في الماضي، كان يُعتقد أنّ القرحة ناتجة عن عوامل نمط الحياة مثل عادات الأكل وتدخين السجائر والإجهاد. أمّا المفهوم الآن هو أنّ الأشخاص الذين يعانون من القرحة لديهم اختلال بين الحمض والبيبسين إلى جانب عدم قدرة الجهاز الهضمي على حماية نفسه من هذه المواد القاسية.
عندما تأكل، تنتج معدتك حمض الهيدروكلوريك وإنزيم يُسمّى البيبسين لهضم الطعام، يتم هضم الطعام جزئياً في المعدة ثم ينتقل إلى الإثني عشر لمواصلة العملية. تحدث القرحة الهضمية عندما يتغلّب الحمض والإنزيم على آليات الدفاع الخاصة بالجهاز الهضمي ويؤدي إلى تآكل جدار الغشاء المخاطي.
أظهرت الأبحاث التي أجريت في الثمانينيات أن بعض القرح ناتجة عن إصابة بكتيريا تدعى هيليكوباكتر بيلوري، تُسمّى عادة بيلوري. ليس كل من يصاب بالقرحة مصابًا بـ H pylori. يمكن أن يسبب الأسبرين والأدوية المضادة للالتهابات (مضادات الالتهاب غير الستيرويدية) القرحة إذا تم تناولها بانتظام. سنذكر لك عزيزي القارئ العوامل المسبّبة لقرحة المعدة وهي كالتالي.
العوامل المسبّبة لقرحة المعدة:
1- نمط الحياة
- الضّغط النّفسي والتّوتر.
- شرب الكحول.
- الإجهاد: جسدي (إصابات أو حروق شديدة ، جراحة كبيرة).
- الإكثار من تناول مادة الكافيين.
- تدخين السجائر.
- العلاج الإشعاعي: يستخدم لأمراض مثل السرطان.
2- تناول الأسبرين أو غيره من الأدوية المضادة للالتهابات
- بعض أنواع العلاج الطبي مثل الأسبرين، الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية (مثل الإيبوبروفين والنابروكسين)، والأدوية الحديثة المضادة للالتهابات (مثل السيليكوكسيب (سيلبريكس). الأشخاص الذين يتناولون الأسبرين أو غيره من الأدوية المضادة للالتهابات معرّضون لخطر متزايد حتى لو لم يكن لديهم عدوى بالبكتيريا الحلزونية.
- كبار السن الذين يعانون من حالات مثل التهاب المفاصل هم عرضة للخطر بشكل خاص.
- الأشخاص الذين عانوا من قرحة سابقة أو نزيف معوي معرّضون لخطر أعلى من الطبيعي.
- إذا تناول الشخص هذه الأدوية بانتظام، فينبغي مناقشة البدائل مع أخصائي الرعاية الصحية. هذا صحيح بشكل خاص إذا كان الشخص المصاب يعاني من اضطراب في المعدة أو حرقة بعد تناول هذه الأدوية.
3- انتشار بكتيريا H pylori من خلال البراز للشخص المصاب.
البراز يلوّث الطعام أو الماء (عادةً من خلال النظافة الشخصية السيئة)، والبكتيريا في البراز تشق طريقها إلى الجهاز الهضمي للأشخاص الذين يستهلكون هذا الطعام أو الماء. وهذا ما يسمّى انتقال البراز عن طريق الفم وهو وسيلة شائعة لانتشار العدوى.
4- تواجد البكتيريا في المعدة
تواجد البكتيريا في المعدة، حيث تكون قادرة على اختراق وتلف بطانة المعدة والاثني عشر. كثير من الناس الذين يتعرّضون للبكتيريا تتطوّر لمشكلة القرحة. ويصاب الأشخاص المصابون حديثًا بأعراض في غضون أسابيع قليلة. ويحاول الباحثون اكتشاف ما هو مختلف عن الأشخاص الذين يصابون بالقرحة.
5- الأعمار والأجناس والطبقات الاجتماعية والاقتصادية
وهو أكثر شيوعاً عند البالغين الأكبر سناً، على الرغم من أنه يعتقد أن العديد من الأشخاص مصابون بالطفولة ويحملون البكتيريا طوال حياتهم. كما أنه أكثر شيوعاً في الأُسر ذات الدخل الاقتصادي الأقل والأُسر الاجتماعية؛ لأن هذه الأسر تميل إلى زيادة عدد الأشخاص الذين يعيشون معهم ويتشاركون في الحمامات ومرافق المطبخ.
من المرجّح أن يكون لدى الأمريكيين من أصل أفريقي والأمريكيين من أصل إسباني البكتيريا أكثر من القوقازيين والأمريكيين الآسيويين. ومن المهم التمييز بين القرحة الناتجة عن H pylori وتلك التي تسببها الأدوية لأن العلاج مختلف تماماً.
6- الحالات الطبية الأخرى
عادة ما يُعتقد أن الأشخاص الذين يقلقون بشكل مفرط لديهم حالة تسمّى اضطراب القلق العام. وقد تم ربط هذا الاضطراب بالقرحة الهضمية. وهناك حالة نادرة تسمّى متلازمة زولينجر إليسون تسبب قرحة هضمية بالإضافة إلى أورام في البنكرياس والإثني عشر.