دور العلاج الطبيعي في عملية التقييم لالتهاب الدماغ

اقرأ في هذا المقال


مثلما يعتبر التدخل الطبي مع المرضى الذين يعانون من اضطراب التهابي في الجهاز العصبي المركزي إلى حد كبير عرضيًا، وكذلك التدخل من قبل المعالجين، حيث يتطلب تصميم برنامج تدخل فردي بناءً على مشاكل المريض تقييمًا أوليًا ومستمرًا شاملاً لتحديد العيوب والقيود الوظيفية والإعاقات وملاحظة التغييرات فيها.

دور العلاج الطبيعي في عملية التقييم لالتهاب الدماغ

ينبغي النظر في عملية التقييم فيما يتعلق بكل من التقييم طويل الأجل للتغييرات الفردية والتغيرات القصيرة الأجل داخل الجلسة وبين الدورات. على سبيل المثال، سيوفر توثيق مستوى وعي المريض في اليوم الأول للتدخل نقطة انطلاق لحساب المسافة الممتدة في وقت التفريغ، ربما يكون الأمر الأكثر أهمية للنتيجة النهائية هو تحديد مستوى الوعي قبل وأثناء وبعد تقنية تدخل معينة لتحديد تأثيرها على مستوى الإثارة لدى الفرد والقدرة على التفاعل مع البيئة.

عملية التقييم هي نشاط مستمر متشابك مع التدخل، حيث يتم تسجيل الملاحظات والبيانات من العملية بشكل دوري لتحديد مسار عملية المرض ونجاح الإدارة العلاجية للمريض.

مراقبة الوضع الوظيفي الحالي

يجب تصور عملية الفحص على أنها شجرة صنع القرار التي تتطلب من المعالج أن يحدد بشكل فعال المكونات التي يجب تضمينها في الفحص التفصيلي والتي يمكن إلغاؤها أو تأجيلها. الخطوة الأولى في هذه العملية هي مراقبة الوضع الوظيفي الحالي للمريض، إذا كان المريض غير متحرك، فقد تركز الجلسة الأولية على تقييم استقرار الوظائف الفسيولوجية ومستوى الوعي والاستجابات للمدخلات الحسية وحركة المفاصل، في تحديد القدرات والمكونات الحركية التي تساهم في اختلالات الحركة مع تقييم أكثر سطحية للوظائف الفسيولوجية ومستوى الوعي.

يجب أن يكون المعالج متيقظًا لمؤشرات الحاجة إلى تقييم أكثر تفصيلاً للوظيفة الإدراكية والعقلية (على سبيل المثال، لا يمكن للمريض اتباع أوامر من خطوتين، مما يشير إلى الحاجة إلى تقييم المهارات المعرفية)، كما قد تكون بعض المكونات التي تمت مناقشتها في هذه العملية هي مهارات الفحص التي تمتلكها عادةً المهن الأخرى (على سبيل المثال، تقييم الحالة العاطفية أو النفسية). لا يُقصد من إدراج هذه العناصر الإشارة إلى وجوب إكمال المعالج للاختبار الرسمي.

يتم تضمين العناصر للإشارة إلى العوامل التي ستؤثر على تحديد الهدف للمريض والتي سيكون لها تأثير على استراتيجية التدخل. على الرغم من أن المعالج قد لا يكون عضو فريق الرعاية الصحية الذي يتحمل المسؤولية الأساسية عن تقييم هذه المناطق، إلا أنه يجب أن يتعرف على هذه المناطق كمساهمين محتملين في اختلالات الحركة.

توفر مراقبة الوضع الوظيفي الحالي للمريض للمعالج نظرة عامة أولية على أصوله وعجزه، حيث يوفر هذا الإطار الذي يمكن أن تتلاءم فيه أجزاء المعلومات من تقييم جوانب معينة من الوظيفة، كما يجب ألا يسمح المعالج بالافتراضات التي تم إجراؤها أثناء الملاحظة الأولية لتحيز الملاحظات اللاحقة.

قد يلاحظ المعالج أن المريض قادر على التدحرج من وضع الاستلقاء إلى وضع الاستلقاء للتفاعل مع الزوار في الغرفة، عندما لا يتكرر نفس النشاط على طاولة الحصيرة في منطقة العلاج، قد يستنتج المعالج، مع علمه أن المريض لديه المهارة الحركية للالتفاف، أنه غير متعاون أو غير قادر على الأداء أو يعاني من عجز في الإدراك.

قد يكون المعالج قد فشل في اعتبار أن الاختلاف بين الحالتين هو نوع سطح الدعم أو وجود أو عدم وجود قضبان جانبية، والتي ربما تكون قد مكنت المريض من التدحرج في السرير عن طريق السحب إلى وضع الاستلقاء الجانبي. من سمات مهارات الملاحظة البشرية أننا نميل إلى رؤية ما نتوقع رؤيته، كما يجب أن يحاول المعالج مراقبة السلوكيات وملاحظة دول التفسير المحتملة للانحرافات عن الحالة الطبيعية دون تحيز نتائج الملاحظات اللاحقة.

تقييم الاستجابات الفسيولوجية للأنشطة العلاجية

من المفترض أن يدخل المعالج في التفاعل الأولي مع المريض بعد مراجعة المعلومات الأساسية المتاحة، قد يزود هذا المعالج بمعلومات عن الحالة الأساسية للوظائف الفسيولوجية الحيوية للمريض، كما يجب ملاحظة أي مشاكل تحكم في هذه المناطق بشكل خاص، حتى يقرر المعالج أن الوظائف الحيوية، مثل معدل التنفس ومعدل ضربات القلب وضغط الدم، تختلف بشكل مناسب مع متطلبات عملية التدخل، يجب مراقبة هذه العوامل.

يجب أن تتضمن عملية المراقبة النظر في معدل خط الأساس والمعدل أثناء التمرين ووقت العودة إلى خط الأساس، كما يجب أيضًا ملاحظة نمط التنفس والتغيرات في هذا النمط ويمكن الإشارة إلى الاختبارات والقياسات الأخرى لحالة التهوية والتنفس والدوران في أفراد محددين، كما قد يُظهر الأفراد ذوو الحركة المحدودة أو الذين يتحكمون في المحرك في الجذع أو أولئك الذين يعانون من اختلال وظيفي في الأعصاب القحفية صعوبة في وظائف مثل إفرازات الحركة خارج الممرات الهوائية.

قد يؤدي عدم النشاط أثناء فترة التعافي المطولة إلى تكيفات القلب والأوعية الدموية التي تقلل من القدرة على التحمل وتساهم في زيادة الجهد الملحوظ أثناء الأنشطة، قد يعاني المرضى الذين يعانون من مستويات منخفضة من الوعي من اختلال وظيفي في تنظيم درجة الحرارة.

تتمثل إحدى آليات تقييم قدرة المريض على الحفاظ على درجة حرارة التماثل الساكن في مراجعة ملاحظات التمريض، كما يجب فحص الأحداث المحيطة بأي فترات من غشاء العرق، إذا لم يتم تحديد عوامل مسببة، فيجب استخدام التدخلات التي تتضمن عوامل حرارية.

تقييم المعالج  للحالة المعرفية

نظرًا لأن عملية التقييم تشمل مراحل التعافي من المرحلة الحرجة من خلال الخروج من العلاج، يتم تضمين مجموعة من الجوانب تحت تقييم الحالة المعرفية، فإن ملاحظة الحالة الوظيفية الحالية ستوجه المعالج نحو الاختبارات والمقاييس المناسبة للمكونات.

قد يؤدي التهاب السحايا الجرثومي الحاد والأشكال المختلفة من التهاب الدماغ الفيروسي إلى تغييرات في مستوى وعي المريض، حيث أن  الوعي هو حالة وعي بالذات وببيئة الفرد، يمكن تعريف الغيبوبة على أنها حالة لا يفتح فيها المرء عينيه أو يطيع الأوامر أو ينطق بكلمات يمكن تمييزها.

لا يستجيب الفرد للمحفزات الخارجية أو للاحتياجات الداخلية، يستخدم مصطلح الحالة الخضرية أحيانًا للإشارة إلى حالة الأفراد الذين يفتحون أعينهم ويعرضون استيقاظهم أثناء النوم لكنهم لا يطيعون الأوامر أو ينطقون بكلمات يمكن التعرف عليها.

تم تطوير العديد من المقاييس لتوفير إرشادات موضوعية لتقييم التغيرات في حالة الوعي، يقوم مقياس غلاسكو كوما بتقييم ثلاثة عناصر مستقلة: فتح العين والأداء الحركي والأداء اللفظي، حيث  ينتج المقياس رقمًا من 3 (أدنى) إلى 15 (أعلى) يمكن استخدامه للإشارة إلى التغيرات في حالة وعي الفرد.

يمكن للمعالج استخدام أدوات التقييم مثل مقياس غلاسكو للغيبوبة ومقياس نتائج غلاسكو التجميعي لتحديد ما إذا كان برنامج التدخل قد أدى إلى أي تغييرات قابلة للتسجيل في مستوى وعي المريض. من الناحية المثالية، ستتم مراقبة المريض الذي يعاني من انخفاض مستويات الوعي على فترات متسقة لتحديد التغييرات في الحالة، كما يمكن بعد ذلك ملاحظة أي آثار مرحلية أو متأخرة للتدخل. قد يُظهر سجل مستوى وعي المريض أيضًا نمطًا من ذروة الوعي في نقطة معينة من اليوم وقد يؤدي تحديد جلسة تدخل خلال ذروة وقت وعي المريض إلى تعظيم الاستفادة من العلاج.

يتم إجراؤه جنبًا إلى جنب مع تقييم حالة وعي المريض هو تحديد توجه الفرد تجاه الشخص والزمان والمكان والموقف. نظرًا لأنه يتم تسجيل مستوى توجيه الفرد (الموثق كأوقات موجهة ) بشكل متكرر من قبل العديد من أعضاء فريق إعادة التأهيل، فقد توفر المعلومات الواردة في المخطط الطبي رؤى حول التقلبات على مدار يوم أو أسبوع.

يعد التقييم الإجمالي لقدرة الفرد على التواصل، سواء الجوانب التعبيرية أو التقلبية للعملية، عنصرًا مهمًا في الفحص. إذا كان هناك خلل في قدرة المريض على التواصل، فيجب تقييم المريض من قبل فرد لديه خبرة في هذا المجال بحيث يمكن تطوير استراتيجيات للتعامل مع عجز الاتصال.

يتطلب تقييم القدرات الحركية للمريض الذي يعاني من عجز في التواصل تخطيطًا إبداعيًا من جانب المعالج ولكن عادةً ما يمكن إجراؤه إذا تم استخدام مهام الحركة المعممة. مع المريض الذي لا يستطيع استيعاب الأمر اللفظي بالتدحرج، يجب على المعالج استخدام شكل بديل للتواصل، مثل التوجيه اليدوي أو التوجيه، كما يمكن للمعالج أن يبني الموقف لاستنباط السلوك المطلوب من خلال الأنشطة مثل وضع المريض في وضع غير مريح أو وضع الشيء المطلوب بحيث لا يمكن الوصول إليه إلا عن طريق التدحرج.


شارك المقالة: