مراحل تكوين المهارات والخبرات الحركية أثناء ممارسة الرياضة

اقرأ في هذا المقال


يعمل الرياضي عند ممارسة أية مهارة من مهارات الألعاب الرياضية على البدء بها بالتدريج؛ وذلك لكي يتعلم المهارة بشكل أسرع، وبعد ذلك يعمل على ربطها بالمهارة التالية حتى يعمل على أداء الحركة بشكل متكامل.

المهارات والخبرات الحركية أثناء ممارسة الرياضة

يؤدي الإنسان حركاته الاعتيادية والحركات التي يتقنها جيداً بدرجة عالية من الدقة والاقتصاد والسرعة، كما أن الحركات الاعتيادية والحركات المتقنة جيداً تسمى بالمهارة الحركية (الخبرات)، وإن تكرار المهارات الحركات البسيطة عدة مرات يقود إلى الآلية، حيث يستطيع الإنسان تأديتها بدون إشراك الإدراك بشكل فعال، كما أن النشاطات الوظيفية الحركية لا تشكل غالباً وحدة حركية واحدة، وإنما مجموعة حركية في غاية الصعوبة والتعقيد، وإن الوصول إلى المهارة الحركية في جميع أنواع النشاطات يتطلب من الرياضي تدريب عالي ولفترة طويله.

الأسس الفسيولوجية للمهارة الحركية

تتكون المهارة الحركية على أساس نوع النشاط، أي تصبح المهارة الحركية حالة منتظمة لرد الفعل، ويصبح تكوينها بنظام يسمى نظام الرابطة الوقتية، وبفضل هذا النظام المتين تبدأ مراحل بناء الحركة (إعادة المفردات)، بمشاركة العضلات التي تقوم بتنفيذ الحركات الاعتيادية، كما أن النشاط العضلي الحركي أيضاًَ يكون مهيأ للتغيير أي إعادة التركيب، وتكوين نظام الرابطة الوقتية الذي يعتبر الأساس لعمل برنامج توافق الحركات الاعتيادية.

في بداية برنامج المهارة الحركية لا يتم تمييز كيف تتم الحركة (في أي عضلة)، وإن الحركات الاعتيادية تنفذ عند مختلف الأوضاع الابتدائية للجسم ومعرضة لأي طارئ، ولذلك فإن برنامج المهارات الحركية يترتب أن يحدد الشكل الأساسي للحركة وواجباتها الأساسية، ووسائل الوصول إلى الأوضاع والأهداف المطلوب الوصول إليها، علما أن المهارات الحركية متنوعة وتشتمل على عدة أوضاع للوصول إلى الهدف، كما أن دقة استعمال هذه أو تلك المجموعات العضلية على أساس العلاقة المتبادلة في الغالب تعتبر من الخصائص المحددة والمميزة والمخزونة عند الفرد الرياضي.

كما أنه يتم بناء الحركة مع وجود حالة تغيير دائمة غير ملحوظة في الحركة، فمثلاً خلال الأداء في بعض الألعاب تبرز ضرورة استعمال مهارات رياضية جديدة في كل مرة متوافقة مع تأثير الخصم، حيث يقوم الجهاز العصبي (مركز النمو) بالعمل على تقوية العناصر المنفردة للحركة التي لها تأثير جديد من خلال النشاط الوظيفي للجهاز العصبي.

كيفية تكوين المهارات والخبرات الحركية أثناء ممارسة النشاط الرياضي

يمتاز الإنسان بالقدرة على رد الفعل بشكل أسرع من بقية الكائنات الحية، ويستطيع الرياضي عند أداء الحركة مرة واحدة أن يكرر مفرداتها عشرات المرات، ومن خلال إعادة الحركة تدخل التصحيحات اللازمة وبشكل مستمر وعلى أساس الرابطة المتبادلة، كما أن أداء التمارين الرياضية الجديدة ليست بالعملية الصعبة، ولكن تعلم الحركة بشكل متقن ليس أمراً سهلاً، وعندما يؤدى الرياضي الحركة في البداية تكون مبهمة، حيث أنه يجعل الإحساسات الغير مباشرة للحركة والتي يجب ترتيبها وإتقانها بشكل تدريجي، ولكنه يتعلم المتطلبات النهائية من الحركة.

كما أن إنجاز هذه المتطلبات تتحدد حسب الخصوصية الفردية وإمكانات الجهاز العصبي، حيث يستطيع الرياضي أداء الحركة وفق الملاحظات الموجهة من المدرب، ويتم تنفيذها خلال أداء التمرين بشكل متقن، كما أن الإعداد المبكر للمهارة الحركية من الأمور الأساسية في تقوية تركيز المهارة بشكل جيد؛ وذلك لأنها ضرورية في إتقان الحركة الجديدة، كما أن تأدية المهارة بشكل جيد وإيجابي وكذلك التأثيرات المحيطة من المدرب والجمهور المتواجد، حيث أن كل ذلك له تأثير إيجابي في تثبيت المهارة.

ومن ناحية أخرى فإن النتيجة السلبية في أداء المهارة لا تحفز الرياضي، وبالتالي تؤدي إلى عدم إتقان المهارة، ويتحكم اللاعب المتدرب وكذلك المدرب في تحليل الحركة وحتى المعقدة منها، ويمكن أدائها برجة عالية من السرعة ومن دون استعمال حاسة البصر، وغالباً ما يتم تقييم المهارة من خلال السرعة والقوة وكيفية الانتشار في الفراغ؛ وذلك من أجل الوصول إلى درجة عالية في التكنيك الرياضي، وتستعمل لهذا الغرض وسائل المعلومات السريعة، مثل استعمال التقنيات السمعية والبصرية الحديثة كوسائل تقييم الأداء المهاري، ولا يمكن تعلم عدة حركات في وقت واحد.

وكذلك يصعب إتقان كل حركة على انفراد ولكي يتم ذلك لا بد من استجابة سريعة وإيجابية؛ وذلك لكي يبلغ تحفيز الجهاز العصبي إلى المستوى المطلوب، ومن الضروري أن يشعر الفرد بالاستمتاع عند تنفيذ الحركة وأن يجيد أدائها، وكل ذلك الشيء يستوجب مستوى وظيفي جيد لأجهزة الجسم.

مراحل تكوين المهارات الحركية

تمر المهارة الحركية بثلاث مراحل:

1. المرحلة الأولى

تكوين رد الفعل عند ظهور الحافز، كما أن الأشخاص المبتدئين يدركون الواجب الحركي بشكل عام، ولا يغيرون خصوصية عناصر المضمون الحركي، ولا مراحل تتابع التمرين أو بدايته بنفس الدرجة، كما أن الفرد يتقن الفرد الحركة التي لا تكون جديدة كلياً بالنسبة له، حيث أنه يجيد هذه أو تلك من عناصرها مسبقاً، وعند هذه الحالة يصبح فقط ضرورة استعمال هذه العناصر ضمن المجموعة الجديدة، ولذلك في بداية التعلم ينتبه ويراقب الحركة بشكل فعال ويستوعبها لينمي بها معرفته، وبذلك يتمكن من ضبط الأجزاء وربط عناصر التمرين.

قبل البدء في عمل برنامج التوجيه الحركي يتم توافق أجزاء الجسم لأخذ المطلوب ثم تنفذ الحركة، ولهذا فإن الحركة الجديدة تظهر وكأنها مقيدة وغير مرنة، ولكن هذا التقييد ضروري عند إتقان الحركات الجديدة، وتعود أسباب التقييد الحركي التي تذبذب الحوافز في الجهاز العصبي، كما أنه في المراحل الأولى تبقى مهارة التقلص من عمل الجهاز العصبي، وتشترك أعداد كبيرة من العضلات في العمل مما يعمل ذلك إلى عدم التوافق في عمل الجهاز الحركي والأعضاء الداخلية؛ مما يقود إلى سرعة التعب.

2. المرحلة الثانية

تتميز هذه المرحلة بالقدرة على تمييز الأجزاء والعناصر الحركية، وتدخل ضمن هذه المرحلة أسس تحليل المعلومات التي تظهر في مختلف المستقبلات وخاصة في الجهاز الحركي، حيث يتيح للجهاز العصبي تمييز حتى أدق الخصائص الحركية وتوجيهها بشكل أكبر دقة، وأما الأجزاء والعناصر المعلومة والتي لا تتطلب انتباه عالي لتكوين المهارات التي تنعكس على التحفيز التدريجي لتغيير شدة نمو الوظائف العصبية واتجاهها في المراكز المحددة.

كما أن تكثيف الوظائف الوظائف العصبية سببها ظهور العرقلة وأهمها ظهور الاختلافات، كما إن قابلية تمييز هذه الاختلافات تسمح للحركة بالظهور بشكل أكثر ملائمة للهدف المطلوب، ولكن تكون الحركة في البداية غير مترابطة بشكل جيد؛ وذلك لأن التحسس المتأخر يؤخر الحوافز وظهورها في الوقت المناسب، ويحدث توقف أثناء فترات أداء المفردات والعناصر للمهارة.

3. المرحلة الثالثة

في هذه المرحلة تحدث آلية في أداء الحركات البسيطة التي تعتبر الأساس بالنسبة للحركات الصعبة، حيث تتم ملائمة وثبات المهارة الحركية ويتم تحفيز الإدراك لملاحظة عناصر التمرين الأكثر صعوبة والحركات التي تحتاج أداء دقيق وواضح، كما أن الآلية الوظيفية تحفز الإدراك وتحرره من تعقيدات التفاصيل الحركية، ولذلك يحفز الإدراك لضبط عناصر الحركة الصعبة وتوجيهها بشكل رئيسي إلى وسائل التكنيك لتطوير الحركة، ولكن في الحالات الصعبة يقوم الإدراك بضبط الحركة بدرجة عالية.

وعندما يصل الرياضي إلى الآلية في أداء الحركة غالباً ما يصاحب ذلك اقتصاد عالي في نشاط الحركة، حيث تتحرر العضلات من التعب والإجهاد، كما تصبح حركة الرياضي سهلة وغير متعبة عند العمل على ربط أجزاء حركات الجسم، وعند إتمام تكوين ودمج المهارات الحركية يتم توجيه الوظائف عادة لتنشيط عمل الأجهزة الجسمية الأخرى، مثل جهاز التنفس والدوران لتعمل بسرعة ملائمة مع عمل العضلات.

ومن الجدير بالذكر أن التنظيم الوظيفي لأجهزة الجسم يحدث بشكل بطيء جداً بالمقارنة مع تنظيم التوافق الحركي، كما أن التدريب الرياضي يسبب رابطة ردود فعل قوية بين الوظائف وبين المراكز الحسية العصبية، ففي السباحة مثلاً تتكون علاقة قوية بين مراحل التنفس وأجزاء وعناصر الحركة، وأما في رياضة التجديف هناك مرحلة واحدة للحركة، حيث يتوافق الشهيق والأخرى الزفير وفي النتيجة التي يحصل تبديل سريع في الوظائف وترتيبها على حسب تذبذب مستوى الحركة والتوافق معها.

كما أنه عند أداء التمارين الرياضية، فإن النبض يزداد بسبب الزيادة التي حصلت في التهوية الرئوية التي تعتبر من الدلائل على نشاط كل من الجهاز التنفسي والدوران، كما أنه عند الرياضين المتدربين ترتفع هذه الدلائل وتعود إلى طبيعتها بعد انتهاء التدريب بشكل أسرع، بالمقارنة مع غير الرياضيين أو المبتدئين من الرياضيين، كما أنه يترتب على الرياضي العمل على بذل أقصى طاقة لدية ومن ضمن الحدود؛ وذلك من أجل أن ينتظم عمل الأجهزة بشكل كبير، وبالتالي ترسل هذه الأجهزة إشارات إلى الرياضي من أجل ممارسة النشاط بالطريقة الصحيحة.


شارك المقالة: