مفهوم الإجهاد والإنهاك في مجال علم النفس الرياضي

اقرأ في هذا المقال


مفهوم الإجهاد في مجال علم النفس الرياضي:

يقصد بالإجهاد في علم النفس الرياضي؛ بأنه عبارة عن وجود ضغوط نفسية والتي تقع على عاتق المدرب الرياضي، على أنها نتيجة للكثير من الاحمال سواء كانت عقلية أو انفعالية أو بدنية أو نفسية؛ مثل التدريب الرياضي بدرجات متزايدة،  أو الحمل الزائد في خوض المنافسات الرياضية، أو الحمل الزائد في المهنة والعمل، أو في الدراسات والأبحاث، أو في في أعباء الحياة اليومية، وغيرها من الاحمال ذات المستوى العالي التي لا يكون باستطاعة الوظائف الجسدية المتنوعة للمدرب الرياضي إمكانية التكيف معها بطريقة ايجابية، أو القيام بمواجهتها حيث أنه من الممكن أن يفسرها اللاعبين الرياضيين على أنها نوع من التهديد لهم.

مفهوم الإنهاك في مجال علم النفس الرياضي:

ويقصد بالإنهاك في علم النفس الرياضي؛ بأنها هي عبارة عن المرحلة التي تكون بعد مرحلة الإجهاد؛ أي أنها تعني بأن هناك استمرار لوجود الضغوط النفسية والاعباء الرياضية الزائدة عن الحد، والتي عادةً ما تكون واقعة على عاتق المدرب الرياضي، وهي عبارة عن حدوث حالات من استنزاف الطاقة للقوى المقاومة في جسد أو عقل الرياضيين، حيث أنها تعتبر من العوامل  الرئيسية لحدوث ظاهرة الاحتراق النفسي لدى المدرب الرياضي.

أسباب الإجهاد والإنهاك في علم النفس الرياضي:

أشار مجموعة من علماء النفس الرياضي ان عمليتي الاجهاد والانهاك يحدثان غالباً للمدرب الرياضي بسبب الكثير من العوامل الرياضية المتداخلة والمتفاعلة فيما بينها، ومن هذه العوامل المهمة هي:

  • ضغوط نفسية متعلقة بعملية التدريب الرياضي:
    وتتعلق هذه الضغوط بعملية التدريب الرياضي في وقت مبكر، وقيام المدرب الرياضي بمحاولة رفع مستوى الحمل التدريبي إلى أقصى مدى ممكن لقدرات الرياضيين ولأكثر من محاولة خلال أوقات التدريب الرياضي، أو قيامه بمحاولة تعدي درجة أقصى حمل رياضي ممكن لقدرات الرياضيين وإحداث ارتفاع مفاجئ بدرجات كل من الحجم والشدة في التدريب الرياضي، أيضاً حدوث حالة من سوء التشكيل للحمل التدريبي خلال دورات الحمل الرياضي  الاسبوعية، واتباعه الطرق الخاطئة خلال القيام بتحديد الأوقات الصحيحة لإمكانية استعادة حالة الشفاء، وعدم وجود قدرة لديه على تشكيل مستوى معين من الحمل التدريبي والذي يكون مناسب مع طرق التدريب الرياضي التي يتم استخدامها، وقيامه بإجبار معظم الرياضيين على تعلم مهارات بدنية وحركية صعبة ومعقدة، أو قيامه بمحاولة اكتساب عدة قدرات خططية تحتاج إلى المزيد من عمليات التركيز والانتباه من غير وجود الراحة النفسية  الكافية والمطلوبة.
  • ضغوط نفسية متعلقة بالمنافسات الرياضية:
    من الضغوط النفسية المهمة التي غالباً ما يعاني منها اللاعبين الرياضيين هي التي تنشأ بسبب الاهتمام المبالغ فيه بنتائج المنافسات أو المباريات الرياضية، وفي المقابل عدم وجود اهتمام كافي في الاداء الرياضي، أو كثرة الاشتراك في المنافسات والمباريات الرياضية بشكل مبالغ فيه، وحدوث تكرار لخبرات الفشل والخسارة المستمرة لهم أو ظهورهم بمستويات رياضية ذات مستوى منخفض، أو بسبب المنافسات الرياضية كونها هي مصدر جيد  للكثير من المواقف الرياضية الانفعالية التي تكون متعددة ومتغيرة، حيث تتميز المنافسات الرياضية بأنها تحدث في حضور الجماهير والمشاهدين والمشجعين.
  • ضغوط نفسية متعلقةبالمدرب الرياضي أو الإداري الرياضي:
    من أهم هذه الضغوط النفسية هي قيام المدرب الرياضي أو الإداريين بمطالبة اللاعبين على تحقيق متطلبات رياضية تفوق قدراتهم وامكاناتهم، أو معاملتهم بطريقة تعتبر ديكتاتورية، وعدم اعتبار أن ما يقومون باقترحاته أو اعطاء آرائهم فيه هو تحيز للمدرب الرياضي وإحساس اللاعبين بذلك، والقيام على حرمانهم من عدة مكافآت أو حوافز وذلك لأسباب غير منطقية وغير واضحة، وشعور اللاعبين بقلة كفاءة المدرب الرياضي أو شعورهم بعدم قدرته في محاولة الارتقاء بمستواهم الرياضي، وبالتالي عدم وجود قدرة للمدرب الرياضي على النظر للرياضيين على أنهم  مجرد انسان وله الكثير من المطالب الخاصة به.
  • ضغوط نفسية متعلقة بعوامل خارجية: ويقصد بها مختلف العوامل التي تكون خارجة عن مجال الأنشطة  الرياضية، والتي تساعد على الزيادة من احتمالات أنه لا يوجد قدرة لدى اللاعبين على تحمل المزيد من جهد التدريب الرياضي والمنافسات الرياضية، ومن هذه العوامل المهمة: (ما يرتبط منها بطريقة حياة اللاعبين الرياضيين من مستويات الراحة غير الكافية، وحياتهم اليومية التي تكون غير منظمة، والقيام بتعاطي المشروبات الكحولية، وسوء ملء أوقات الفراغ لديهم).

وغيرها من العوامل البيئية والتي تكون عادةً مرتبطة بِمكان السكن أو الإقامة مثل: (الضوضاء، أو انخفاض مستوى الدفء، أو قلة التهوية، أو ارتفاع في درجة الحمل العائلي والاسري، حدوث حالات من النزاع أو المشاحنة أو عدم الاتفاق بين الإداريين الرياضيين أو بين الزملاء في مجال العمل أو الزملاء الرياضيين، الفشل وقلة التقدير الرياضي أو الوظيفي، وعدم الوجود لأي مستقبل رياضي واضح واستنفاذهم لطاقات كبيرة بهدف المثابرة ضد أعداء الأنشطة الرياضية، سواء كان ذلك في على مستوى العائلة او على مستوى  المهنة أو على مستوى العمل).

أعراض الإجهاد والإنهاك في المجال الرياضي:

الأعراض النفسية:

  • ارتفاع في مستوى التوتر الرياضي والاستثارة الرياضية والقلق الرياضي، وعدم القدرة في السيطرة على الانفعالات الرياضية.
  • ارتفاع مستوى الميول للعدوان والمشاحنات.
  • انخفاض درجة التواصل ما بين المدرب الرياضي واللاعبين الرياضيين، أو بين اللاعبين الرياضيين وزملائهم، وانخفاض مستوى التفاعل بشكل ايجابي مع الاخرين في المجال الرياضي.
  • حدوث انخفاض في مستوى الثقة بالنفس.
  • ارتفاع مستوى الحساسية عند الرياضيين عند القيام بتوجيه النقد لهم.
  • وجود خوف لدى الرياضيين من القيام بالاشتراك في المنافسات والمباريات الرياضية، أو خوفهم من حالات الفشل.
  • انخفاض مستوى الروح المعنوية وتدني مستوى الإرادة أو الاحساس بالاكتئاب.
  • انخفاض مستوى الدافعية الرياضية وقلة الشعور بالحماس.
  • عدم وجود الاستقرار النفسي الداخلي، والشعور بالضيق والتعب.
  • القيام بالتقدير الرياضي السلبي للذات وللرياضيين الآخرين.

الأعراض التي ترتبط بمستوى قدرات اللعب:

تتضمن هذه الاعراض المتنوعة والمتعددة مجموعة من التغييرات التي عادةً ما تكون مرتبطة بالتالي:

  • مستوى الاداء الرياضي للمهارات الرياضية.
  • مستوى القدرات البدنية أو السمات البدنية للاعب الرياضي.
  • وأيضاً مستوى اللاعبين الرياضيين خلال المنافسات أو المباريات الرياضية.

الاعراض الفسيولوجية أو الوظيفية:

  • الأرق وقلة النوم وارتباطه بعدة أحلام مزعجة أو غير مريحة.
  • عدم وجود شهية عند الرياضيين لتناول الطعام.
  • الإحساس المستمر للرياضيين بحالات من التعب، ووجود الآم لديهم في العضلات.
  • حدوث إعاقة لدىالرياضيين في وظائف كل من المعدة والأمعاء.
  • حدوث ارتفاع ملموس وواضح في درجة حرارة لدى الرياضيين.
  • الشعور الدائم لدى الرياضيين بالدوار أو عدم التركيز.
  • ارتفاع مستوى قابلية التعرض للإصابة أو العدوى؛ وذلك بسبب عدم وجود القدرة لدى جسم الرياضي على إمكانية  المقاومة.
  • انخفاض درجة السعة الحيوية للرئتين، وبالتالي الشعور بحالات من الصعوبة في القدرة على التنفس.
  • الحاجة إلى وقت كبير لاستعادة نبضات القلب إلى وضعها الطبيعي.

وعادةً لا تظهر هذه الاعراض الفسيولوجية على دفعة واحدة، بل غالباً ما تظهر بدايةً الاعراض النفسية ومن ثم تظهر الاعراض الفسيولوجية أو الاعراض الوظيفية التي تكون مرتبطة بالمستوى الرياضي، وجميع هذه الاعراض تعمل على تشكل علامات ملموسة من السهل ملاحظتها، وبالتالي فإنه من الواجب على اللاعبين الرياضيين محاولة الانتباه لها؛ وذلك بهدف الوقاية من الوصول إلى مراحل متقدمة من حالات الإجهاد أو الإنهاك في المجال الرياضي.


شارك المقالة: