسة التدريب المستمر والمتواصل عليها، حيث يؤكد المدرب على أن جميع اللاعبين قد وصلوا إلى مرحلة التوافق الجيد عن طريق تطبيق اللاعبين للتمرينات المركبة بالكرة، مع الاهتمام بدقة الأداء المهاري.
مرحلة تثبيت التوافق الجيد وتنوعه:
حيث أنها هي المرحلة الأخيرة من مرحلة التعلم توافق الحركي، ففي هذه المرحلة يمكن العمل على ضبط وتثبيت أداء المهارة الحركية من خلال تكرار التدريب وتصحيح الأخطاء تحت ظروف متعددة ومتنوعة، كما أن الهدف من هذه المرحلة الوصول بالحركة إلى أحسن توافق حركي ممكن، فإن الحركة تثبت حتى تظهر بشكلها الآلي، وبذلك يمكن اللاعب التغلب على كل المؤثرات الداخلية والخارجية دون الشعور بالتعب ودون بذل جهد.
كما أن في هذه المرحلة يتمكن اللاعبين من أداء المهارة بصورة صحيحة تحت جميع الظروف، وفي مختلف العوامل البيئية والمواقف غير المتعود عليها، حيث يصل اللاعب في هذه المرحلة إلى ثبات عالي في أداء المهارة ويصل أحياناً إلى درجة الكمال.
كما تصبح المهارة في الأداء الفني للحركة آلياً عندما يستطيع اللاعب أن يقوم بالحركة بشكل متكرر بنفس الدقة دون تشتت تفكير اللاعب، حيث يمكن أن يصل اللاعب إلى هذا مع التدريب المنتظم بالكرة ومع التكرار الكثير، ويصل اللاعب إلى تثبيت الأداء الفني للحركة آلياً عن طريق التمرينات النوعية الخاصة ثم تحقيق المطلوب أداؤه.
ومن أهم الصفات التي تتميز بها هذه المرحلة: (الأداء للتكنيك ليكون سريعاً بصورة سريعة ومضبوطة، تتصف الحركات بالإنسانية والجمال، ثبات الحركة عند إعادتها، تكون الحركات متساوية المجال بشكل تقريبي، بالإضافة إلى أنه يتساوى زمن الأداء إلى درجة كبيرة، والثبات في الوزن الحركي وفي القوة المستعملة).
وأيضاً فيه هذه المرحلة يتطلب الأمر من المدرب أن يعطي التمرينات الخططية، مع ضرورة التأكيد على أن يصل اللاعبين فيها إلى تنفيذ المتطلبات المرسومة في المباريات بكل دقة وثبات، حيث لا يتم ذلك إلا من خلال الاستمرار بالتدريب المبني على أسس علمية، والموضوع على أساس التدرج السليم في التدريب الفني للمهارات الأساسية، وصولاً إلى مرحلة الآلية واستخدامها في تنفيذ تحقيق الواجبات الخططية المرسومة في اللعبة المحددة.