اقرأ في هذا المقال
المظاهر الفسيولوجية المصاحبة للانفعالات الرياضية:
هناك حقيقتين أساسيتين في موضوع الانفعالات في المجال الرياضي وهما: الحقيقة الأُولى تتعلق بموضوع الصيغة التعبيرية للانفعالات الرياضية، ويمكن وجود علاقة تمَّت بالوراثة ما بين الانفعالات الرياضية وجسم الرياضي، إذ يرافق الانفعالات الرياضية دائماً تغيرات فسيولوجية وبدنية في الجسم، وأما الحقيقة الثانية فهي ترتبط بما تتضمنه الانفعالات الرياضية، فهذا النوع من الانفعالات لا ينتج فقط بسبب حدوث التغيرات الفسيولوجية بل ينتج أيضاً لأسباب اخرى، ومثال على ذلك: فإن شعور اللاعب بالخوف ما هو إلا دليل على وجود خطر معين يهدده ويزعزع أمانه، وأيضاً شعوره بالحزن ما هو إلا تعبير عن فقدان شيء ما.
وهذا هو الحال في الانفعالات الرياضية الأخرى فهي مصممة بطريقة معينة للتعبير عن حالات رياضية معينة، فمثلاً شعور اللاعب بالخوف يتم تصميمه لمواجهة التهديدات التي ترافقها مجموعة معينة من التغيرات البدنية والأنماط السلوكية التي تناسب حالات التهديد والتغيرات البدنية، وكذلك الوضع في حالة شعوره بالغضب فهو مصمم بهدف مواجهة أي إساءة أو إزعاج يتعرّض له وترافقه مجموعة معينة من التغيرات البدنية والأنماط السلوكية، وبذلك لا يخلو أي نوع من الانفعالات من وجود هذه الحقائق ضمن منطقته.
وبما أن الانفعالات الرياضية عبارة عن حالات داخلية (ذاتية) فهي تمتاز بارتباطها بتغيرات رياضية فسيولوجية تختلف من انفعال رياضي لآخر، وتتمثل هذه الانفعالات الرياضية في التغيرات التي تكون مرتبطة بالدورة الدموية والقلب وأعضاء الجهاز التنفسي و الجهاز الهضمي وغدد الإفرازات الداخلية والعضلات.
- فيما يتعلق بالدورة الدموية: يتضمن التغير الحاصل لدى الرياضيين في زيادة في سرعة عدد نبضات القلب وفي مستوى ضغط الدم، وزيادة أيضاً في تمدد أو ضيق الأوعية الدموية، وحدوث سرعة أو بطء في عبور الدم إلى كافة أنحاء وأجزاء الجسم المختلفة.
- فيما يتعلق بالجهاز التنفسي: حيث أن الانفعالات الرياضية ترتبط بالنشاط الرياضي الزائد والذي يساعد في عمل عضلات الجسم، وترتبط الانفعالات الرياضية أيضاً في ارتفاع درجات الصوت أو درجات الكلام؛ حيث أن لعملية التنفس دوراً مهماً بالنسبة للانفعالات الرياضية، فهي تقوم بوظيفتان مهمتان وهما:
- الوظيفة الأولى: هي العمل على تقوية عمليات تبادل الغازات، وبالتالي يمكن أن نضمن تزويد كافة عضلات الجسم بالأكسجين.
- الوظيفة الثانية: هي القيام على السماح للهواء بالخروج من مزمار الحنجرة، وتعمل على تأكيد الاهتزاز المفروض للأحبال الصوتية.
- الوظيفة الأولى: هي العمل على تقوية عمليات تبادل الغازات، وبالتالي يمكن أن نضمن تزويد كافة عضلات الجسم بالأكسجين.
- فيما يتعلق بعملية الهضم ونشاط الغدد: حيث يشعر الرياضي بنوع من الضغط القوي أو الشديد في بعض الحالات الرياضية الانفعالية الشديدة، ومن الممكن أن ينتج عنه توقف أو إعاقة في الحركة الدودية الموجودة في الأمعاء لديه، و قد تمكن العالم كانون (وهو عالم أمريكي) من خلال الفحص بواسطة الأشعة من ملاحظة توقف الحركة الدودية في حدوث حالات من الخوف، كذلك يمكن ملاحظة التغيرات المتعددة للإفرازات العصر العظمي.
- فيما يتعلق بالفعل المنعكس: حيث استطاع كل من العالم فيريه (وهو عالم أمريكي) والعالم طرخانوف (وهو عالم روسي) من إثبات أن مقاومة الجسم الرياضي للتيار الكهربائي، تقل في حالات الاستثارة وتزيد في حالات الهدوء، وهذه الظاهرة تسمى بـِ (الفعل المنعكس السيكوجلفاني)، إذ أنه من الممكن إمكانية قياس قوة مقاومة الجسد للتيار الكهربائي عن طريق جهاز (الجلفانومتر)، حيث يمسك الرياضي المخبر بسلكي الجلفانومتر في وجود حالة التأثير الانفعالي على الرياضي المختبر، فزيادة ذلك المؤشر يدل على انخفاض مستوى مقاومة الجسم للتيار الكهربائي، وبالتالي يدل على وجود حالة من الاستثارة الانفعالية للرياضي.
ومن كل ما سبق نستنتج أن العمليات الانفعالية في المجال الرياضي تتكون من مجموعات من التغيرات التي تشمل على كل الوظائف العضوية، وهذا الفضل يعود إلى العالم كانون الذي أوضح الجوانب الإيجابية الهامة التي تقوم بها الانفعالات الرياضية؛ إذ أنها تضع الرياضي في حالة من الاستعداد والتي تمكنه من استحدام طاقته الرياضية لأقصى الدرجات؛ وذلك بهدف تحقيق عوامل تكيف اللاعب مع بيئته في الوسط الرياضي.
المظاهر الخارجية المصاحبة للانفعالات الرياضية:
لا ترتبط الخبرات الانفعالية في المجال الرياضي بالتغيرات الداخلية العضوية فقط، بل تشتمل في العادة على الكثير من المظاهر الخارجية المصاحبة لتلك الانفعالات والتي تظهر في حيز العمل الرياضي، ومن هذه المظاهر الخارجية هي:
- الحركات التعبيرية لوجه اللاعب الرياضي.
- الحركات التعبيرية لكل أجزاء الجسم.
- التعبيرات الصوتية.