الزراعة المائية والتغير المناخي

اقرأ في هذا المقال


إن التغير المناخي وآثاره المتوقعة لأنماط الطقس المدمرة والمحتملة من الفيضانات والجفاف، قد يصبح من الصعب زراعة المحاصيل الزراعية باستخدام الأساليب التقليدية لذا جاءت البستنة بدون تربة.

الزراعة المائية والتغير المناخي

الزراعة المائية أو البستنة أو المعروفة باسم (الزراعة المقاومة للطقس والمناخ) هي طريقة لزراعة النباتات بدون تربة داخلياً باستخدام المياه، ومحلول مغذٍ مضاف بالإضافة إلى وسيط نمو مثل قشور جوز الهند أو البيرلايت أو حصى الحجر الجيري. ومنه فإن الزراعة المائية فرصة مميزة للمساعدة في تحويل النظام الغذائي إلى نظام محلي أكثر استدامة.

وعلى الرغم من أن الزراعة المائية ليست ظاهرة حديثة، إلا أن الابتكار الأحدث هو تغيير عملية النمو من خلال إلغاء جميع المكونات غير الضرورية للزراعة التقليدية من خلال العودة إلى عملية البناء الضوئي والعناصر الغذائية التي هي الأساس في نمو النبات مثل الطاقة والمغذيات والمياه وثاني أكسيد الكربون.

حيث توفر الزراعة المائية طريقة للتغلب على العديد من الآثار السلبية لتغير المناخ من خلال زراعة الغذاء في بيئة غالباً ما تكون في الداخل وخاضعة للرقابة. ومنه بدأت نهضة مزارع الزراعة المائية في الداخل حيث أصبحت في المناطق الحضرية وأكثر شيوعاً في جميع أنحاء العالم.

الزراعة المائية في الأماكن المغلقة هي إحدى الطرق لتأسيس أنظمة الغذاء في المدن حيث يتم استيراد الطعام إلى المدن لمسافات طويلة من الريف أو البلدان الأخرى. والزراعة العامودية ستنتشر في المدن الحضرية بين جميع المباني الأخرى. وهذه الطريقة ستكون رائعة في الحد من تحديات تزايد عدد سكان العالم الذي يتزايد عددهم في المناطق الحضرية وأيضاً يساعد على الحد من الجوع في العالم.

تأثير الزراعة على التغير المناخي

تساعد زراعة المزيد من الغذاء محلياً من خلال الزراعة المائية إلى تقليل استخدام  الوقود الأحفوري؛ وذلك لأن الوقود الأحفوري ليس ضرورياً لأنظمة الطاقة مثل الكهرباء خصوصاً إذا تم استخدام مصادر الطاقة البديلة كطاقة الرياح أو أو الطاقة الشمسية والتي يجري تخزينها من خلال بطاريات تخزين لاستخدامها مستقبلاً. ومع انخفاض المطلوب من الوقود الأحفوري لأنظمة الغذاء فإنه سيقل إنتاج انبعاثات الكربون.

الزراعة المائية تعد طريقة جيدة لزراعة الغذاء حيث تندر الأراضي الصالحة للزراعة، حيث يمكن أن تزرع النباتات بشكل أكثر كثافة إذا تم الحصول على مساحة من الأرض حتى وإن كانت صغيرة مقارنةً بالزراعة التقليدية، حيث تتطلب مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية، كما يتم زراعة الطعام على مدار العام في أي مناخ.

تطبيق الزراعة المائية على نطاق واسع على مستوى العالم حيث استخدمت كجزء رئيسي من  النظم الزراعية المحلية فإنه يمكن السماح لبعض الأراضي الزراعية المستخدمة اليوم في العودة إلى المناظر الطبيعية وزيادة الغابات، والنظم البيئية الطبيعية والتي يمكن أن تساعد في تقليل انبعاثات الكربون وزيادة أنتاج الأكسجين.

أنظمة الزراعة المحلية قابلة للتطور، ويمكن بنائها كأنظمة زراعية تجارية كبيرة لتوفير الغذاء على المستوى المحلي أو حتى على نطاق واسع من قبل المطاعم والمستشفيات ومحلات البقالة حتى المنازل لإنتاج الغذاء بشكل مستدام دون الحاجة إلى القلق بشأن تقلبات الطقس والظروف المناخية غير المتوقعة.

تستخدم الزراعة المائية مياه أقل بنسبة 60 إلى 90 % من طرق الزراعة التقليدية وذلك بسبب المعدل المرتفع لخسارة المياه من التربة من خلال التبخر. كما ويمكن دمج الزراعة المائية مع أحواض الأسماك الخاصة لتحويلها إلى أنظمة أكوابونيك تنتج أسماكاً صالحة للأكل وكذلك الخضروات والمحاصيل الأخرى.

يمكن زراعة المحاصيل الزراعية في أي مكان وفي أي وقت من السنة بغض النظر عن الظروف الجوية أو توافر الأراضي الصالحة للزراعة؛ لأنها تتميز بتوفير غذاء محلي للمناطق التي تعاني من الجفاف الشديد وانخفاض جودة التربة.

الحماية التي توفرها للنباتات ضد الآفات الزراعية والأمراض الميكروبية وتقليل استخدام المبيدات الحشرية والمواد الكيميائية التي تعمل على تلويث المياه السطحية والجوفية، كما أن الزراعة المائية تعد صديقة للبيئة وتعطي محاصيل صحية بالنسبة للإنسان، ومنه فإن الزراعة المائية توفر مساراً غذائياً أكثر استدامة وتعطي الأولوية لصحة الطعام وصحة الإنسان والبيئة دون الاستخدام المكثف للمواد الكيميائية.

التغير المناخي يسب الكثير من المشاكل والتي تتمثل بزيادة كمية الأمطار وعندما يكون الجو عالي الرطوبة فإنه يصبح من الصعوبة بمكان أن يقوم النحل بعمليات التلقيح الطبيعية لذا فإن البيوت الزجاجية أو ما يسمى بالدفيئة يعمل على المساعدة في هذه العملية من خلال توفير الظروف الجوية المناسبة.


شارك المقالة: