العلاج الوظيفي وتحسين قدرات الحركة والقوة والتحمل

اقرأ في هذا المقال


العلاج الوظيفي وتحسين قدرات الحركة والقوة والتحمل:

افترض نموذج الأداء المهني هو أن القدرة على القيام بأدوار وأنشطة الفرد تعتمد على القدرات الأساسية للفرد، حيث أن هناك ثلاث قدرات ضرورية لأداء النشاط البدني هي نطاق الحركة والقوة والتحمل. كما يساعد المعالجون المهنيون المرضى على تحسين هذه القدرات الأساسية كوسيلة تحضيرية لتطوير المهارات ذات المستوى الأعلى اللازمة لأداء الأنشطة أو المهن اليومية.
المبادئ الميكانيكية الحيوية والفسيولوجية الأساسية المتعلقة بالحركة والقوة والتحمل هي اللبنات الأساسية التي يتم بناء علاج الخلل الوظيفي عليها. حيث تُطبَّق المبادئ على معالجة الأضرار الناجمة عن الإصابات الحادة، الوقاية من الأمراض والحالات التي تسببها الحركة المتكررة أو الصدمات التراكمية أو الميكانيكا الحيوية السيئة، وكتعويض أو التكيف مع الإعاقة المزمنة.

الجهاز العضلي الهيكلي:

فيما يلي نظرة عامة بسيطة على العناصر الميكانيكية الحيوية والفسيولوجية للجهاز العضلي الهيكلي التي تكمن وراء نطاق الحركة والقوة والتحمل. حيث يعد هذا الفهم الأساسي اللذي يمكّن المعالجين المهنيين من تحليل ووصف المهن العلاجية وممارسة الرياضة لتعزيز الوظيفة المهنية.

الجوانب الميكانيكية الحيوية:

على الرغم من أن الميكانيكا هي فرع من فروع الفيزياء التي تتعامل مع دراسة الحركة التي تنتجها القوة، فإن الميكانيكا الحيوية تتضمن أخذ هذه المبادئ وتطبيقها على هيكل ووظيفة جسم الإنسان. كما يتم تقسيم الميكانيكا الحيوية إلى أنظمة ثابتة (غير متحركة) وديناميكية (متحركة)، ويمكن تقسيم الأنظمة الديناميكية إلى مفاهيم تُوصف بأنها حركية.
يصف التحليل الحركي الحركة البشرية فيما يتعلق بموقع واتجاه الحركة وحجم وسرعة الحركة ونوع الحركة التي تحدث مثل الحركة المترجمة أو الحركة الدورانية. كما يستخدم الباحثون هذه التوصيفات الحركية الكمية لوصف فعل الإمساك بالمواصل، وتأثير زوايا الكوع في الدفع اليدوي للكرسي المتحرك وطريقة المفاصل الثلاثة لـ حركة الإبهام أثناء الأنشطة المختلفة للحياة اليومية.
علم الحركة هو وصف للحركة فيما يتعلق بالقوى التي تسبب الحركة. حيث أن القوى التي توفر الحركة أو الاستقرار هي قوى داخلية وخارجية للجسم. كما تتكون القوى الداخلية من تقلصات العضلات التي تمكننا من الانخراط في وظائفنا اليومية أو مرونة الأنسجة الهيكلية والضامة التي تمنع الحركة غير المرغوب فيها. إن الرياح التي تدفع الجسم أو احتكاك الجورب على الأرض أو وزن المطرقة التي يحملها عامل البناء، كلها أمثلة على القوى الخارجية المؤثرة على حركة الإنسان. كما أن الجاذبية هي مثال آخر على القوة الخارجية. حيث أن الجاذبية ثابتة وغير ملحوظة لمعظمنا، لكنها تؤثر على كل حركة الإنسان.
حيث إن سحب الجاذبية على أجزاء الجسم والجسم هو الذي يمنحهم الوزن ويمكن أن يمثل تحديًا للمرضى الذين فقدوا القوة للتغلّب على هذا الوزن. كما يدرس الباحثون الحركة عندما يقيسون تأثير الجاذبية أثناء نشاط الوصول والاسترجاع للأشخاص الذين يعانون من إصابات في الحبل الشوكي، حيث أنه عندما يدرسون أقصى حمل وإجهاد واستطالة للأوتار المختلفة المستخدمة في تطعيم الأوتار أو عندما ينظرون إلى القوة الواقعة على الرسغ والإبهام أثناء أنشطة فتح الجرة.
يمكن تقسيم جميع الأنشطة الهادفة تقريبًا إلى سلسلة من الحركات المنسقة، حيث يساعد فهم الأنواع المختلفة للحركة والقوى الكامنة وراء الحركة المعالجين في تصميم برامج التمرين الأكثر كفاءة وتنظيم المهنة العلاجية. فيما يلي مثال على القوة والاستقرار والحركة في الوظيفة. أثناء تناول الطعام، يمسك الشخص بكوب مملوء بمشروب ويرفعه لأخذ رشفة. حيث تتطلب هذه المهمة الاستقرار والحركة.
وفي البداية، تتعاقد عضلات الجذع وحزام الكتف (القوى الداخلية) لتوفير الاستقرار القريب، مما يسمح بالحركة البعيدة التي يتم التحكم فيها لرفع الزجاج، كما تنقبض عضلات الساعد مسببة حركة دورانية أو انثناء مفصل الكوع. عندما تحدث الحركة الدورانية، تتحرك كل نقطة على قطعة العظام (الزند ونصف القطر) عبر قوس في نفس الوقت على مسافة ثابتة من المحور (مفصل الكوع). حيث أنه لإحداث الدوران، يجب أن تتمتع عضلات الساعد بقوة كافية للتغلب على القوى الخارجية الناتجة عن الجاذبية ووزن الزجاج.

عزم الدوران:

عند تحليل الحركة، يجب على المرء أيضًا مراعاة عزم الدوران. حيث أن عزم الدوران هو ميل القوة لإنتاج دوران حول محور. ففي الحركات الدوارة، يعتمد عزم الدوران على (1) مقدار القوة المطبقة و (2) مسافة القوة من محور الحركة، والمعروف أيضًا باسم ذراع العزم. وبالتالي، من الناحية الرياضية، فإن عزم الدوران يساوي مقدار القوة مضروبًا في المسافة العمودية بين خط القوة ومحور الدوران. فيما يتعلق بمثال أخذ كوب ورفعه، فإن عزم الدوران الناتج عن العضلة ذات الرأسين عند الكوع (قوة الجهد) يساوي القوة التي يمكن أن تنتجها العضلات أضعاف المسافة بين إدخال العضلة ذات الرأسين على نصف القطر ومحور الحركة أو مفصل الكوع.
إن عزم قوة المقاومة (الزجاج والساعد واليد) يساوي قوة المقاومة (وزن الزجاج والساعد واليد) مضروبًا في المسافة بين الزجاج ومحور الحركة أو مفصل الكوع. حيث أنه لكي يثني الشخص كوعه ويأخذ رشفة، يجب أن يكون عزم دوران العضلة ذات الرأسين أكبر من عزم دوران الزجاج والساعد واليد.
يشرح مفهوم عزم الدوران أيضًا سبب تغيير موضع جسم إما بالقرب من محور الدوران أو بعيدًا عنه للجهد اللازم لإجراء الحركة، على الرغم من أن وزن الجسم يظل ثابتًا. كما يستخدم المعالجون هذا المفهوم في عدد من المواقف. يُعد تعليم المرضى رفع الأشياء بالقرب من مركز ثقل الجسم وبالتالي تقليل ذراع العزم ومقدار الضغط على الظهر والكتفين أحد الأمثلة. وبالمثل، عند مساعدة المريض على إجراء النقل بالوقوف والدوران من الكرسي المتحرك إلى السرير، يقف المعالج بالقرب من المريض حيث يدور كلاهما على المحور.
يقوم المعالج بتخفيض المريض إلى وضعية الجلوس. كما يوفر المريض عزم دوران أقل مقاومة (وزن المريض يضاعف المسافة العمودية بين المريض وظهر المعالج) عندما يكون قريبًا من المعالج. وهذا بدوره يتطلب جهدًا أقل من عضلات ظهر المعالج للرفع والحفاظ على الوضع أثناء المحور وإنزال المريض إلى جانب السرير. وبالمثل، يستخدم المعالجون هذا المفهوم لمساعدة المرضى على زيادة الإنتاجية مع تقليل الجهد المبذول. على سبيل المثال، باستخدام أدوات أطول والتي تزيد من ذراع العزم وبالتالي تزيد من كمية عزم الدوران الموضوعة على الصمولة أو البرغي. كما يُقلّل المرضى اليدويون من قوة العضلات اللازمة لقلب الأداة.

أنظمة الرافعة:

هناك طريقة أخرى لتقييم عزم الدوران في الحركة الزاوية وهي من خلال وصف الرافعات. حيث يتكون نظام الرافعة من قضيب صلب (مثل العظم) ومحور دوران (مثل المفصل) وقوتان: الجهد والمقاومة. كما أن الجهد هو القوة التي تسبب الحركة والمقاومة هي القوة التي تميل إلى منع الجسم من الحركة.


شارك المقالة: