الشعر الزائد لدى النساء - Hirsutism

اقرأ في هذا المقال


ما هو الشعر الزائد لدى النساء – Hirsutism؟

الشعر الزائد لدى النساء (Hirsutism): هي حالة تصيب النساء تؤدي إلى النمو المفرط للشعر الداكن أو الخشن في نمط يشبه الذكور في عدة مناطق من بينها الوجه والصدر والظهر. حيث أنه مع كثرة الشعر، غالباً ما ينشأ نمو الشعر الزائد من هرمونات الذكورة الزائدة (الأندروجين)، وخاصة هرمون التستوستيرون.

في حين تُعدّ الشعرانية بأنها نمط ذكوري لنمو الشعر الثانوي أو بعد البلوغ الذي يحدث عند النساء. حيث يظهر في مناطق الشارب واللحية عند البلوغ كما يظهر الشعر أيضاً بكثافة أكثر في منطقة الإبط والعانة. كما قد تتطوّر أيضاً لدى النساء بظهور شعر أطول وأسمك من المعتاد على أطرافهن وجذعهن. حيث تُعرف باسم الشعرانية.

كما تشير كثرة الشعر إلى الشعر الخشن أو الملون الذي ينمو على وجه وجسم بعض النساء، حيث قد ينتج أحياناً عن حالة طبية. كما تمتلك معظم النساء شعراً ناعماً شاحباً ومرئياً بشكل ضعيف على الوجه والجسم، ولكن هذا الشعر قد يكون أحياناً أكثر كثافة وأكثر وضوحاً. في حين يعاني حوالي نصف المصابين بكثرة الشعر من زيادة في الأندروجينات. حيث تؤدي هذه الهرمونات عادةً إلى النمو الجسدي والجنسي للذكور. كما عادة ما يكون لدى النساء مستويات منخفضة من الأندروجين، ولكن قد تختلف هذه المستويات لمجموعة من الأسباب.

ويمكن أن تؤدي المستويات الأعلى إلى تحفيز بصيلات الشعر بشكل مفرط، ممّا يؤدي إلى نمو شعر أكثر لذلك تعاني منه المرأة عادةً. في حين يمكن أن تحدث كثرة الشعر في أي مكان بين 5 و 10 في المائة من النساء اعتماداً على التعريفات المحلية والثقافية لكمية الشعر الطبيعية. حيث يزيد معدل الانتشار مع تقدم العمر، خاصة بعد انقطاع الطمث.

من الذي يصاب بالشعر الزائد؟

تختلف النساء اللواتي يُعتبرن كثيفة الشعر باختلاف الثقافة والعرق، حيث يختلف المعدل الطبيعي لنمو الشعر الثانوي باختلاف العرق. وتجدر الإشارة أيضاً إلى أن النساء يقضين قدراً كبيراً من الوقت والطاقة في إزالة الشعر غير المرغوب فيه، ممّا ينتج عنه قاعدة خالية من الشعر بشكل غير طبيعي في مجتمع اليوم.

  • عادة ما يتم تحديد نمط الشعر الكثيف لنمو الشعر وراثياً، ويؤكد ذلك أيضاً أن أفراد الأسرة من الذكور والإناث لديهم شعر أكثر من المتوسط.
  • قد تكون كثرة ظهور الشعر المتأخر ناتجة عن فرط الأندروجين، أي زيادة الأندروجينات المنتشرة بما في ذلك التستوستيرون.

أسباب الشعر الزائد:

هنالك عدة أسباب للشعر الزائد، ومن أهما ما يلي:

  • متلازمة المبيض المتعدد الكيسات (متلازمة تكيس المبايض): حيث أن هذه الحالة التي تبدأ غالباً بالبلوغ، كما قد تسبب اختلالاً في الهرمونات الجنسية. بينما على مر السنين، قد تؤدي متلازمة تكيس المبايض ببطء إلى نمو الشعر الزائد وعدم انتظام الدورة الشهرية والسمنة والعقم، وأحياناً تكيسات متعددة على المبايض.
  • متلازمة كوشينغ: يحدث هذا عندما يتعرّض الجسم لمستويات عالية من هرمون الكورتيزول. حيث يمكن أن يتطوّر من الغدد الكظرية التي تصنع الكثير من الكورتيزول أو من تناول الأدوية مثل بريدنيزون على مدى فترة طويلة.
  • تضخم الغدة الكظرية الخلقي: تتميز هذه الحالة الموروثة بإنتاج غير طبيعي لهرمونات الستيرويد، بما في ذلك الكورتيزول والأندروجين، عن طريق الغدد الكظرية.
  • الأورام: في حين أنه نادراً ما يتسبب ورم يفرز الأندروجين في المبيضين أو الغدد الكظرية في حدوث كثرة الشعر.
  • الأدوية: هنالك بعض الأدوية التي يمكن أن تسبب كثرة الشعر. وتشمل هذه المينوكسيديل (مينوكسيديل، روجين)؛ و دواء الدانازول، الذي يستخدم لعلاج النساء المصابات بالانتباذ البطاني الرحمي. في حين أنه إذا كان الزوج يستخدم منتجات موضعية تحتوي على الأندروجينات، فقد يتم التأثر أيضاً من خلال ملامسة الجلد للجلد.
  • في حين أنه غالباً ما تحدث كثرة الشعر بدون سبب محدد.
  • زيادة مستويات الأندروجين أو الحساسية المفرطة لبصيلات الشعر تجاه الأندروجينات يمكن أن تسبب كثرة الشعر.
  • قد تساهم المستويات العالية من الأنسولين، وهو هرمون يفتح الخلايا لامتصاص الطاقة من السكريات، في تطوّر الشعرانية. كما يمكن للأنسولين أن يحفّز خلايا المبيض لإنتاج الأندروجينات. كما قد يحدث هذا عند النساء المصابات بمقاومة الأنسولين، مثل أولئك المصابات بداء السكري من النوع الثاني. كما أنه نظراً لأن داء السكري من النوع الثاني يمكن أن ينتج عن السمنة، فقد يكون هذا أيضاً عامل خطر. حيث قد يلعب ارتفاع الكوليسترول دوراً أيضاً.
  • في حين أنه لا تشير كثرة الشعر دائماً إلى شذوذ طبي كبير. ومع ذلك، إذا بدأ قبل سن البلوغ، وإذا كان مصحوباً بصفات أخرى متعلقة بالذكور مثل الصوت الأعمق، أو إذا كان بسبب ورم، فيجب على الشخص التماس العناية الطبية المباشرة.

العوامل المؤثرة:

يمكن أن تؤثر عدة عوامل على احتمالية الإصابة بكثرة الشعر، بما في ذلك:

  • تاريخ العائلة: حيث أن العديد من الحالات التي تسبب كثرة الشعر، بما في ذلك تضخّم الغدة الكظرية الخلقي ومتلازمة تكيس المبايض، تسري في العائلات.
  • البدانة: حيث تؤدي السمنة إلى زيادة إنتاج الأندروجين، ممّا قد يؤدي إلى تفاقم الشعرانية.
    كما أنه من المرجّح أن يكون لدى النساء من أصول البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط وجنوب آسيا المزيد من شعر الجسم دون سبب محدد أكثر من النساء الأخريات.

أعراض الشعر الزائد:

الشعرانية هي شعر الجسم المتيبس أو الداكن، وتظهر على الجسم بشكل أساسي على الوجه والصدر وأسفل البطن والفخذين والظهر عند النساء. حيث تختلف آراء الناس على نطاق واسع حول ما يعتبر مفرطاً. بينما عندما تتسبب مستويات الأندروجين المرتفعة في حدوث كثرة الشعر، فقد تظهر علامات أخرى بمرور الوقت مثل:

  • وجود صوت عميق.
  • ظهور حب الشباب.
  • صغر حجم الثدي.
  • زيادة كتلة العضلات.
  • تضخم منطقة البظر.
  • بشرة دهنية.

حيث أنه في حال وجود الشعر الخشن على الوجه أو الجسم، فيجب التحدث مع الطبيب حول خيارات العلاج. كما أنه غالباً ما يكون شعر الوجه أو الجسم الزائد من أعراض مشكلة طبية أساسية. حيث يجب مراجعة الطبيب لتقييم ما إذا كانت الإصابة على مدى بضعة أشهر من نمو حاد أو سريع للشعر على الوجه أو الجسم. في تلك الحالة يمكن مراجعة طبيب متخصص في الاضطرابات الهرمونية (اختصاصي الغدد الصماء) أو مشاكل الجلد (طبيب الأمراض الجلدية).

مضاعفات الشعر الزائد:

يمكن أن تكون كثرة الشعر محبطة عاطفياً. كما أنه قد تشعر بعض النساء بالخجل من وجود شعر غير مرغوب فيه. في حين أنه قد يصاب البعض بالاكتئاب. كما أنه على الرغم من أن كثرة الشعر لا تسبب مضاعفات جسدية، فإن السبب الكامن وراء عدم التوازن الهرموني يمكن أن يحدث. لكن في حال كانت المرأة تعاني من كثرة الشعر وعدم انتظام الدورة الشهرية، فقد تكون مصابة بمتلازمة تكيس المبايض، والتي يمكن أن تمنع الخصوبة. كما يجب على النساء اللواتي يتناولن أدوية معينة لعلاج كثرة الشعر أن يتجنبن الحمل بسبب مخاطر حدوث عيوب خلقية.

حيث لا يمكن الوقاية من كثرة الشعر بشكل عام. لكن في حال فقدان الوزن إذا كانت المرأة تعاني من زيادة الوزن قد يساعد في تقليل كثرة الشعر، خاصة إذا كانت تعاني من متلازمة تكيس المبايض.

تشخيص الشعر الزائد:


قد تساعد الاختبارات التي تقيس كمية بعض الهرمونات في الدم، بما في ذلك هرمون التستوستيرون أو الهرمونات الشبيهة بالتستوستيرون، في تحديد ما إذا كانت مستويات الأندروجين المرتفعة تسبب زيادة الشعر. كما قد يقوم الطبيب بفحص البطن وفحص الحوض للبحث عن الكتل التي قد تشير إلى وجود ورم. حيث يقوم الطبيب بالنظر في التاريخ الطبي مع التركيز بشكل خاص على الدورة الشهرية. بينما إذا كان لدى الفرد نمط منتظم من فترات الطمث، فمن المحتمل أن يكون للشعر سبب وراثي.

في حين أنه إذا كان الحيض دائماً غير منتظم، فقد يكون السبب متلازمة المبيض المتعدد الكيسات (متلازمة تكيس المبايض). بينما إذا ظهرت كل من كثرة الشعر وعدم انتظام الدورة الشهرية مؤخراً، وإذا فقدت المرأة فترات منها، فقد يقوم أخصائي الرعاية الصحية بإجراء فحوصات لحالة قد تكون أكثر خطورة، مثل ورم في المبيض أو الغدد الكظرية أو الغدة النخامية.

حيث أنه من خلال قياس مستويات هرمون التستوستيرون في الدم، يمكن للطبيب التحقق من علامات متلازمة تكيس المبايض أو أورام المبيض أو أورام الغدة الكظرية أو الأورام التي يمكن أن تحفز الغدد الكظرية. لكن في حالات الشعرانية الخفيفة، حيث لا توجد أعراض أخرى تشير إلى فرط إفراز هرمونات الأندروجين، قد لا يكون من الضروري إجراء مزيد من الاختبارات.

في حال كان من الضروري إجراء المزيد من الفحوصات، يجب أن تتوفر العديد من اختبارات الدم لاختبار النقص في هرمونات الغدة الكظرية، حيث يمكن لهذا أن يسبب فرط نمو الغدد الكظرية. في تلك الحالة يمكن أن يقوم الطبيب باختبار مستويات هرمون البرولاكتين للتحقق من وجود علامات على وجود ورم في الغدة النخامية، كما يمكنهم أيضاً فحص مستويات السكر في الدم والكوليسترول.

في حين أنه هنالك بعض الإجراءات والفحوصات التي قد تساعد أيضاً في تحديد الأورام أو الأمراض الجسدية التي قد تؤدي إلى كثرة الشعر، مثل:

  • فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ.
  • الفحص بالتصوير المقطعي المحوسب للغدد الكظرية.
  • الموجات فوق الصوتية للمبايض.

شارك المقالة: