الأهمية الاقتصادية لبذور الكتان

بذور الكتان:

ينتج نبات الكتان في نهاية الموسم بذوراً مسطحة الشكل يختلف لونها باختلاف صنف نبات الكتان، فهناك بذور بنية اللون وأخرى ذات لون أصفر مائل إلى اللون الذهبي، ويعد نبات الكتان من النباتات العشبية الحولية وينتمي الكتان إلى الفصيلة الكتانية، ونبات الكتان متوسط الحجم، يصل ارتفاعه إلى ما يقارب متر واحد، ويتميز نبات الكتان بساقه الرفيعة وأوراقه الخضراء الصغيرة التي تنمو على الساق بشكل متبادل، كما يتميز نبات الكتان بأزهاره الزرقاء الجميلة، وتعقد الأزهار لتكون ثماراً على شكل كبسولات جافة تحتوي بداخلها مجموعة من البذور.

ما هي الأهمية الاقتصادية لبذور نبات الكتان؟

يعد نبات الكتان من نباتات المحاصيل الزيتية المهمة اقتصادياً؛ فهو نبات تجاري ينتج بذوراً متعددة الاستخدامات وعرفت منذ أكثر من 5000 سنة، وتكثر زراعة نبات الكتان في معظم مناطق العالم تقريباً، خاصةً المناطق المعتدل، إذ يزرع نبات الكتان في أفريقيا، الهند، المغرب العربي، الولايات المتحدة الأمريكية، كندا، معظم المناطق الأوروبية، روسيا، تركيا ومناطق حوض البحر الأبيض المتوسط.

وأجريت إحصائية عام 2011 تبين مقدار الإنتاج العالمي سنوياً من بذور الكتان، حيث يبلغ الإنتاج العالمي حوالي 1,602,047 طن، وتعتبر كندا من أكثر دول العالم إنتاجاً لبذور الكتان، فهي تنتج سنوياً ما يقارب 368,300 طن، وتحتل الصين المرتبة الثانية عالمياً بإنتاج بذور الكتان، إذ يبلغ إنتاجها السنوي 350,000 طن تقريباً، ومن ثم روسيا والهند والولايات المتحدة الأمريكية في المرتبة الرابعة والخامسة والسادسة على الترتيب.

وتعتبر بذور نبات الكتان بذور اقتصادية من خلال تعدد فوائدها والاستفادة منها في عدة مجالات؛ إذ تدخل بذور الكتان في تكوين الأنظمة الغذائية بشكل واسع، وذلك عن طريق استخدامها كاملة أو مطحونة، ولكنها تستخدم بكثرة على في شكلها المطحون؛ وذلك لضمان الحصول على الفائدة الأكبر منها، كما تضاف بذور الكتان إلى بعض أنواع الوجبات والأطباق الغذائية.

وتزداد الأهمية الاقتصادية لبذور الكتان باستخراج زيت منها يسمى زيت الكتان، حيث يستخدم زيت الكتان في صناعة الأدوية والصبغات ومستحضرات التجميل؛ فهو يساعد على تقوية الشعر وزيادة نضارة الوجه، ويستفاد من القش الناتجة من بذور الكتان بعد استخراج الزيت منها في تغذية المواشي والطيور؛ فهو يعتبر مصدر علف جيد وذلك بسبب احتوائها على نسبة جيدة من البروتين.

القيمة الغذائية لبذور الكتان:

تتميز بذور الكتان باحتوائها على قيمة غذائية عالية تزيد من أهميتها اقتصادياً؛ فهي تحتوي على نسبة عالية من الألياف الغذائية التي تساعد على تسهيل عمل الجهاز الهضمي والوقاية من الإمساك، كما تحتوي بذور الكتان على الكربوهيدرات والبروتين وتزود الجسم بكمية طاقة جيدة.

إنتاج محصول بذور الكتان:

يعد محصول بذور الكتان من المحاصيل الحقلية المجدية اقتصادياً، حيث يحرص الكثير من المستثمرين الزراعييين حول العالم على زراعة محصول نبات الكتان سنوياً؛ فهو يعتبر مشروع جيد يوفر لهم دخل مادي وفير من خلال جمع بذوره وتسويقها داخل أسواقهم المحلية أو تصديرها إلى أسواق العالم الأخرى، إذ تسوق البذور بشكلها الكامل أو على شكل منتجات غذائية، دوائية وتجميلية.

ومن أجل نجاح زراعة محصول بذور الكتان لا بد من مراعاة عدة جوانب، أهمها اختيار الأرض الزراعية المناسبة لزراعة بذور الكتان، إذ تجود زراعة بذور الكتان في التربة الخصبة الطينية، ولا تجود زراعة بذور الكتان في التربة المالحة، وتزرع بذور الكتان سنوياً خلال شهر نوفمبر، إذ يحتاج الفدان الواحد إلى كمية بذور تتراوح من (70-80) كغم.

وتبدأ عملية حصاد بذور محصول الكتان عند تحول الكبسولات (الثمار) إلى اللون الأصفر الفاتح، وتتراوح كمية البذور الناتجة من الفدان الواحد من محصول بذور الكتان بين (450-500) كغم، وتصل نسبة الزيت في بذور الكتان إلى 40% من إجمالي مكونات بذور الكتان.

تخزين بذور الكتان:

تتعدد طرق تخزين بذور الكتان، ومن هذه الطرق تعبئة بذور الكتان في أوعية محكمة الإغلاق ووضعها في مكان جاف خالي من الحشرات، ويفضل أن تكون هذه الأوعية مصنوعة من الزجاج الشفاف، كما يمكن استخدام الأوعية المصنوعة من البلاستيك، وتستمر مدة التخزين بهذه الطريقة إلى فترة تتراوح من (4-6) شهور، كما تخزن بذور الكتان بعد تعبأتها داخل أكياس بلاستيكية ووضع هذه الأكياس في الثلاجة، وتمتد فترة تخزين بذور الكتان في الثلاجة إلى حوالي عام واحد.

ما هي التحديات التي تواجه محصول بذور الكتان؟

يواجه محصول بذور الكتان كغيره من المحاصيل الزراعية مجموعة من التحديات، أهمها الآفات الزراعية والأمراض النباتية؛ إذ تؤثر هذه الأمراض والآفات على كمية بذور الكتان الناتجة من المحصول وجودتها، ومن الأمراض التي تصيب محصول الكتان، مرض عفن الجذور، مرض البازمو ومرض صدأ الكتان، أما الآفات التي تواجه محصول نبات الكتان، فهي حشرة المن والدودة القارضة.