ما هي نظريات التعلم الحركي الرياضي؟

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن نظريات التعلم الحركي في الرياضة:

تقدم نظريات التعلم الحركي فهم واضح لعمليات المشتركة في التعليم الرياضي بشكل حركي، حيث تدعم هذه النظريات الفكرة الخاصة بإيجاد أفضل البيئات التعليمية للمهارات الحركية؛ وذلك لزيادة الفعالية والكفاءة الأداء، حيث يقصد بالتعلم الحركي هو مجموعة من العمليات الداخلية المتعددة الأوجه التي تؤدي إلى تغير دائم نسبياً في حركة الفرد الرياضي من خلال ممارسة مختلف الحركات الرياضية، حيث اقترح علماء علم الاجتماع الرياضي وعلماء التربية الرياضية وعلماء التربية البدنية وجود ثلاث فرضيات تجسد نظريات التعلم الحركي، وهي:

  • التعلم الحركي هو عملية داخل الفرد الرياضي والتي تؤدي إلى تغير دائم نسبياً؛ من أجل زيادة قيمة الأداء الحركي.
  • إن عملية التعلم الحركي للمهارات الرياضية هي عملية غير قابلة للملاحظة المباشرة.
  • الأداء الحركي الذي تم رفع مستواه هو نتيجة للممارسة العملية.

فالمهارة الحركية ناتجة عن هدف يمكن تحقيقه وأداء إرادي وحركة جسم اللاعب الرياضي داخل الملاعب الرياضية أو الساحات الرياضية، كما تلعب الممارسة العملية والخبرة أدواراً أساسية في كيفية إتقان ممارسة أداء المهارة الحركية، حيث أنه لا يوجد في الوقت الحالي أي جهاز أو مادة تساعد على ملاحظة التعلم الحركي بشكل مباشر.

نظريات التعلم الحركي في الرياضة:

نظرية الحلقة المفتوحة:

حيث يُفترض في هذه النظرية أن يتم تنظيم التحكم في الحركة، من خلال برنامج مركزي يحدد جميع التفاصيل المكانية والزمانية ذات الصلة للعمل الحركي مثل أرجوحة البيسبول، كما يُعرف هذا النوع من التحكم أيضًا باسم التحكم في المستوى الرياضي الأول ويشرح كيفية أداء الحركات السريعة في الرياضة، والتي تحدث عن طريق استرداد البرنامج الحركي الصحيح من ذاكرة اللاعب طويلة المدى.

كما أن بمجرد استرداد الأمر الحركي، يتم إرساله بسرعة إلى العضلات العاملة والتي تُعرف أيضًا باسم مستجيبات الحركة، وعند استخدام التحكم في الحلقة المفتوحة، حيث يتم تنفيذ الحركة دون وعي وبسرعة كبيرة، ولا يمكن تقديم التعليقات لتصحيح الخطأ الذي حدث أثناء الأداء الحركي، لذلك على الرغم من أنك قد تتلقى ردود فعل حركية، فلن تتمكن من التصرف بناءً عليها أثناء المهارة الرياضية.

ونظرًا لغياب التغذية الراجعة، فإن التحكم في الحلقة المفتوحة يكون فعالًا حقًا فقط عندما تكون البيئة متوقعة، حيث أن التغيير في البيئة عادة ما يؤدي إلى تغيير في الحركة لا يمكنك القيام به بسبب سرعة المهارة، ومن أهم الأمثلة الجيدة على استخدام التحكم في الحلقة المفتوحة( التحكم أثناء رياضة الغوص، إذا شعر الغواص أنه يسير ببطء شديد خلال روتينه، فلن يتمكن من تسريع ذلك في الوقت قبل أن يضرب الماء).

حيث إنه من خلال التحكم في الحلقة المفتوحة في مرحلة التعلم الذاتي للمهارات الحركية يتم تنفيذ المهارات التي يتم إجراؤها من خلال التحكم في الحلقة المفتوحة بشكل لا شعوري تمامًا، كما يجب على المتعلم المستقل تنفيذ المهارات، فليست هناك حاجة إلى ردود فعل خارجية ثابتة طوال الوقت؛ لأنها تعتمد على ردود الفعل الحركية عبر استقبال الحس العميق.

نظرية الحلقة المغلقة:

حيث يتضمن التحكم في الحلقة المغلقة التغذية الراجعة التي تسمى التتبع الإدراكي، حيث أن تتبع الذاكرة يؤدي إلى استجابة تؤدي إلى ردود فعل داخلية يتم جمعها عن طريق الحس العميق، لذلك يسمح هذا بإجراء تصحيحات سريعة لاشعورية، فعلى سبيل المثال عندما يكون لاعب الجمباز في حركة توازن، سيكون لديه أثر ذاكرة للوضع الصحيح للبقاء متوازن، حيث يتم إنشاء أثر إدراكي عندما ينفذون المهارة التي تسمح بعد ذلك بمطابقة التتبع الإدراكي وتتبع الذاكرة معًا، ففي حالة وجود اختلاف بين الأثرين، يتم إرسال الاختلاف إلى نظام التحكم المركزي في الدماغ، حيث يمكن للدماغ حل المشكلة.

كما تعتبر نظرية الحلقة المغلقة نوع خارجي من التغذية الراجعة يقدمه المدرب الرياضي أو المعلم  الرياضي بعد نجاح اللاعب الرياضي المؤدي في إحدى المهارات الرياضية، حيث إن اللاعب الرياضي المؤدي إلى إبراز نقاط الأداء التي كانت جيدة ولماذا كانت حتى يتمكن المؤدي من الاستمرار في نفس الأسلوب بشكل صحيح؛ أي بمعنى يمكن تقوية روابط الاستجابة التحفيزية، فعلى سبيل المثال  في السكواش، حيث يقول المدرب أن القرص الصلب والمنخفض كان جيدًا بسبب التأرجح الخلفي القصير الذي كان لدى اللاعب الرياضي المؤدي.

حيث يوجد عدة أنواع للتغذية الراجعة مرتبطة بنظرية الحلقة المغلقة في الرياضة، وهي:

  • ردود فعل سلبية: حيث تعطى عندما تكون حركة اللاعب الرياضي المؤدي خاطئة، ويمكن أن يكون جوهريًا أو خارجيًا، كما يجب أن يُعطى بطريقة بحيث يتمكن اللاعب من تحسين حركته كما هو الحال في كرة التنس، حيث قد يحتاج المضرب إلى الإبقاء عليه مفتوحًا أكثر، كما أن ردود الفعل السلبية جيدة لفنانين الأداء المستقل؛ لأنهم قادرون على العمل على الخطأ بأنفسهم وكيفية تحسينه؛ وذلك نظرًا لأن لديهم المزيد من المعرفة من التجربة، حيث قد يتم تثبيت الحافز كأداء في المرحلة المعرفية من التعلم الحركي.

  • ردود الفعل الخارجية: حيث يأتي من شخص آخر قد يكون مدرباً أو زميلاً في الفريق أو جمهوراً، كما يمكن للقائم بالأداء أن يعتمد بشكل كبير على هذا النوع من التغذية الراجعة، حيث أنه لا يتطور الحس الحركي أيضًا، ويمكن استقبالها من خلال سماع الملاحظات أو رؤيتها مثل صراخ الجمهور أو رؤية كرة تدخل الشبكة، كما أنها مفيدة جدًا في المرحلة المعرفية للتعلم لأنه يمكن أن يمنع تكوين روابط استجابة التحفيز الخاطئة.

  • ردود الفعل الجوهرية: حيث يتم الحصول عليها من خلال المستقبلات الحركية؛ وذلك نظراً لأن روابط استجابة التحفيز يتم تطويرها في مرحلة التعلم الرياضي المستقل، حيث يمكن للمتعلمين المستقلين الوصول بسهولة إلى هذا النوع من التعليقات ومعرفة ما إذا كانت الحركة صحيحة أم لا.

  • ردود الفعل النهائية: حيث يتم  حدوثها بعد اكتمال الحركة الرياضية بشكل مباشر، حيث أنها شكل من أشكال التغذية الراجعة الخارجية، ففي حالة أعطيت مباشرة بعد الحركة فهي أكثر فائدة للمتعلم؛ لأن ما فعلوه لا يزال حاضراً في أذهانهم، ومع ذلك، فإن ترك وقت بين اكتمال الحركة وردود الفعل يمنح  اللاعب الرياض المؤدي وقتًا للتفكير فيما فعلوه.

  • ردود الفعل المتزامنة: حيث يتم الحصول عليها أثناء الأداء بحيث يمكن أن تكون خارجية أو داخلية، كما أنها جيدة للمهارات المستمرة، مثل ركوب الدراجات حيث يمكن إجراء تعديل سري دون علم أحد من الأفراد المشرفين.

  • المعرفة بالأداء: حيث تتعلق بجودة الأداء الرياضي، ويمكن أن يكون داخلياً لأنه قد يأتي من التعليم الحركي، كما يمكن لمصدر خارجي أيضًا تقديم هذا النوع من التعليقات من خلال إخبار اللاعب الرياضي المؤدي بما فعلوه بشكل صحيح أو غير صحيح، حتى يمكن استخدامه للتحفيز أيضًا.

  • معرفة النتائج: وهي تتمثل في التعليقات حول النتيجة أو الحركة بحيث تكون خارجية، حيث يمكن أن يشمل ذلك رؤية المدرب الرياضي للكرة تدخل الشباك في كرة القدم أو رؤية الكرة تخرج من الملعب في السكواش من خلال مشاهدتها، حيث يمكن أن يتم استخدامها لتحسين الأداء.

المصدر: علم الاجتماع الرياضي، مصطفى السايح، 2007علم الاجتماع الرياضي، إحسان الحسن، 2005 الاجتماع الرياضي، جاسب حمادي، 1998علم الاجتماع الرياضي، خير الدين عويس وعصام الهلالي، 1997


شارك المقالة: