نتائج تتابع التغيرات التكيفية في عملية التدريب الرياضي

اقرأ في هذا المقال


عندما يمارس اللاعب المهارة الرياضية لأكثر من مرة وبالشكل المثالي والمطلوب ضمن الخطوات الفنية الصحيحة؛ فإن اللاعب سوف يتكيف على ممارسة المهارة بأي وقت وبأي ظرف كان.

نتائج تتابع التغيرات التكيفية في عملية التدريب الرياضي

إن التغيرات التكيفية في أعضاء ووظائف انفرادية والتي تلاحظ كرد فعل اتجاه الأحمال البدنية، لا تحدث في آن واحد، وبسرعة مختلفة وتظهر في درجات متباينة، كما أن ظهور اختلاف الزمن في العمليات التكيفية هذه تتبع بصورة جيدة في أمثلة مؤشر التدريب السريع والمتأخر في دائرة تفاعل تبادل الطاقة، فإن التغير السريع والأكثر تعبيراً والتراكمي، سيلاحظ في العملية اللاأكسجينية ومن ثم من جانب تحلل السكر، ومن ثم من جانب عملية التنفس.

كما أن أول ما يتم بلوغه في مرحلة الاستعداد الذي يعقب الأحمال البدنية، هو فوق التعويض التي تؤدي لكرياتين الفسفور بسرعة داخــل العضلة التي تكون مهمتها وظائف مساعدة وتكوين تراكيب الخلية للألياف العضلية، وعند أخذ ذلك بنظر الاعتبار فإنه يصبح بالإمكان وبمساعدة الخيار المنطقي لعلاقة محددة لعامل الأحمال والاستراحة، العمل على اختيار التأثير المناسب على هذا الجانب أو ذلك في تنمية هذه الصفات البدنية للرياضي

وتظهر هذه الظاهرة بصورة أكثر وضوحاً في حالة المؤثر التدريبي، حيث تظهر ديناميكية زيادة مؤشر الوظائف البيولوجية الطاقية المختلفة في عملية السباحين الفتيان لسنوات عديدة، كما أن أكثر الإزاحات سعة وسرعة في الزيادة خلال عملية التدريب تلك التي تظهر في مؤشر الحد الأعلى لاستهلاك الأوكسجين، وإن قيمة الزيادة التي تصل إلى 70_ 90 % من القيمة الابتدائية تلاحظ عند السنة الثانية أو الثالثة للتدريب.

ومن ثم تبدأ بالانخفاض بصورة ملحوظة، وأما الإزاحات الأقل وضوحاً والتي لا تتجاوز 50 % من القيمة الابتدائية فيعثر عليها في مؤشرات القدرة اللاأكسجينية العظمى، وإن أكبر قيمة للإزاحة في هذه المؤشرات يتم بلوغها عند السنوات 6_ 9 من التدريب، وأن أطول فترة لتنمية التكيف لمؤشر الميلان الأعظم لحامض اللبنيك في الدم ولعتبة التبادل اللاأكسجيني.

عوامل تحقق نمو المراحل الأولية لنمو التغيرات التكيفية في المجال الرياضي

إن الصورة المبينة لتغير المؤشرات البيولوجية الطاقية في عملية التدريب لسنوات طويلة تعكس المنطق العام لنمو التكيف طويل الأمد تتحقق المراحل الأولية لنمو التغيرات التكيفية؛ نتيجة تحسين مؤشرات القدرة للعمليات البيولوجية الطاقية وفي المرحلة الختامية، نتيجة الفاعلية البيولوجية.

وفي التطبيق الرياضي يكون تتبع ظهور هذه القواعد لتتابع التكييف واضحاً في خصوصيات بناء الإعداد الموسمي، ففي الإعداد خلال فترة التدريب وخاصة في مراحله الأولى، فإن الحجم الأساسي تشكله الحمولات الموجهة نحو نمو الإمكانيات الهوائية للرياضي.

ديناميكية زيادة مؤشرات الوظيفة البيولوجية في عملية التدريب الرياضي

بعد بلوغ المستوى المطلوب لتنمية الصفات الهوائية يصرف من أجل هذا فترة زمنية 4 أشهر، ينخفض حجم هذه الحمولات إلى أقل مستوى يستطيع أن يؤمن المحافظة على القابلية الأكسجينية التي تم بلوغها  عادة ما لا يتجاوز تدريباً واحداً أو تدريبين باتجاه أكسجيني أسبوعياً، ولكن في الوقت نفسه يتضاعف بصورة ملحوظة حجم الوسائل التدريبية الموجه نحو تنمية صفات القوة المميزة بالسرعة بالإضافة إلى عملية (تحلل السكر) للتحمل الخاص.

وأما بالنسبة لأنظمة الطاقة البيولوجية الانفرادية فإن تتابع نمو التكييف أثناء التدريب سيكون على النحو التالي، حيث أن أكثر سرعة في الزيادة تكون في إمكانية العمليات الأكسجينية في العضلات العاملة ومــن ثم الخيوط العضلية للزلال (الأكتين والعضلين) وشــدة تحلل السكر، ومن ثم وجــود فوسفات الكرياتين في العضلات، ولعل أول ما يعود بعد انتهاء التدريب كمية فوسفات الكرياتين إلى المستوى الابتدائي وفي المرحلة الأخيرة تكون إمكانية إعادة تكوين ثلاثي فوسفات الأدينوزين (Adenosine triphosphate) عالية.

وهكذا فإن أكثر وتيرة في النمو وأطول فترة للحفاظ على المستوى العالي هما من صفات المؤشر البيولوجي الطاقي للتحمل نتيجة العمل الطويل، أي الكفاءة الأكسجينية للرياضي، وأما الصفات التي تعكس التنامي الأكثر بطأ والبقاء في المستوى العالي فترة أقصر في المؤشر البيولوجي الطاقي فتكمن في صفات القوة والسرعة (القوة المميزة بالسرعة وتحمل السرعة).

كيفية إنشاء خطة تدريب للرياضين المكيفين رياضياً

يعد التحكم في تدريب الرياضات الجماعية جانبًا مهمًا في تنمية الرياضيين وتحسين الأداء، وتمثل الرياضات الجماعية عادةً تحديًا أكبر من الرياضات الفردية للمدربين، حيث يجب مراعاة أهداف التدريب المتعددة والرضا عنها، كما تعتبر كمية أو حجم حمل التدريب المتراكم أثناء جلسة تدريبية متغيرًا أساسيًا يتطلب معالجة مدروسة لتحقيق تكيفات طويلة المدى وتقليل مخاطر الإصابة، ولذلك يتم إعطاء الأولوية لوصف الحمل التدريبي كهدف أعلى في إعداد وتطوير الرياضيين من قبل المدربين.

وأظهر الحمل التدريبي أيضًا أنه عامل رئيسي في تنظيم التعب، ويتم التلاعب بها بشكل روتيني في خطة التدريب لتحقيق التكيفات المرغوبة عبر مرحلة التدريب، وتم توجيه بناء خطط التدريب ووصف الأحمال التدريبية عبر مرحلة التدريب إلى حد كبير بالغريزة والخبرة، في حين أن هذا مناسب لأهداف المستوى الأعلى البسيطة، كما أنه عندما يبدأ تعقيد مهمة التخطيط في الزيادة  فإن أداء المدربين في بناء سياسة مثالية على المدى المتوسط ​​إلى المدى الطويل سوف يتناقص بشكل كبير.

ومن الشائع أيضًا ألا تتحقق أهداف التدريب المخطط لها أثناء جلسة التدريب أو الأسبوع أو المرحلة، ويمكن لهذه الانحرافات غير المخطط لها أن تتراكم وتعطل التوازن المعقد بين التعب والتكيف وأداء الرياضي، كما أن هذه الأساليب لا تتضمن أي أحكام لمراعاة الاضطرابات والانحرافات بعيدًا عن سياسة التخطيط المثلى أو المرغوبة، وفي نظرية نظام التحكم يوصف هذا النهج بأنه نظام تحكم مفتوح الحلقة، حيث لا يقوم النظام بتكييف إجراءات التحكم الخاصة به بناءً على مخرجات النظام.

وفي نظام التحكم في الحلقة المفتوحة بمجرد تصميم خطة التدريب المثلى لا يمكن تعديلها بناءً على استجابة الرياضي أو العوامل الخارجية التي تعطل تحقيق هدف خطة التدريب، وقد يكون هذا النوع من النهج مناسبًا لوصف أحمال التدريب للرياضيين عندما تكون التعليقات المتاحة محدودة، كما يمكن استخدام هذه المعلومات بشكل فعال لإبلاغ خطط التدريب المستقبلية بشكل ديناميكي وتحميل الوصفات الطبية للرياضيين.

وذلك من أجل الاستفادة من الكمية الهائلة من بيانات تدريب الرياضيين المتاحة حاليًا ومعالجة مشكلة تقليل الانحرافات عن خطط التدريب المثلى، ويشير التحكم الذكي من قبل المدرب في عملية التدريب إلى الأساليب التي تستعمل تقنيات الذكاء الاصطناعي الشبكات العصبية، والهدف من هذه الأنظمة هو إنتاج إجراءات تحكم عقلانية لتحقيق هدف أو الحفاظ على حالة الهدف، عادةً بطريقة مستقلة.

كما أنظمة التحكم الذكية أنها أكثر فعالية في التحكم في الأنظمة الديناميكية المعقدة مقارنة بالطرق التقليدية، وهذا الشيء يقدم طريقة جديدة لمساعدة المدربين في التحكم في وصفات حمل التدريب للرياضيين، وتسعى هذه الطريقة الجديدة إلى معالجة مشكلة بناء خطط تدريب مثالية على فترات متوسطة إلى طويلة الأجل ومتطلبات تكييف تلك الخطط عندما تفرض اضطرابات العالم الحقيقي انحرافًا عن السياسة المثلى.

وتتضمن عملية التكيف الناجم عن التمرين في العضلات الهيكلية العديد من آليات الإشارة التي تبدأ في تكرار تسلسلات جينية محددة للحمض النووي؛ مما يتيح الترجمة اللاحقة للرسالة الجينية وفي النهاية توليد سلسلة من الأحماض الأمينية التي تشكل بروتينات جديدة، ويتم تحديد النتائج الوظيفية لهذه التعديلات من خلال حجم التدريب وكثافته ووتيرته ونصف عمر البروتين. 

علاوة على ذلك فإن العديد من ميزات تكييف التدريب خاصة بنوع التحفيز مثل طريقة التمرين، ويؤدي التدريب المطول على التحمل إلى مجموعة متنوعة من التغييرات الأيضية والصرفية، بما في ذلك التكوُّن الحيوي للميتوكوندريا والتحول السريع إلى البطيء من الألياف، في المقابل تحفز تمارين المقاومة الثقيلة تخليق البروتينات المقلصة المسؤولة عن تضخم العضلات وتزيد من قوة الانقباض القصوى، بالتزامن مع النتائج الوظيفية المختلفة إلى حد كبير التي تسببها أنماط التمرين المتنوعة.

كما أن الآليات الجينية والجزيئية للتكيف متميزة مع التطورات الحديثة في التكنولوجيا، وأصبح من الممكن دراسة آثار التدخلات التدريبية المختلفة على مجموعة متنوعة من بروتينات التأشير وجينات الاستجابة المبكرة في العضلات الهيكلية، على الرغم من أنه لا يمكن حاليًا الادعاء بأن مثل هذه المساعي العلمية قد أثرت على الممارسات التدريبية لنخبة الرياضيين، إلا أن هذه التقنيات الجديدة والمثيرة قدمت نظرة ثاقبة حول كيف تؤدي تقنيات التدريب الحالية إلى تكيفات عضلية محددة.

وقد توفر في النهاية أدلة لمنهجيات التدريب المستقبلية والجديدة، كما تعد المعرفة الأكبر بآليات وتفاعل المسارات التكيفية التي يسببها التمرين في العضلات الهيكلية أمرًا مهمًا لفهمنا المسببات المرضية،  والحفاظ على القدرة الاستقلابية والوظيفية مع تقدم العمر، والتدريب على الأداء الرياضي. 


شارك المقالة: