نتائج تطبيق البرنامج التدريبي بأحمال تدريبية متنوعة الشدة والحجم على استعادة الشفاء في المجال الرياضي

اقرأ في هذا المقال


يترتب على المدرب عند العمل على وضع البرنامج التدريبي الأخذ في عين الاعتبار التدرج في الأحمال التدريبية، ومراعاة الفروق الفردية بين كافة الرياضيين في الفريق.

نتائج تطبيق البرنامج التدريبي بأحمال تدريبية متنوعة الشدة والحجم على استعادة الشفاء في المجال الرياضي

إن عملية تدريب القوة والتكيف اللاحق هي عملية متعددة العوامل، وتتراوح هذه العوامل من الخصائص الوراثية والمورفولوجية للرياضي إلى كيفية اختيار المدرب وأمره وجرعاته للتمارين وأنماط التدريب، وبالتالي قد يرتبط التكيف من عوامل التدريب هذه إلى حد كبير بطريقة الحمل المتبع، كما أن الطريقة والمراحل التي يتم فيها تقديم التدريب للرياضي يمكن أن تحدث فرقًا عميقًا في نتائج الأداء وأوقات استعادة الشفاء.

وليس هناك شك في أن الطريقة المستخدمة تحدث فرقًا كبيرًا في التكيفات الفسيولوجية والأداء الناتجة عن برنامج تدريب المقاومة، على سبيل المثال يكون للبرامج ذات الحجم الكبير بشكل عام تأثير أكبر على تكوين الجسم وتعزيز منطقة المقطع العرضي للعضلات، وعوامل قدرة العمل مقارنة بالبرامج ذات الحجم المنخفض الأعلى كثافة.

في المقابل يكون للبرامج عالية الكثافة تأثير أكبر على القوة القصوى والقوة والسرعة واستعادة الشفاء مقارنة بالبرامج منخفضة الكثافة، كما أن مستوى الرياضي يؤدي إلى تكيفات مختلفة نوعًا ما مع التدريب على الأقل من الناحية الكمية، على سبيل المثال بين الرياضيين غير المدربين أو الضعفاء نسبيًا سيوفر تدريب القوة زيادات كبيرة أو أكبر في القوة مقارنةً بتدريب القوة وحده، علاوة على ذلك فإن تدريب القوة السابق أو الحصول على مستويات أعلى من القوة القصوى يمكن أن يحفز المزيد من تدريب القوة.

ويجب الاعتراف بالتدريب باعتباره طريقة تهيئ الرياضي تقنيًا وتكتيكيًا ونفسيًا وفسيولوجيًا وجسديًا لأعلى مستويات الأداء الممكنة، بالإضافة إلى العمل على إدراك أن التدريب هو عملية تتطلب قدرًا كبيرًا من التفكير، والتدريب هو متعدد العوامل بطبيعته، فإن المحاولة هي استغلال المبادئ المعروفة للفيزياء وعلم وظائف الأعضاء وعلم النفس من أجل تعظيم آثار التحفيز التدريبي، كما تهتم عملية التدريب بشكل حيوي بالتحسين الإيجابي للأداء.

الأمور التي يحب أن تتوافر فيها العملية التدريبية من أجل تحقيق التكيف الرياضي

  •  توفير حافزاً مناسباً للتكيف.
  • توفير وسيلة مناسبة لتقييم التقدم والوسائل الإضافية التي تتجاوز المجموعات مثل التحفيز، بما في ذلك مراحل الراحة والشفاء وإعادة التنفيذ النفسي والتغذية اليومية والمكملات الغذائية والنوم، بحيث يتم تحسين عمليات الاسترداد والتكيف الرياضي.

وتحاول عملية التدريب الرياضي جعل الرياضيين أقرب ما يمكن إلى حدودهم الجينية، وبالتالي فإن التدريب ليس مجرد تمرين ترفيهي، كما يجب أن يُنظر إلى المدرب الجيد في نفس السياق مثل الطبيب الجيد، ولذلك يمكن اعتبار عملية التدريب وصفة طبية، وعند تطوير عملية التدريب هناك العديد من الإنجازات التي تعتبر عوامل رئيسية في تطوير عملية التدريب الناجحة، حيث أنه  كل رياضي لا يتقدم إلى مستوى النخبة، لا بديل عن الموهبة الفطرية (علم الوراثة).

كما أن هناك جانبان لهذا الإدراك، الجانب الأول يشمل الخصائص الفسيولوجية المرتبطة وراثيًا والتي تتعلق بالأداء المتفوق، وتتراوح هذه الخصائص الوراثية من تركيزات أعلى من هرمون التستوستيرون في كل من الرجال والنساء إلى الاختلافات في أنواع ألياف العضلات، ونتيجة لهذه الروابط الجينية يمكن للرياضيين ذوي السمات المحددة ببساطة الأداء بشكل أفضل في رياضات معينة.

