نظرية الارتقاء في علم الاجتماع الرياضي:
نظرية الارتقاء في علم الاجتماع الرياضي: حيث تسمى أحياناً بالنظرية التلخيصية، وهي ترى أن الطفل يكرر من خلال لعبه تجارب أسلافه من البشر والتسلسل التطوري التي حدثت معه منذ الزمن القديم، فمثلاً قدَّمت هذه النظرية تفسيراً لولع الأطفال بالتسلق والتأرجح في فروع الأشجار على أنه متصل بالحياة البدائية التي مر بها أسلافهم؛ أي بمعنى أن أنماط لعبه التي تتطور من طفولته حتى نضجه وبلوغه ما هي إلا تلخيص لِما مرّت فيه الإنسانية منذ الخلقة.
كما أن اللعب يؤدي في حياة البشر دوراً تدريبياً تمهيداً للتطبيع على مقومات الحياة الاجتماعية، بمعنى أن للعب وظيفتين أساسيتين؛ الأولى هي استعادة الأحداث والأخبار غير السارة بهدف السيطرة عليها وللتقليل منها وإبطال تأثيرها، والثانية هي تعديل الوقائع والأحداث من خلال اللعب وفقاً لما يرغبه الطفل أو الفرد الرياضي، كما أن اللعب أشبه ما يكون بالتعليم والتقليد.
كما أن اللعب يُعبّر عن تطور نمو الأطفال ومن ثم لكل مرحلة النمو أنماطه المرتبطه به من اللعب، فالألعاب تساعد الطفل على استكشاف عالمه والتفاعل مع بيئته ومجتمعه، حيث يتم اللعب من خلال عمليتين أساسيتين؛ العملية الأولى التمثيل وهي العملية المتصلة لاستيعاب المفاهيم والتعليمات والمعارف واستدخالها؛ لتحويلها إلى بنى معريفية خاصة تُعبّر عن ذات الطفل، بينما العملية الثانية هي المواءمة فهي العملية التي تُعبّر عن الحي والآليات التي يؤديها الطفل الذي يتوافق مع بيئته، كما أن التوازن بين العمليتين يؤدي إلى التوافق والمواءمة بينما يؤدي فقد التوازن بينهما إلى دفع الطفل إلى التقليد والتمثيل والمحاكاة.
كما أن اللعب قادر أن يقابل بين الرياضة كقيم وخصال اجتماعية بين اتجاهات المجتمع وأمانيه وتوقعاته، كما يُفسّر الأداء والإنجازات الرياضية في ضوء الاعتبارات الاجتماعية والثقافية والإيدولوجية، كما أن الإطار الاجتماعي للألعاب الرياضية ساعد في تقديم تفسيرات رياضية وملائمة للترويح الرياضي، والاجتماع النفسي والرياضة من أجل صحة أفضل وأنشط والرياضة؛ من أجل الاستعداد الحربي والدفاع والرياضة كمكوّن ثقافي والرياضة كتفسير ديني والرياضة كتفسير مثيولوجي، كما أصبحت الألعاب الرياضية هي المنطق الأساسي في سبيل إرساء مكانة علمية وأكاديمية واجتماعية للرياضة.