اعتبارات عامة في علاج الحبسة المكتسبة عند الطفولة

اقرأ في هذا المقال


اعتبارات عامة في علاج الحبسة المكتسبة عند الطفولة

يجب على المعالج عند صياغة أهداف العلاج للطفل المصاب بالحبسة الكلامية المكتسبة أن يكون مدركًا للتطور الطبيعي لمهارات الكلام واللغة وإجراءات العلاج المطبقة على الأطفال الذين يعانون من تأخر لغوي في النمو، إن العديد من تقنيات العلاج المستخدمة مع الطفل الذي يعاني من صعوبات التعلم وتلك المستخدمة مع المرضى البالغين المصابين بالحبسة الكلامية لها صلة بالطفل المصاب بالحبسة الكلامية المكتسبة.

الأطفال المصابون بالحبسة المكتسبة على الرغم من إظهارهم لصعوبات مماثلة لكل من الأطفال ذوي الإعاقة التعليمية والبالغين المصابين بالحبسة الكلامية يختلفون في عدد من الطرق ويجب أن يكون الطبيب على دراية بهذه الاختلافات. على سبيل المثال، في حين أن بعض الأطفال الذين يعانون من إصابة شديدة في الرأس قد لا يتمكنون من تعلم مواد أو استراتيجيات جديدة لتعويض إعاقتهم، كما قد يتعلم آخرون بسرعة. مثل هذا النطاق من القدرة على التعلم لا يُرى في المرضى الذين يعانون من صعوبات التعلم.

أيضًا، قد يعاني الطفل المصاب بالحبسة الكلامية المكتسبة من تشتت في القدرات، حيث تتعرض بعض المهارات للاكتئاب الشديد بينما يكون البعض الآخر قريبًا من القاعدة بالنسبة لعمره. عادة ما تكون هذه المجموعة من القدرات لدى الطفل الواحد ليست كبيرة جدًا لدى الطفل الذي يعاني من إعاقة في التعلم، كما قد تكون مشاكل الذاكرة أيضًا أكبر بكثير لدى الطفل المصاب بفقدان القدرة على الكلام من تلك التي تظهر عند الأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم.

تأثير المهارات اللغوية

أحد الاختلافات الرئيسية بين البالغين المصابين بالحبسة المكتسبة والأطفال المصابين بالحبسة المكتسبة والتي يجب أخذها في الاعتبار عند تطوير استراتيجيات العلاج هو حقيقة أن المهارات اللغوية لا تزال تتطور عند الأطفال. عند اختيار أهداف العلاج، يجب أن تأخذ في الاعتبار عمر الطفل واهتماماته والمشاكل المصاحبة التي قد تؤثر على أدائه (على سبيل المثال، عجز الذاكرة قصير المدى أو مشاكل الإدراك البصري أو وجود أنماط انعكاسية بدائية مثل منعكس الرقبة منشط غير متماثل).

يجب تعزيز الأهداف التي صاغها المهنيون الصحيون الآخرون في جلسات الكلام واللغة كلما أمكن ذلك (على سبيل المثال، الانتقال من كرسي متحرك إلى كرسي للجلسة والوضعية الصحيحة للوضعية واستخدام الذراع المصابة عند أداء الأنشطة)، كما يجب أن تكون جلسات العلاج مع الأطفال المصابين بالحبسة المكتسبة، عندما يكونون في فترة الشفاء التلقائي متكررة وأن تحدث في الوقت الذي يكون فيه الطفل في حالة تأهب، كما يحدث هذا في معظم الحالات في الصباح، يجب أن يظل الطبيب على دراية بأن الأطفال الذين يعانون من آفة دماغية يتعبون بسهولة وأن هذا التعب قد يستمر لعدة أشهر.

يبدو أن المدة الزمنية التي يظل فيها الإرهاق من الاعتبارات المهمة في العلاج متغيرة للغاية بين الأطفال (على سبيل المثال، أفاد الآباء أن ابنتهم البالغة من العمر 13 عامًا كانت لا تزال تنام في الساعة 7 مساءً أو 7.30 مساءً بعد 12 شهرًا من الإصابة وذلك بحلول في نهاية الأسبوع كانت منهكة تمامًا وستنام لفترة أطول)، قد يلزم إبقاء مدة جلسات العلاج قصيرة في البداية (15 دقيقة، مرتين في اليوم) ثم إطالتها تدريجيًا عندما يكون الطفل قادرًا على التعامل بشكل أفضل مع المتطلبات المتزايدة، بينما يستمر الطفل في إظهار تقدم جيد، يجب الحفاظ على تكرار العلاج (ليس أقل من ثلاث مرات في الأسبوع في معظم الحالات).

قد يحتاج الأطباء في العيادات العامة المزدحمة إلى تحديد المرضى الذين لهم الأولوية والجدول الزمني وفقًا لذلك. عادة ما يُعتبر الطفل المصاب بآفة دماغية أولوية خاصة إذا كان الطفل لا يزال يحسن مهاراته في التواصل، كما قد يرغب أيضًا المهنيون الآخرون المهتمون بإعادة تأهيل الطفل في علاج الطفل عندما يكون حديث الولادة ويقظًا. لسوء الحظ، قد لا يكون هذا ممكنًا وفي مثل هذه الحالة يكون نهج الفريق التعاوني أمرًا حيويًا.

يجب تحديد الأولويات المتفق عليها من قبل جميع الأشخاص المعنيين برعاية الطفل ووضعها في الاعتبار من قبل كل محترف عند تحديد أهداف العلاج اليومية. على سبيل المثال، قد لا يُنصح بمهمة لغوية إلزامية بعد انتهاء الطفل لتوه من جلسة علاج طبيعي صعبة. بدلاً من ذلك، في هذا الوقت قد يكون الطفل في وضع أفضل في مجموعة لغوية حيث يشارك الأطفال الآخرون عبء العمل. ربما إذا رغب أخصائي العلاج الطبيعي في جعل الطفل يقف في أوقات مختلفة خلال اليوم يمكنه القيام بذلك في جلسة اللغة، يعد اتباع نهج الفريق الملتزم أمرًا ضروريًا إذا كان الطفل سيحصل على أقصى فائدة من برنامج إعادة التأهيل.

الاستراتيجيات العلاجية للحبسة الكلامية

يجب أن تكون الأنشطة والمواد المستخدمة في الجلسة وظيفية ومثيرة للاهتمام للطفل على الرغم من أن تحويل جميع الأنشطة إلى ألعاب ليس ضروريًا في العادة للأطفال في سن المدرسة، يساعد الاتصال الوثيق بين المعلم والطبيب في صياغة أهداف لغوية ذات صلة بالطفل ويعزز المهارات التواصلية والأكاديمية المطلوبة في الفصل الدراسي، كما يمكن دمج نصوص القراءة المدرسية وقوائم التهجئة وأنشطة اللغة الإنجليزية العامة الأخرى في العديد من جلسات العلاج (على سبيل المثال، قد يتضمن النشاط الذي يتطلب من الطفل إعادة ترتيب الكلمات ليكون محضرًا مُرضيًا الكلمات التي يقرأها الطفل في المدرسة أو تلك التي يتعلم تهجئها).

يجب مراعاة نقاط القوة والضعف لدى الطفل عند تنظيم المهام لجلسات العلاج. على سبيل المثال، إذا تم مساعدة الطفل من خلال الإشارات المرئية سواء كانت صورًا أو كلمات مكتوبة، عند إعطائه مهمة لفظية فيجب استخدام هذه الإشارات والتلاشي تدريجيًا لأن الطفل أكثر قدرة على التعامل مع المهمة، كما قد يلزم تعديل التسلسل الهرمي للخطوات بحيث يتم تقديم متغير واحد فقط في المرة الواحدة. على سبيل المثال، قد تستخدم أنشطة الذاكرة قصيرة الأمد مواد مألوفة في البداية، عندما يكون الطفل قادرًا على الرد باستمرار على مستوى واحد، تصبح المهمة أكثر تطلبًا إما عن طريق إضافة عنصر مألوف آخر أو الاحتفاظ بعدد العينات مع إضافة عنصر Word أو كائن لم يتم استخدامه من قبل.

مع تقدم الطفل، قد يتم تفويت الخطوات (على سبيل المثال، يمكن إضافة المزيد من العناصر بالإضافة إلى العناصر غير المألوفة) ولكن يجب أن يكون الطبيب دائمًا مستعدًا للعودة إلى خطوة أسهل إذا كان الطفل غير قادر على التأقلم، كما قد تحتاج الجلسات الأولى إلى أهداف سلوكية وليست لغوية، قد يكون الأطفال غير متعاونين (وهو أمر مفهوم بالنظر إلى الصدمة التي حدثت) في البيئة الجديدة وجرب الحدود، كما قد تشمل هذه الأهداف إلى جانب التعاون مع الأنشطة، زيادة الاهتمام بمهمة ما وإنجاز مهمة محددة في وقت معين وفي كثير من الأحيان يمكن استخدام بعض الأنشطة التي يستطيع الطفل القيام بها (على سبيل المثال، أحجية بسيطة أو مطابقة الأشياء أو الصور) مما سيسمح له أو لها بالنجاح وتعزيزه بشكل إيجابي.

يمكن أيضًا استخدام نفس النوع من المهام لكسب تعاون الطفل، يمكن استخدام مبادئ التكييف الفعال بشكل فعال في هذه المواقف، كما قد يستجيب الأطفال بشكل أفضل ويكونون متعاونين إذا كانوا يعرفون بالضبط ما هو متوقع منهم.


شارك المقالة: