الزراعة المائية:
تمنح فوائد الزراعة المائية ميّزة على الزراعة الحقلية؛ حيث شَهدت مُمارسات الزراعة الميدانية القياسية الكثير من الصفات السلبية، كالمخاوف بشأن تآكل التربة إلى الاستهلاك الهائل للمياه إلى تفشي الأمراض المنقولة بالغذاء. وهُنا أتت الزراعة المائية لتحل العديد من هذه المخاوف، وأنظمة الزراعة المائية هي عمليات زراعية تعتمد على المياه ولا تعتمد على التربة؛ حيث بدلاً من استخدام التربة لتغذية النبات يتم تغذية المحاصيل بمياه غنية بالمُغذيّات.
ما هي فوائد الزراعة المائية؟
توفير المساحة:
تحتاج النباتات التي تُزرع في التربة إلى نشر جذورها من أجل العثور على الماء وجميع العناصر الغذائية التي تحتاجها للبقاء على قيد الحياة، وهذا يعني أنه يجب زرعها على مسافة معينة بعيدًا عن بعضها البعض. وفي أنظمة الزراعة المائية، لا تحتاج الجذور إلى الانتشار لأن الماء والمواد المغذية يتم توصيلها إليها مباشرة؛ ونتيجة لذلك، يُمكن لأنظمة الزراعة المائية أن تنمو المزيد من النباتات في نفس المساحة مثل الأنظمة القائمة على التربة.
المحافظة على المياه:
تستخدم الزراعة الحقلية الكثير من المياه لأن الكثير منها يضيع؛ حيث يتبخر الماء ويتدحرج بعيدًا ويتجمع في البرك مما يجعل الكثير منه غير صالح للاستخدام، وهذا الكثير من الهدر. أما أنظمة الزراعة المائية تستخدم حوالي 10 مرات أقل من المياه لأنه يتم توصيلها بطريقة محكومة. وبالإضافة إلى ذلك، تقوم بعض الأنظمة بإعادة تدوير المياه مما يقلل من الاستهلاك أكثر.
كيماويات أقل:
في حين أن أنظمة الزراعة المائية لا تقضي على مشاكل الآفات، فإنها تقلل من احتمالية حدوث ذلك مما يؤدي إلى تقليل الحاجة إلى مبيدات الآفات ومبيدات الأعشاب. كما يتم التحكم بدرجة كبيرة في أنظمة الزراعة المائية؛ لذلك لا يوجد خطر من استيلاء الأعشاب الضارة على الحديقة، ونتيجة لذلك ليست هناك حاجة لمبيدات الأعشاب. وبالإضافة إلى ذلك، نظرًا لأن أنظمة الزراعة المائية غالبًا ما تكون في الداخل فلا يمكن للآفات التسلل إليها بسهولة؛ لذا فإن المُبيدات الحشرية ليست ضرورية.
نمو أسرع:
تنمو النباتات المزروعة في أنظمة الزراعة المائية بنسبة 30% إلى 50% أسرع من تلك التي تزرع في التربة، وتنمو المحاصيل بشكل أسرع في أنظمة الزراعة المائية لأنها تتلقى كميّة مثالية من العناصر الغذائية، وإذا نمت في الداخل فإنها تكون أقل إجهادًا بيئيًا. كما أنّه يوجد بعض الأنواع أسرع من غيرها، فعلى سبيل المثال، تميل الخضروات الورقية مثل الخس والفواكه العطشى مثل الطماطم إلى النمو بشكل أسرع في أنظمة الزراعة المائية.
مراقبة المغذيات:
تُغذّي أنظمة الزراعة المائية النباتات بمحلول مُغذّي ممزوج بالماء؛ مما يمنح المُزارع سيطرة أفضل على العناصر الغذائية التي تمتصها محاصيلهم. وقد يحتاج الصنف الذي ينمو في التربة إلى مساعدة الأسمدة للبقاء على قيد الحياة، ولكن في الزراعة المائية تتلقى النباتات بالفعل كل المساعدة التي تحتاجها والكمية المناسبة منها.
تنمو المزروعات في الداخل:
يأتي النمو في الداخل بفوائده الخاصة مثل القُدرة على النمو على مدار العام، التحكم في درجة الحرارة والمناخ وتقليل الآفات. وعادةً ما يتم تنفيذ أنظمة الزراعة المائية في الداخل بسبب التحكُم البيئي الذي توفره، ومع ظروف شبه مثالية للنمو، تنمو النباتات بشكل أقوى وأسرع.
نباتات أكثر صحة:
في الزراعة المائية، تنمو النباتات بشكل صحّي أكثر من التربة. ولسبب واحد، الأمراض التي تنقُلها التربة ليست مشكلة في الزراعة المائية لأنه لا توجد تربة تتفاقم وتنتشر فيها تلك الأمراض. وبالإضافة إلى ذلك، لا يتعين على النباتات نشر جذورها بحثًا عن العناصر الغذائية حتى تُنفق المزيد من الطاقة على النمو.
عوائد أكبر:
نظرًا لأنه يمكن زراعة المزيد من النباتات في المساحات الصغيرة باستخدام الزراعة المائية أكثر من زراعة التربة، فإن أنظمة الزراعة المائية تُنتج عادةً أكثر لكل قدم مربع. وبالإضافة إلى ذلك، تتمتع النباتات بصحة أفضل وتنمو بشكل أسرع وتنتج المزيد من المنتجات بشكل أسرع. كما تسمح الظروف الداخلية بالنمو على مدار السنة مهما كان الطقس أو الموسم، لذلك يمكن حصاد النباتات التي تستمر في الإنتاج بعد الحصاد الأولي مرات أكثر.
لا يحدث تآكل للتربة:
أدّت المُمارسات الزراعية الحقلية إلى تآكل نصف التربة على الأرض في الـ 150 عامًا الماضية؛ مما قلّل من توافر الأراضي الصالحة للزراعة. وعجم استخدام أنظمة الزراعة المائية للتربة؛ يعني عدم تآكل التربة بكل بساطة.