يشير ألم الرقبة (neck pain) إلى ألم في منطقة العنق يمكن أن ينتشر إلى الذراعين والكتفين والرأس بسبب توتر العضلات في منطقة الرقبة، غالبًا ما يقيد التوتر المؤلم حركة الرقبة والذراعين، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يحدث الصداع النصفي أو الصداع نتيجة لذلك.
لا يكون ألم الرقبة ناتجًا دائمًا عن التوتر غير الضار، يمكن أن تصبح الآلام مزمنة أو يمكن أن تكون من أعراض الأمراض الخطيرة منذ البداية، غالبًا ما تكون الأعراض ناتجة عن الإجهاد أو الموقف السيئ أو عبء العمل الخاطئ ويمكن أن تصبح مزمنة.
أنواع آلام الرقبة
كما هو الحال مع آلام الظهر، يتم التمييز بين آلام الرقبة المحددة وغير النوعية في الآلام بشكل عام، تكون آلام الرقبة غير النوعية أكثر شيوعًا.
آلام الرقبة غير النوعية: لا يوجد سبب واضح لألم الرقبة غير المحدد، يحدث الألم في الغالب بسبب التوتر في العضلات، على سبيل المثال في العضلة شبه المنحرفة تسبب آلام الرقبة.
آلام الرقبة النوعية: لا يوجد له سبب محدد للغاية ويجب تقييمه من قبل الطبيب، في بعض الحالات، يمكن أن تكون الأعراض ناتجة عن فتق إربي، والذي يضغط بعد ذلك على جذور الأعصاب.
آلام الرقبة الحادة: يستمر مدة الألم إلى ثلاثة أسابيع.
آلام الرقبة فوق الحاد: يستمر مدة الألم من أربعة إلى اثني عشر أسبوعًا.
آلام الرقبة المزمنة: يستمر مدة الألم أطول من اثني عشر أسبوعًا.
آلام الرقبة المتكررة: بحد أقصى يستمر مدة الألم أربعة أسابيع بدون أعراض، ثم يتكرر الألم.
الألم المحوري: يكون الألم بشكل أساسي في العمود الفقري العنقي وأحيانًا يمتد إلى الكتفين.
الألم الجذري: يكون الألم على طول المسالك العصبية، على سبيل المثال، في مؤخرة الرأس أو في الذراع، يحدث هذا الألم في الغالب بسبب الأعصاب المتهيجة، لأن القرص المتغير في العمود الفقري العنقي يضغط على العصب، يمكن أن يؤثر ذلك على ردود الفعل وقوة العضلات في الذراع أو يسبب الوخز.
الألم الناجم ميكانيكيًا: يمكن إرجاع معظم آلام الرقبة إلى الألم الميكانيكي، ويشمل ذلك أيضًا آلام الرقبة الناتجة عن البلى وكذلك الألم الناجم عن الحوادث والإصابات، الإصابة التي تحدث غالبًا في حوادث السيارات، هذا يخلق تأثير قوي على العمود الفقري العنقي.
الألم غير الميكانيكي: يرجع ألم الرقبة غير الميكانيكي في الغالب إلى أمراض مثل الروماتيزم، يمكن أن يؤدي الالتهاب (مثل التهاب العضلات) أيضًا إلى ألم في الرقبة.
آلام النقل: يعتبر ألم النقل هو السبب الرئيسي لألم الرقبة المزمن، تعتبر أعراض هذا النوع مزمنة إذا استمرت أكثر من ثلاثة إلى ستة أشهر، في حالة آلام الانتقال، تساهم نقاط الزناد في العضلات المتوترة في انتشار الألم، يمكن أن تلعب أمراض الأعضاء أيضًا دورًا في آلام الانتقال.
الألم العقلي: قد تكون هناك أيضًا أسباب نفسية للآلام الرقبة، لذلك نتحدث عن الألم النفسي الناجم، إذا كان الضغط النفسي المستمر يعيد نفسه في آلام الرقبة المستمرة.
أسباب آلام الرقبة
ضعف عضلات الرقبة والحمل الزائد
يمكن أن يؤدي الجلوس على مكتب لفترة طويلة في وضعية حرجة وعضلات متوترة قليلاً، إلى الشعور بالألم وتوتر الرقبة والصداع، حتى العمل الذي فيه يميل الرأس للخلف مثل عملية الطلاء أثناء الاعمال المنزلية يمكن أن يسبب عدم ارتياح للعضلات، بعض الرياضات مثل ركوب الدراجات على الطرق أو اصطدام الصدر هي أيضًا أسباب لمثل هذه المشاكل.
تآكل الفقرات والأقراص الفقرية
تظهر علامات البلى الطبيعية على العمود الفقري على مدار الحياة، تصبح الأقراص الفقرية أرق وقد تتشكل قمم صغيرة على حواف الأجسام الفقرية، وهو ما يُعرف باسم تنخر العظم، تعرف هشاشة العظام في المفاصل الفقرية باسم التهاب المفاصل الفقاري وتعتبر سبب في آلام الرقبة، ويمكن أن تقلل هذه التغييرات من حركة العمود الفقري العنقي، ولهذا السبب تزداد آلام الرقبة، خاصة مع تقدم العمر، تؤدي السمنة أيضًا إلى إجهاد ميكانيكي قوي على العمود الفقري العنقي.
إصابة العنق
تحدث هذه الإصابة بشكل أساسي في تصادم السيارة من الخلف خاصةً، يتم إلقاء الرأس بسرعة ذهابًا وإيابًا نتيجة تأثير عنيف، والنتيجة هي إصابات طفيفة في العضلات والنسيج الضام، وتوتر مؤلم ومحدودية الحركة لبضعة أيام، في معظم الحالات، تختفي الأعراض تمامًا في الوقت المناسب.
تضييق القناة الشوكية أو القرص الغضروفي
إذا كانت القناة الشوكية ضيقة أو بارزة أو تضغط على أنسجة القرص البارزة على جذر العصب، يمكن أن تحدث آلام الرقبة التي تمتد إلى الكتف أو الذراعين، يمكن أن يؤدي الانزلاق الغضروفي إلى ظهور الأعراض.
صرير الأسنان
إنّ لطحن الأسنان تأثير سلبي مباشر على عضلات الرقبة، في مثل هذه الحالات، يوصى باستخدام جبيرة العضة، والتي تعوض عن التدخل في التلامس بين الأسنان وبالتالي تمنع تلامس الأسنان وصريرها.
عوامل أخرى
مثل أمراض المفاصل، واختلالات في القدمين أو الوركين، والتهاب السحايا، والأمراض الروماتيزمية، والتهاب المفاصل الروماتويدي، والتهاب الفقار اللاصق، وهشاشة العظام، واختلال محاذاة العمود الفقري (الجنف)، وأورام الغدة الدرقية أو الفقرات أو العقد الليمفاوية، ومتلازمة الألم العضلي الليفي، ومشاكل عقلية مثل التوتر والاكتئاب.
الإسعافات الأولية لآلام الرقبة
يمكن أن توفر هذه النصائح الراحة والعلاج المبدئي للألم الحاد في الرقبة:
التبريد بالثلج: التبريد يخفف الالتهاب والألم، املأ كيسًا بلاستيكيًا بمكعبات الثلج ولفها بمنشفة مطبخ وضعها على المنطقة المؤلمة لمدة 20 دقيقة تقريبًا، كرر هذه العملية مرة كل ساعة إذا لزم الأمر.
علاج شد العضلات: غالبًا ما يحدث ألم الرقبة بسبب سوء الموقف، بمجرد وجود الألم، لا يجب أن تبقى في وضعية واحدة لفترة طويلة، بين الحين والآخر، حرك رأسك قليلاً من اليمين إلى اليسار وكرر تسلسل الحركات من ثماني إلى اثني عشر مرة، لا تذهب إلى أبعد من الألم في الحركات وقم بأدنى قدر من الحركات.
تناول مسكنات الألم: يمكن لمسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية، مثل الإيبوبروفين، أن تخفف آلام الرقبة، كما أنها تضمن تجنب المزيد من توتر الرقبة بسبب وضعية الاسترخاء، والتي تحدث عندما يكون هناك ألم شديد، في الوقت نفسه، تعمل المسكنات على تقليل الالتهاب في هذه المنطقة، يجب تناول الإيبوبروفين لفترة قصيرة فقط وليس لأكثر من أسبوع، يجب أيضًا التقيد الصارم بالحد الأقصى للجرعة اليومية.
الحذر من الحرارة: في حالة آلام الرقبة، يمكن للحرارة على شكل مصباح أحمر أو وسادة حرارية أو رقعة حرارية أن تخفف الألم وترخي العضلات، لكن تزيد الالتهاب وبالتالي يمكن أيضًا زيادة الألم.
التدليك: يمكن أن يخفف التدليك من التوتر في الكتفين والرقبة، من الأفضل القيام بذلك بواسطة معالج فيزيائي.