ما هو الجوز الأسود وكيفية تكاثره؟

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن الجوز الأسود:

شجرة الجوز الأسود لها تاريخ غني في أمريكا الشمالية، حيث يتميز خشبها بلونه العميق اللامع والأنيق الذي يتميز بثبات أبعاده وغير معرض للانقسام أثناء جفافه، لذلك؛ فهو خشب صلب ثمين، وكان الخشب مفضلًا لصنع الخزائن والأثاث والبنادق، لذلك بحلول الستينيات، كان القليل من هذه الأنواع لا يزال موجودًا، كما بُذلت جهود لترميم هذه الأشجار الرائعة، لكن التقدم كان بطيئًا، حيث يستغرق الأمر من (12 إلى 15) عامًا قبل أن تنتج الشجرة أي ثمار و (40 إلى 60) عامًا من العناية المستمرة حتى تنضج تمامًا.

يُعرف الجوز الأسود (Juglans nigra) رسميًا باسم الجوز الأسود الشرقي، وهو نوع من الأشجار متساقطة الأوراق في عائلة (Juglandaceae)، وموطنها الأصلي هو منطقة واسعة من أمريكا الشمالية تمتد من جنوب أونتاريو إلى جنوب شرق داكوتا الجنوبية ووسط تكساس، وتتميز أشجار الجوز الأسود برائحة حارة مميزة تنبعث من معظم أجزاء الشجرة، كما تختلف عادة نموها بين الأشجار التي تنمو في المناطق المفتوحة وتلك التي تزرع في الغابات.

تنمو الأوراق الخضراء الكبيرة الداكنة بالتناوب على الساق بطول يتراوح من قدم إلى قدمين، وتكون الوريقات أكبر باتجاه مركز الجذع، ويكون طولها بين (2 و 4) بوصات وعرض يتراوح إلى 2 بوصة، كما أنّ الوريقات لها حافة مسننة وتنمو من قاعدة مستديرة إلى طرف مدبب، وينضج الجوز، خلال الصيفوالخريف إلى جوز كروي بقشر بني مخضر، كما تتساقط الثمار الناضجة على الأرض في شهر أكتوبر تقريبًا وتنتج بذورًا صغيرة نسبيًا، سوف تنضج ثمار الجوز في النهاية ويكون لونها بني مخضر.

هذا النبات له جذر ضخم ينمو في عمق التربة، حيث تنتشر الجذور على نطاق واسع، وعند زراعة الشتلات في منطقة ما، فإنها ستتطلب تتطلب تباعدًا، كما أنه بسبب الجذر الرئيسي يكون من الصعب زرع الشجرة بمجرد نموها بما يتجاوز حجم الشتلة، لذا يجب وضع ذلك في الاعتبار قبل أن زراعتها، وتتمثل إحدى السمات الرئيسية لنظام الجذر في أنه أليلوباثي (allelopathic) وهذا يعني أنه يفرز مادة الججلون (juglone) الكيميائية في التربة، وهي مادة سامة لأنواع معينة من النباتات، تشمل بعض النباتات المعرضة للإصابة بالججلون الطماطموالبطاطاوالبازلاءوالفلفلوالملفوفوالتفاحوالتوت وغيرها، لذا، قبل أن زراعة الأشجار الجديدة أو زراعة نباتات أخرى بالقرب منها، يجب التأكد من توافق جميع النباتات.

العوامل المهمة في نمو الجوز الأسود:

1. أشعة الشمس:

هذه الشجرة تتطلب ضوء الشمس للنمو السليم، حيث تتطلب 6 ساعات على الأقل من ضوء الشمس المباشر غير المفلتر كل يوم، كما يجب تجنبها للأماكن التي يتجمع فيها الصقيع، مع اختيار موقع محمي من الرياح؛ لأن شجرة طويلة مثل هذه معرضة للرياح العاتية.

2. التربة:

يتطلب هذا النوع من النباتات تربة عميقة أولاً، وقبل كل شيء، يتطلب جذرها الضخم تربة خالية من الأثقال بواسطة حجر الأساس أو غيرها من الميزات غير منفذة للماء لما لا يقل عن 5 أقدام، كما يجب إجراء اختبار باستخدام أداة خاصة لاختراق التربة للتأكد من أن الجذور ستحتوي على مساحة كافية، وبصرف النظر عن العمق المحدد، فإن الجوز الأسود ينمو بشكل أفضل في التربة الطينية الرملية التي يتم تصريفها جيدًا والغنية بالمواد المغذية، كما أنّه يتحمل مجموعة واسعة من مستويات الأس الهيدروجيني، من (5.0 إلى 8.0)، ولتحقيق النمو الأمثل، تفضل هذه الشجرة تربة حمضية قليلاً تتراوح من (6.0 إلى 6.5)، ومن الجدير بالذكر أن الشجرة حساسة لمستويات مرتفعة من الصوديوم والكلور والبورون.

هذا النوع من الجوز لا يعمل بشكل جيد في المناطق المحاطة بالتلال، حيث أنها أكثر عرضة للصقيع ولا تميل إلى التصريف بسهولة، ويمكن أن تقتل المياه الراكدة معظم أنظمة الجذور، ولا يختلف الجوز الأسود عن ذلك، كما أن الجذور الصغيرة للشتلات المزروعة حديثًا حساسة للغاية، لذلك الزراعة، يجب الحفر إلى عمق يتراوح بين (20 و 30) بوصة لإزالة أي جذور أعشاب معمرة قد تتنافس على العناصر الغذائية وتنفث التربة، بالإضافة إلى إجراء اختبار للتربة ليس فقط لتحديد مستوى الأس الهيدروجيني ولكن أيضًا محتوى العناصر الغذائية، فإذا كانت منخفضة، يجب إضافة مادة عضوية، مثل السماد، قبل الزراعة.

3. الماء:

مع هذا النبات الخشبي، تعتبر عملية الري مهمة معقدة، لأنها لا تعمل بشكل جيد خلال فترات الجفاف، فهناك قاعدتان أساسيتان لدعم النمو الصحي، القاعدة الأولى هي أنّ هذه النباتات تحتاج إلى 50 بوصة من الري على مدار عام واحد، وتنص القاعدة الثانية على أنه يجب أن تتلقى النباتات 50٪ من متطلبات الري السنوية خلال أشهر الصيف (يونيو ويوليو وأغسطس)، وهذا يعني أنه خلال تلك الأسابيع الـ12، سيتطلب النبات ما يزيد قليلاً عن 2 بوصة من الماء أسبوعيًا.

4. السماد:

سيستفيد الجوز الأسود من تطبيقين مختلفين للغاية للأسمدة على مدار العام، ففي أوائل الربيع، يتم منح النبات دفعة من النيتروجين باستخدام كبريتات الأمونيوم، وتأتي كبريتات الأمونيوم بشكل عام مع نسبة NPK من (21-0-0)، والمرحلة الثانية من تسميد الجوز الأسود تتم خلال فصل الصيف، باستخدام سماد متوازن بنسبة (NPK 15-15-15)، وكالعادة، يجب سقي السماد في التربة، ليصل السماد إلى الجذور تحت الأرض.

كيفية تكاثر الجوز الأسود:

عند التخطيط لزراعة الجوز الأسود، فمن الأفضل شراء شجرة صغيرة أو شراء شتلة نبتت بالفعل؛ لأن جذور الجوز الأسود تكون حساسة وهشة عندما تكون صغيرة، كما أن النمو من البذرة ليس بالأمر السهل دائمًا، ومع ذلك، عند البدء من البذور يجب إتباع خطوات معينة، عن طريق جمع الثمار وإزالة القشور، مع جمع ستة حبات من الثمار تم تجفيفها للزراعة، وزرعها على بعد 4 بوصات في كتلة بعمق (4 إلى 5) بوصات في التربة، ومن ثم تغطية منطقة الزراعة بقطعة قماش وتثبيتها على الأرض، مع وضع طبقة من النشارة أو القش أو الأوراق فوق موقع الزراعة، إضافة علامة إلى الموقع بوضوح.

ستنبت البذور في الربيع، لذا يجب إزالة القماش في أواخر الشتاء، وبمجرد نمو الأشجار لبضعة أشهر، يتم تحديد أكثر العينات صحة والتخلص من الأنواع الأضعف، حتى لا تتنافس على العناصر الغذائية، مع الحفاظ على التربة رطبة حتى تصبح الشتلات قوية.

الأمراض والآفات الشائعة في الجوز الأسود:

مرض الكانكر (Canker Disease)، هذا المرض ينتج عنه تقرحات في لحاء الجوز الأسود، وهو نتيجة النشاط المشترك لخنفساء غصين الجوز والفطر المنتج للتقرح (Geosmithia morbida)، حيث تخترق خنفساء غصين الجوز اللحاء وتترك جرحًا مفتوحًا، ثم تتسلل الفطريات إلى الجرح المفتوح وتتسبب في تكون القرحات في اللحاء، ويمكن أن يكون المرض قاتلاً في غضون بضع سنوات، لذلك يجب استخدام المبيدات الحشرية المناسبة ومبيدات الفطريات لعلاج المشكلة، مع الحرص على اختيار المنتجات التي لن تؤثر سلبًا على الشجرة.


شارك المقالة: