العلاج الوظيفي والرهاب الاجتماعي

اقرأ في هذا المقال


مفهوم الرهاب الاجتماعي:

الرهاب أو الذعر أو الخوف هو حالة شديدة من الخوف الذي لا يستطيع صاحبه أن يسيطر عليه ولا يستطيع الآخرين التخفيف من حدته عن طريق طمأنة المصاب وإقناعه بأنّ الأمر غير مخيف بالشكل الذي يتصوره، حيث تكون عادةً ردة الفعل هذه من الرهبة الشديدة تجاه أمر ما غير منسجمة أو متكافئة مع ما يحدث.
عادةً يحدث هذا الأمر من الخوف والرهبة لدى الآخرين من الناس، والغالب أن يدفع هذا الخوف صاحبه دفعاً شديداً للإبتعاد عن الأمر المخيف وتجنبه مهما كان الثمن.
يُحدث هذا النوع من الإصابات صعوباتٍ عملية عند القيام بالواجبات اليومية، فالخوف والرهاب من القطط مثلاً يدفع صاحبه لتجنب الأماكن العامة، ومن الممكن أن يتعرض المريض إذا شاهد قطة ولو حتى في صورة إلى نوبة قلق حاد ونوبة ذعر شديدة.
ومن المميزات الأساسية لحالات الخوف، أن هذا النوع من الحالات لا ينحصر في شيء واحد فقط، وإنما يمكن أن يتعدى إلى غيره من الأشياء التي لها نفس العلاقة أو الشبه.

أعراض الرهاب الاجتماعي:

  • تلعثم الكلام وجفاف الريق.

  • مغص في البطن.

  • تسارع في نبضات القلب.
  • اضطراب التنفس.
  • ارتجاف الأطراف وشد العضلات.

  • تشتت الأفكار وضعف التركيز.

المصاب بالرهاب الاجتماعي يخاف من أن يُخطئ أمام الأخرين فيتعرض للنقد أو السخرية أو الاستهزاء، وهذا الخوف الشديد يؤدي إلى استشارة قوية للجهاز العصبي غير الإرادي حيث يتم إفراز هرمون يسمى أدرينالين بكميات كبيرة تفوق المعتاد، مما يؤدي إلى ظهور الأعراض البدنية على الإنسان كالخجل في المواقف العصبية، ومن أكثر المواقف التي تظهر فيها الأعراض هي إلقاء كلمة في الطابور الصباحي في المدرسة أو التحدث أمام مجموعة من الناس الذين لم يعتد الشخص عليهم ومقابلتهم شخصياً والامتحانات الشفوية.
ويتسبب الرهاب في جعل الشخص سلبياً رافضاً للمشاركة في أي من المواقفأ والمناسبات الاجتماعية، كما يمنعه من تطوير قدراته وتحسين مهاراته، حيث يؤدي إلى ضياع حقوق الفرد دون أن يشعر أو يُعلق، كما يمنعه من إقامة علاقات طبيعية مع الأشخاص، كما أنّه قد يشعر الشخص المصاب في صعوباتٍ في جميع الأمور الحياتية، مع حدوث صراع نفسي داخلي، وقد يؤدي إلى مضاعفات نفسية مثل الإنطواء والاكتئاب.
من أبرز الأعراض التي تظهر على مريض الرهاب الاجتماعي:

الخجل:

  • خجل مخالطة الآخرين: فهو ينفر من تكوين العلاقات الجديدة ويتجنب الدخول في حديث ما، كما أنّه يميل للاختلاط بالأصغر منه سناً أو أناس خجولين مثله لإحساسه بذاته بينهم.
  • خجل الحديث: فهو يفضل الصمت، وتقتصر إجاباته على نعم أو لا أو عدم المعرفة ولا ينظر إلى محدثه، يتلعثم ويفقد التركيز ويُلجلج في الحديث عند النظر إليه، لا يستطيع الدفاع عن نفسه في الحديث أو تبرير تصرفاته.
  • خجل الاجتماعات: يبتعد عن المشاركة في الاجتماعات والنشاطات الاجتماعية بكافة أشكالها، يمتنع عن المشاركة في الحديث أو وسائل الإعلام أو الحفلات أو الميكرفون.
  • خجل المظهر: مريض الرّهاب يخجل من تغيير شكله كقص الشعر، لبس ثوب ملفت للإنتباه، الظهور بملابس رسمية، ويخجل من الأكل في المطاعم والشارع أو الأماكن العامة، ويخجل من مظهره عند تعريفه بأناس جدد خصوصاً حين يختلف مستواهم الاجتماعي عنه.
  • خجل الحضور: يخجل المريض من حضور الحفلات والمناسبات الاجتماعية والاعتذار عنها أو التردد في حضورها.
  • خجل التفاعل: يخجل من التفاعل مع الكبار سواء الكبار في السن والطبقة الاجتماعية أو المركز الوظيفي مثل المعلمين والأساتذه والمدراء والرؤساء في العمل.
  • التردد: يتردد مريض الرهاب من إتخاذ قرار أو إبداء رأي، أو تعدد القرارات وإختلاف الآراء.

أسباب مرض الرهاب:

  • مشاعر النقص الناتجة عن عيب خلقي أو مرض: غالباً ما يكون الرهابي مصاب بنقص في شكل جسمه قصير جداً، طويل جداً، بدين نقص في الحواس كضعف السمع أو البصر أو عيوب النطق والكلام أو مصاب بإعاقة جسدية أو مرض له سمات واضحة على الجسد كالبهاق أو الصدفية أو خلل الغددالتناسلية.

  • مشاعر النقص الاجتماعية: المشاعر الناتجة عن النقص المادي أو المكانة الاجتماعية أو ضعف النسب.

  • أسلوب التربية: كالدلال أو التشدد في المعاملة.
  • التأخر الدراسي: يؤدي التاخر الدراسي إلى الشعور بالنقص وقد يكون سبب التأخر الدراسي ليس الإهمال وإنما خلل صعوبة التعلم أو تشتت التركيز أو ضعف القدرات العقلية.

  • عدم الشعور بالأمان وعدم تلبية الحاجات الأمنية والإحساس بالخوف أو التهديد أو الخطر بشكل مستمر.
  • نشأة الطفل في أسرة خجولة اصلاً.
  • ضعف الثقة في النفس: وهو خلل ناتج عن إنعدام الشعور بالأمن مما يسبب الجرأة والتردد في إتخاذ القرار وإنعقاد اللسان أثناء الحديث، وهو ناتج عن مشكلات تربوية واجتماعية تتمثل في:
  1. الفشل المتكرر وعدم وجود الدعم لتخطي مرارة الفشل.
  2. الاعتماد الزائد على الآخرين.
  3. التدليل الزائد.

  4. الإرهاب والسلطة الجائرة التي يفرضها الأباء.
  5. تكرار المصاعب الحياتية وتتابع المصائب التي تتحدى طاقة الإنسان فيقف عاجزاً وحائراً أمامها.
  6. تعرض الإنسان للنقد المستمر والتوبيخ ممن حوله.

دور أخصائي العلاج الوظيفي مع الرهاب الاجتماعي:

يقوم أخصائي العلاج الوظيفي بمساعدة المريض على إدراك الأمر بشكلٍ مبكر قبل أن يستصعب ويصبح مستأصلاً صعب العلاج، ومساعدته بالتدرج في مقابلة الآخرين والتحدث أمامهم بصوت مرتفع، ويمكن أن يبدأ بمجموعة صغيرة ممن يعرفهم ويحضر كلمة ويقوم بإلقائها عليهم ويكرر ذلك، ومع كل مرة يزيد من عدد مستمعيه حتى تزداد ثقته بنفسه ويصبح الأمر طبيعياً بالنسبة له، كما يمكن الاستفادة من البرامج النفسية والسلوكية لمساعدته في التغلب على الخجل.
يركز أخصائي العلاج الوظيفي على تعزيز ثقة المريض بنفسه وبقدراته، إلى جانب اعتماده على تعليمه المهارات التي تمنعه من الوقوع في الحرج في المواقف الطارئة.
مفتاح التغلب على الخجل الاجتماعي هو تحدي الأفكار الخاطئة التي تسيطر على الذهن عند التعرض للمواقف الاجتماعية، فإذا تمكن من تحدي تلك الأفكار والتغلب عليها فسوف يتصرف بطريقة طبيعية.


شارك المقالة: