ما هي مرارة الفم؟
مرارة الفم: هي الشعور بطعم مر أو سيئ في الفم سواء أكان طعم معدنيًا أو كريهًا، وذلك يكون رد فعل طبيعي لتناول الأطعمة اللاذعة أو الحامضة مثل القهوة والهندباء، ومع ذلك عندما يستمر الإحساس بوجود مرارة في الطعم لفترة طويلة أو الشعور بمرارة الفم بشكل غير متوقع، فقد يشكّل هذا قلق عند الشخص الذي يعاني من هذه المشكلة.
أسباب مرارة الفم:
يحدث جفاف الفم عندما تفشل الغدد اللعابية في إنتاج الكمية الكافية من اللعاب التي يحتاجها الفم لمحاربة البكتيريا، وذلك لأن اللعاب يساعد في تقليل البكتيريا في الفم، فإنّ وجود كمية أقل من اللعاب يعني ازدياد أعداد البكتيريا وبقائها على قيد الحياة، الأشخاص المصابون بجفاف الفم قد يشعرون بإحساس لزج وجاف في الفم، ويمكن أن يحدث هذا بسبب عوامل عديدة مثل الأدوية أو الامراض الموجودة مسبقًا لدى الشخص أو تناول التبغ، لذلك يجب على الأشخاص الذين يعانون من جفاف الفم المستمر التحدث إلى الطبيب من أجل التشخيص المناسب.
2. مشاكل الأسنان:
يمكن أن تسبب نظافة الأسنان السيئة أيضًا طعمًا مرًا في الفم، وقد يسبب أيضًا زيادة في التسوس والالتهابات وأمراض اللثة أو التهاب اللثة، يمكن تجنب العديد من المشاكل التي تصيب الأسنان عن طريق الرعاية الصحية الكاملة من خلال تنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط بانتظام.
3. الحمل:
يُعّد وجود مرارة في الفم أو الإحساس بطعم معدني في الفم مشكلة شائعة تعاني منها المرأة الحامل خلال الفترة الأولى من الحمل، وخاصة أول ثلاثة أشهر، حيث تتغير الهرمونات في الجسم أثناء الحمل، وهذا الأمر له تأثير مباشر على الحواس وخاصة حاسة التذوق، حيث تكون لدى الحامل رغبة في تناول أنواع معينة من الطعام، والاشمئزاز من البعض الأخر، تلاحظ معظم النساء الحوامل أيضًا وجود طعمًا معدنيًا أو مرًا في أفواههن، وقد يكون هذا مزعجًا لكنه يزول عادة في وقت لاحق من الحمل أو بعد الولادة.
4. متلازمة الفم الحارق:
متلازمة الفم الحارق: هي حالة تسبب الإحساس بطعم حارق في الفم، وقد يختلف الشعور من شخص لآخر، لكن الكثير من الأشخاص يوصفوه بأنّه مشابه لإحساس أكل الفلفل الحار، وبالإضافة إلى ذلك الطعم قد يعاني بعض الأشخاص أيضًا من الإحساس بوجود طعم مر في أفواههم.
5. الوصول لسن اليأس:
قد تعاني النساء اللواتي وصلن لسن اليأس من انقطاع الطمث، والذي يكون سبب في وجود مشكلة مرارة الفم في أفواههن، ويعود هذا إلى انخفاض نسبة هرمون الاستروجين في الجسم، ممّا قد يؤدي إلى حدوث حالات أخرى مثل متلازمة الفم الحارق، وقد يكون أيضًا بسبب جفاف الفم المستمر.
6. داء الارتداد المعدي المريئي:
قد يكون مرض الارتداد المعدي المريئي (GERD) أو الارتجاع الحمضي مصدرًا لمذاق مر غير مرغوب فيه في الفم، يحدث هذا الارتداد عندما تضعف العضلة العاصرة الموجودة أعلى المعدة وبذلك تسمح بارتفاع الحمض للأعلى في الطعام.
7. القلاع الفموي:
غالبًا ما تتسبب عدوى الخميرة في الفم في ظهور بقع بيضاء أو بقع على اللسان أو الفم أو الحلق، والذي قد يسبب أيضًا طعمًا مرًا أو غير مستساغ وقد يستمر حتى يتم علاج العدوى.
8. التوتر والقلق:
يمكن أن تؤدي مستويات التوتر والقلق المرتفعة إلى تحفيز الاستجابة للتوتر في الجسم، مما يؤدي غالبًا إلى تغيير حاسة التذوق لدى الشخص، ويمكن أن يسبب القلق جفاف الفم، مما يؤدي إلى الإحساس بوجود طعم مر في الفم.
9. الأدوية والمكملات الغذائية عن طريق الفم:
تتسبب بعض الأدوية التي يتناولها الأشخاص أو تناول المكملات والعلاجات الطبية الإحساس بطعمًا مرًا في الفم، وقد يكون هذا بسبب مرارة الأدوية وذلك بسبب احتوائها على مواد كيميائية التي تُفرَز في اللعاب، لذلك يجب على الشخص استشارة الطبيب لمعرفة ما إذا كانت الأدوية التي يتناولها يمكن أن تسبب طعمًا مرًا. فقد تشمل الأدوية التي قد تؤدي إلى الطعم المر:
- بعض المضادات الحيوية.
- بعض أدوية القلب.
- الفيتامينات التي تحتوي على معادن مثل النحاس أو الحديد أو الزنك.
- أدوية الليثيوم.
10. الأمراض:
يمكن أن يصاحب بعض الأمراض وجود مرارة الفم بما في ذلك نزلات البرد أو التهاب الجيوب الأنفية، حيث أثناء وجود هذه الأمراض يقوم الجسم بإرسال بروتينات التهابية وذلك ليتم التقاط الخلايا الضارة، وقد تؤثر هذه البروتينات أيضًا على اللسان ومراكز التذوق في الفم، ممّا قد يجعل الشخص يشعر بوجود مرارة بشكل أكبر من المعتاد في الفم.
11. علاج السرطان:
قد يعاني الأشخاص الذين يخضعون لعلاج السرطان من وجود طعم كريه في الفم أثناء الأكل أو الشرب، حيث قد يؤدي الخضوع لكل من العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي إلى حدوث تهيّج في براعم التذوق داخل الفم لدى بعض الأشخاص، مما قد يتسبب في حدوث تغير طعم الأكل مثل الخبز أو الماء لطعم مر أو مزعج وغير مستساغ.
علاج مرارة الفم:
عادةً ما يتضمن علاج مرارة الفم، معالجة السبب الأساسي في حدوثها، حيث يمكن للطبيب تشخيص مشكلة الإصابة بمرارة الفم عن طريق سؤال المريض عن الأعراض الموجودة وأنواع الأدوية التي يتلقاها المريض، بالإضافة إلى إجراء الاختبارات، وبعد التشخيص يمكن للطبيب التوصية بالعلاجات المناسبة، وقد تساعد العلاجات المنزلية بعض الأشخاص في إيجاد راحة مؤقتة من أعراضهم أثناء فترة البحث عن حل دائم.
العلاجات المنزلية التي قد تساعد في تقليل الطعم المر في الفم تشمل:
- العناية المنتظمة بالأسنان: مثل التنظيف بالفرشاة والخيط واستخدام غسول الفم المضاد للبكتيريا.
- مضغ العلكة الخالية من السكر للحفاظ على حركة اللعاب في الفم.
- شرب الكثير من السوائل طوال اليوم.
- تجنّب عوامل خطر الإصابة بالارتجاع الحمضي، مثل تناول الأطعمة الدهنية أو الحارة، وتقليل أو التخلّص من منتجات التبغ والكحول.
- شطف الفم بملعقة صغيرة من صودا الخبز مضافة إلى كوب من الماء.
علاج مرارة الفم عند الطبيب:
يعتمد العلاج طويل الأمد عند الطبيب على السبب الأساسي لمرارة الفم، حيث يسأل الطبيب أولاً عن الأعراض التي يعاني منها المريض، ويستعرض التاريخ الطبي والأدوية التي يتناولها، ثم يجري بعد ذلك فحصًا بدنيًا، وقد يطلب الطبيب إجراء فحوصات في المختبر للتأكد من وجود أمراض تسبب مرارة الفم.
يعتمد العلاج على السبب الأساسي الذي يسبب مرارة الفم، حيث يتم علاج مرارة الفم بناءًا على المسبب الأساسي لهذه المشكلة، فعلى سبيل المثال إذا تسبب ارتداد الحمض في الإحساس بمذاق مر في الفم، فقد يوصي الطبيب المريض بتناول مضادات الحموضة المتاحة والتي تكون بوصفة طبية أو بدونها.
إذا كانت المشكلة هي داء السكري من النوع 2 فقد يصف الطبيب للمريض دواءً مثل الميتفورمين (جلوكوفاج)، حيث يقلل الميتفورمين من كمية السكر (الجلوكوز) التي ينتجها الكبد، إذا كان من المعروف أن بعض الأدوية التي تتناولها تسبب طعمًا مرًا ، فقد يكون الطبيب قادرًا على وصف شيء مختلف.
قد يحيل مقدم الرعاية الصحية المريض أيضًا إلى:
- طبيب الأسنان إذا اشتبهوا في أن الطعم المر مرتبط بمشكلة في الأسنان.
- أخصائي الغدد الصماء إذا كان مرتبطًا بمرض مثل داء السكري.
- أخصائي أمراض الروماتيزم إذا كان يعتقد أن المريض قد يكون مصابًا بمتلازمة سجوجرن.