على سبيل المثال، الرياضيون الذين لديهم عدد أكبر من الوحدات الحركية من النوع الأول عادةً ما يكون لديهم استهلاك أعلى للأكسجين، والتعامل مع اللاكتيك بشكل أكثر كفاءة، والجانب الثاني هو العلاقة بين الوراثة والتدريب حيث أن كل رياضي يستجيب لحافز تدريبي جيد، ومع ذلك بسبب الوراثة يستجيب بعض الرياضيين لنفس البرنامج بتكيف أكبر، وبالتالي يكونون قادرين على التقدم أكثر من الرياضيين العاديين. من المرجح أن يتقدم الرياضيون الذين لديهم كلتا السمتين إلى مستوى النخبة.

كما أن أحد المكونات الرئيسية في البرنامج التدريبي يتعلق بفهم كل من الجوانب التنموية والمفاهيم الأساسية لعملية التدريب، وبالنظر إلى أن التدريب متعدد الأوجه فإن درجة النجاح المحققة سوف تتعلق بمدى تعلم المدرب جيدًا للتخطيط من الناحية المفاهيمية، وبالتالي إنشاء مكونات فرعية مفصلة موجهة لتحقيق نتائج متفوقة، وإن أهم جانب في البرنامج التدريبي هو إنشاء خطة سنوية سليمة تكون ملائمة لمستويات اللاعبين، والحرص على وضع أحمال تدريبية متنوعة الشدة بطريقة تناسب كافة اللاعبين.

والحرص من قبل المدرب على إنشاء مجموعات مناسبة وتكرار واختيار التمارين التي تجعل المراحل المختلفة فعالة، وهي عامل أساسي في إدارة التعب وتوجيه التدريب نحو الأهداف المنشودة، كما أن التعب المتراكم المفرط يمنع التكيف الفسيولوجي لمحفزات التدريب، وينتج جوانب نفسية غير مفيدة ويزيد من احتمال الإصابة، وبالتالي فإن الجانب الأساسي في البرنامج التدريبي يتعامل مع التباين المناسب في حجم التدريب والشدة واختيار التمرين بحيث يتم التحكم في التعب وتحسين التكيف.

والأهم من ذلك يكمن نجاح خطة التدريب في مدى تعاون واستعداد المدرب الرئيسي والمدربين المساعدين، ومدربين القوة والتكييف لتعلم تعقيدات عملية تصميم البرنامج التدريبي والانخراط فيها بشكل كامل، ويمكن للفهم السليم لمبادئ التدريب الأساسية وتطبيقها أثناء التدريب أن يحدث فرقًا جوهريًا في نتائج عملية التدريب، ويترتب على المدرب التعامل مع هذه المبادئ بشكل مناسب ودمجها بشكل صحيح في عملية التدريب كنتيجة لنجاح البرنامج التدريبي.

ويتم تحسين التكيف وتعزيز إدارة التعب وتقليل إمكانات التدريب المفرط وزيادة إمكانية الأداء المتفوق، كما أن عامل الشدة في البرنامج التدريبي تعتبر مكون من مكونات البرنامج داخل التمرين، وهناك عدة جوانب لمكون الكثافة، وترتبط عوامل الشدة بسرعة الحركة ومعدل أداء العمل ومعدل إنفاق الطاقة، كما أن كثافة التدريب تعني المعدل الذي يتم فيه تمرين التدريب أو جلسة التدريب.

ويمكن تقديره من خلال متوسط ​​الحمل المرفوع لكل تمرين، على سبيل المثال خلال التدريب يرتبط متوسط ​​الحمل المرتفع ارتباطًا مباشرًا بالوقت المستغرق لإكمال التمرين، وبالتالي بالنسبة لعدد محدد من التكرارات، يتطلب الحمل الأثقل مزيدًا من الوقت لإكماله، علاوة على ذلك يؤدي عدد أكبر من التكرارات إلى إطالة مدة المجموعة، كما أنه عند استعمال الكثافة والشدة المناسبة، فإن ذلك سوف ينعكس إيجابياً على مستوى أداء، وسوف يلاحظ ذلك على اللاعب بشكل كبير من خلال تحسن مستواه نتيجة استعمال الأحمال التدريبية المناسبة.

كما أن حجم التدريب هو مقياس إجمالي العمل المنجز أثناء التدريب ويرتبط بشدة بإجمالي نفقات الطاقة والتعديلات الأيضية وعدد التكرارات لكل تمرين، وعدد وأنواع التمارين التي يتم تطبيقها، وفترات الراحة والتكرار التي تتكرر بها هذه التمارين.


شارك المقالة: