من المهم أن تتم الإشارة على أن التليف الكيسي هو مرض ينتج عن اختلال وراثي من الممكن أن يؤدي إلى تلف حاد في الرئتين، الجهاز الهضمي وأعضاء متنوعة في الجسم، ويؤثر هذا النوع من المرض على الخلايا التي تؤدي إلى إنتاج المادة المخاطية، التعرق والعصارة الهضمية، وبصورة عامة تتصف هذه السوائل بالشفافية والسماكة؛ لكن في الأفراد المصابين بهذا النوع من المرض يتسبب الجين المعيب في أن تصبح الإفرازات لزجة وسميكة، وتؤدي هذه الإفرازات إلى سد الأنابيب، القنوات والممرات خصوصاً في الرئتين والبنكرياس.
هل التليف الكيسي يعيق ممارسة التمارين الرياضية؟
لا بُدّ من التنويه على أن الأطفال والمراهقين المصابين بالتليف الكيسي لديهم ضعف في وظائف الأوعية الدموية، والذي يؤثر على قدرتهم في ممارسة الأنشطة الرياضية؛ حيث أنه من المهم أن يقوموا بممارسة التمارين الرياضية لمقاومة المضاعفات الرئوية المرتبطة بالتليف الكيسي، ومصابين التليف الكيسي التي تتراوح أعمارهم من 8 الى 18 عام يكون لديهم إجهاد الأرجل، وهو السبب الذي يدفعهم للتوقف عن الحركة عند ممارسة الرياضة وليس مشاكل الرئة.
ومن المهم أن يعرف الفرد أن مرضى التليف الكيسي من الممكن أن يحصلون على الكمية ذاتها من الأكسجين الذي يحصل عليه الأطفال التي تتباين أعمارهم من 8 الى 18 عام وغير مصابين بالتليف الكيسي؛ إلا أن العضلات لمرضى التليف الكيسي لا تكون لديهم الكفاءة ذاتها لاستعمال الاكسجين، بالإضافة إلى أن الأوعية الدموية لمرضى التليف الكيسي لا تتمدد كأوعية الأطفال غير المصابين.
ومن الممكن أن يكون السبب في انخفاض الأكسجين انخفاض فاعلية الأوعية الدموية على الاستجابة للدلائل المهمة كالتوسع عند ممارسة الحركات الرياضية، أو التوتر الذي يزيد من حاجة الجسم للدم والأكسجين، ومن الممكن أن يؤدي ضعف وظائف الأوعية الدموية إلى عدم تحمل ممارسة التمارين الرياضة، والتي تعتبر مؤشر مستقل للوفاة المبكرة للمصابين بهذا المرض بغض النظر عن وظائف الرئة لديهم.
ومن الممكن أن يرتبط ضعف وظائف الأوعية الدموية لمرضى التليف الكيسي بالالتهابات المزمنة والاجهاد التأكسدي الذي يضعف إمكانية الجسم على استعمال أكسيد النيتريك، وهو الموسع الأكبر للأوعية الدموية، ويميل المصابون بالتليف الكيسي إلى العيش مع الالتهابات المزمنة من الدرجة القليلة؛ ممّا يؤدي إلى حالة مزمنة من الالتهاب، والسبب في ذلك يعود إلى المخاط ذو السمك الزائد عن الطبيعي في الرئة.