الأهمية الاقتصادية لشجرة الخروب

الخروب شجرة دائمة الخضرة، ثنائية المسكن، تنتمي إلى العائلة البقولية، يتراوح ارتفاعها بين (15-17) متراً، ثمارها عبارة عن قرون يتراوح لونها بين اللون البني و اللون الأحمر الغامق، وقرون الخروب مستطيلة الشكل، منبسطة، عريضة، رائحتها عطرية، وتختلف أطوال قرون الخروب في الشجرة الواحدة، حيث يصل طول قرن الخروب إلى حوالي 30 سم وحواف القرون سميكة، ملساء، صلبة ولامعة.

وتحتوي القرون على بذور، حيث تكون البذور طرية قبل جفاف القرون وتصبح صلبة ذات خشخشة عند وصول القرن إلى مرحلة الجفاف، وتتميز قرون الخروب قبل وصولها مرحلة النضج بطعم لاذع وقابض؛ وذلك بسبب احتوائها على مادة التانينات، وعند وصولها مرحلة النضج يتغير طعمها ليصبح حلو المذاق.

وتتميز شجرة الخروب عن باقي الأشجار بقدرتها على تحمل الظروف الجوية القاسية من ارتفاع في درجات الحرارة والصقيع والرياح والجفاف، كما تتميز شجرة الخروب بأنّها لا تتطلب ظروف خاصة خلال مراحل نموها وإثمارها، وإنما تتكيف في العيش في المناطق الصخرية والوعرة، ولها القدرة أيضاً على النمو في تربة رملية فقيرة.

ما هي الأهمية الاقتصادية لشجرة الخروب؟

تعد شجرة الخروب من الأشجار التي تتميز بقيمتها الاقتصادية العالية، حيث يطلق عليها اسم شجرة الذهب الأسود؛ فهي تعطي ناتج وفير يعود على مستثمره بالمردود المالي الوفير، وذلك من خلال تسويق الخروب على نطاق واسع في الأسواق المحلية والعالمية، حيث تشتهر زراعة أشجار الخروب في قبرص واليونان وليبيا وجزيرة كريت.

وتتمثل الأهمية الاقتصادية للخروب بتعدد استعمالاته، حيث يستخدم في اليونان لصنع الدقيق والمكرونة ومختلف أنواع المخبوزات والعديد من المأكولات، كما يصدر الخروب من اليونان إلى مختلف مناطق العالم مثل أوروبا وكوريا الجنوبية، ويصنع من الخروب أيضاً دبس الخروب وزيت الخروب اللذان يتميزان بالعديد من الفوائد والقيمة الغذائية العالية ويستخدمان في مختلف وصفات الطب الشعبي.

كما تستخدم حبوب الخروب (بذوره) في صنع العديد من المنتجات الغذائية مثل الجبن واللحوم والأسماك المعلبة، وتدخل في تحضير البوظة والصلصات والسلطات، ويستعمل الخروب أيضاً لتكثيف وتحليت الحلويات (البسكويت، الكيك، الكعك والشوكولاته)، كما يحضر من الخروب في فصل الصيف عصير الخروب الذي يتميز بطعمه اللذيذ والمنعش.

ويبلغ الإنتاج العالمي سنوياً من بذور الخروب حوالي 330,000 ألف طن، وتعتبر إسبانيا من أكثر دول العالم التي تشتهر بزراعة الخروب وإنتاج بذوره، حيث تبلغ نسبة إنتاجها من بذور الخروب سنوياً ما يقارب 45% من إجمالي الإنتاج العالمي، ومن ثم تأتي إيطاليا بنسبة تصل إلى حوالي 16% والبرتغال بنسبة 9%، وعلى مستوى المنطقة العربية تعتبر المغرب من أكثر الدول العربية إنتاجاً للخروب، حيث تصل نسبة إنتاجها إلى حوالي 7.5% من إجمالي الإنتاج العالمي.

القيمة الغذائية للخروب:

يتميز الخروب بقيمة غذائية عالية تزيد من أهميته اقتصادياً؛ حيث يحتوي الخروب على نسبة عالية من الألياف الغذائية التي تساعد على تسهيل عملية الهضم وخفض مستويات الكوليسترول في الجسم، كما يعد الخروب مصدراً جيداً للفيتامينات والبروتينات والمعادن (المغنيسيوم، الكالسيوم، الصوديوم، المنجنيز والبوتاسيوم).

إنتاج محصول أشجار الخروب:

يعتبر محصول أشجار الخروب من المحاصيل الاقتصادية الواعدة على المدى البعيد؛ حيث تتميز أشجار الخروب بإنتاجها الغزير  وعمرها الطويل، إذ يصل عمر شجرة الخروب إلى حوالي 250 عاماً، ويزداد إنتاج شجرة الخروب مع تقدمها في العمر، حيث تنتج شجرة الخروب في عمر الـ 6 سنوات حوالي 23 كغم من القرون (الثمار)، ويزداد إنتاج شجرة الخروب من القرون عند وصولها إلى عمر يتراوح من (25-30) سنة، حيث يصل إنتاجها إلى حوالي 90 كغم.

وفي بعض المناطق بعد تطعيم أشجار الخروب وبلوغها عمر يصل إلى حوالي 18 عاماً، فإنّها تعطي إنتاج يصل إلى ما يقارب 200 كغم من القرون، وتستمر أشجار الخروب بإنتاجها المتزايد، حيث يبلغ إنتاج أشجار الخروب القديمة المتواجدة في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط حوالي 1360 كغم، وهذا ما يدل على الإنتاج الغزير لأشجار الخروب، ويزداد ناتج شجرة الخروب من القرون مع زيادة الاهتمام بها وتوفير الظروف المناسبة لنموها وإنتاجها ووقايتها من الإصابة بالأمراض والحشرات.

حصاد محصول أشجار الخروب:

يحرص مزارعون أشجار الخروب على قطف قرونها قبل هطول الأمطار؛ وذلك لوقاية القرون من الإصابة بالعفن، وتجمع قرون الخروب عن طريق سحب أفرع شجرة الخروب باستخدام خطاف طويل (آلة حصاد)؛ حيث يساعد الخطاف على تقريب الأفرع وبالتالي قص القرون بواسطة مقصات صغيرة خاصة بقطف قرون الخروب.

تخزين قرون أشجار محصول الخروب:

بعد الانتهاء من عملية حصاد القرون يتم نشرها تحت أشعة الشمس المباشرة؛ وذلك من أجل خفض نسبة الرطوبة فيها من 70% إلى حوالي 8%؛ من أجل الوقاية من تعفن القرون أثناء فترة التخزين، وتخزن قرون الخروب في مكان جاف جيد التهوية، كما توضع القرون على رفوف خشبية لا تلامس سطح الأرض.