المفاصل هي نقطة اتصال بين عظمتين أو أكثر في جسم الإنسان، تظل العظام التي تلتقي في المفصل دائمًا مفصولة بفجوة في المفصل، حيث تعتمد حركة المفصل على قوة كبسولة المفصل وبشكل خاص على شكل أسطح المفصل التي تلتقي، هذه الأسطح دائمًا مغطاة بغضروف شبيه بالزجاج، يمنع طرفي العظم من الاحتكاك ببعضهما مع كل حركة. يتراوح عدد المفاصل (250- 350) مفصل حقيقي في جسم الإنسان.
ما هي وظائف المفاصل؟
كل يوم يقوم جسم الإنسان بحركات لا تعد ولا تحصى معظمها دون تخطيط مسبق، المفاصل السليمة ضرورية لذلك، وإلا سيكون الجسم متصلبًا مثل اللوح والعضلات ستكون عديمة الفائدة، منذ الولادة تتعرض المفاصل لضغط يومي ويتعين عليها تحمل الكثير، لكن كقاعدة عامة لا يمكن ملاحظتها إلا عندما تتوقف عن العمل وتتسبب في آلام المفاصل، فيما يلي الوظائف التي تقوم بها المفاصل.
تحافظ على مرونة الجسم
- سواء كان المشي أو الجري أو السباحة لن يكون ذلك ممكنًا بدون حوالي 140 مفصلًا حقيقيًا متحركًا، تتميز المفاصل بوجود فجوة مشتركة، يساعد الغضروف والسائل الزلالي أيضًا المفاصل على العمل كالساعة الانحناء أو الدوران أو الإمالة، حيث يختلف نوع الحركة بشكل كبير حسب شكل المفصل.
- ومع ذلك فإن شكل أسطح المفاصل هو عامل واحد فقط في الاتجاه الذي يمكن فيه تحريك المفصل، بالإضافة إلى ذلك يعتمد نطاق الحركة أيضًا على الأنسجة الرخوة والأربطة والعضلات، تلعب العوامل الخارجية دورًا مهماً أيضًا مثل العمر ومستوى اللياقة البدنية أثناء التمارين الرياضية.
توفير الدعم للجسم
- تربط المفاصل عظام الهيكل العظمي ببعضها البعض وبالتالي توفر الدعم للجهاز العضلي الهيكلي بأكمله، كلما زاد الاستقرار قل تنقل وحركة المفصل والعكس صحيح، في الوقت نفسه يعد الاستقرار الكافي مهمًا لنقل الطاقة والذي يعد بدوره شرطًا أساسيًا للحركة، يحصل المفصل على دعم إضافي من الاستقرار النشط والعضلات والأوتار، والتثبيت السلبي من الأربطة ومحفظة المفصل.
- عادة ما يكمل النوعان مكمل بعضهما البعض، في حالة فقدان الاستقرار النشط على سبيل المثال بسبب ضعف العضلات أو إصابة الأربطة، يكون الشكل السلبي أكثر ظهوراً، إذا فشل الجهاز الهيكلي العضلي بشكل دائم، فإن هذا يثقل كاهل الاستقرار السلبي البحت عن طريق ثبات الأربطة، والنتيجة يصبح المفصل غير مستقر.
تعمل كممتص للصدمات
- تعمل المفاصل على تخفيف الحركات المفاجئة والقوية وبالتالي حماية العظام من التلف، كما أن السائل الزلالي والغضروف المفصلي مهمان بشكل خاص لهذه الخاصية للمفاصل، حيث يكونان في نهايات العظام ويمتصان الصدمات الصعبة وأحمال النقاط ويوزعان الضغط على العظام.
تعزيز وظيفة الجسم
تقوم مفاصل الجسم بدور مهم جداً وهو تقوية العضلات وبالتالي استقرار المفاصل وهو أمر ضروري، خاصة للرياضيين، لأن العواقب المتكررة للإصابات الرياضية هي تلف الأربطة مثل تمدد الأربطة أو تمزقها، لذلك فإن تقوية الجهاز العضلي الهيكلي للوقاية من الإصابات المختلفة أمر ضروري، خاصة في الرياضات عالية الخطورة.
تساعد النصائح التالية في الحفاظ على مفاصل الجسم بشكل صحي لفترة طويلة وحماية الجسم من الإصابات:
- الحرص الدائم على الإحماء بشكل كافٍ قبل التمرين.
- ارتدِاء أحذية قوية وطبية وقابلة لامتصاص الصدمات.
- استخدام الأسلوب الصحي الصحيح عند أداء التمارين.
- إزالة العوائق أو الأشياء من منطقة التدريب أو العمل الخاصة بالشخص.
- دعم حركة المفاصل بتمارين الإطالة.
بالإضافة إلى ذلك يساعد أسلوب الحياة الصحيح في الحفاظ على وظيفة المفاصل الصحي وهذا يشمل:
- الحفاظ على الحركة اللطيفة المستمرة: قم ببنائها بشكل كافٍ في الحياة اليومية.
- الحفاظ على الوزن الصحي: إنقاص الوزن الزائد يريح المفاصل.
- التغذية الصحية المناسبة: الخضار والفواكه والمكسرات والحبوب الكاملة توفر العناصر الغذائية القيمة الضرورية لصحة وسلامة مفاصل الجسم، تفضل أيضًا منتجات الألبان الخالية من الدهون ونادرًا ما تكون اللحوم مناسبة للمفاصل، من ناحية أخرى يمكن أن تحتوي أسماك البحر في بعض الأحيان على نسبة عالية من الدهون المهمة لبناء وقوة المفاصل (مثل الماكريل والرنجة والتونة).
أنواع المفاصل في الجسم
- غير متحرك (Synarthroses): هذه مفاصل ثابتة أو ليفية. يتم تعريفها على أنها عظمتان أو أكثر على اتصال وثيق وليس لها حركة. مثال على ذلك عظام الجمجمة. تُعرف المفاصل غير المنقولة بين ألواح الجمجمة بالخيوط الجراحية.
- متحرك قليلاً (Amphiarthroses): تُعرف هذه المفاصل ، المعروفة أيضًا باسم المفاصل الغضروفية ، على أنها عظمتان أو أكثر متماسكتان بشدة معًا بحيث لا يمكن أن تحدث سوى حركة محدودة. فقرات العمود الفقري هي أمثلة جيدة.
- متحرك بحرية (Diarthroses): تُعرف هذه المفاصل أيضًا باسم المفاصل الزليليّة ، وتحتوي على سائل زليلي يمكّن جميع أجزاء المفصل من التحرك بسلاسة ضد بعضها البعض. هذه هي أكثر المفاصل انتشارًا في جسمك. تشمل الأمثلة مفاصل مثل الركبة والكتف.
مكونات المفاصل السليمة
يتكون المفصل السليم من الوحدات التالية:
- سطح المفصل: ويكون مغطى بالغضروف، ويكون سطح المفصل السليم مستدير إلى حد ما ومغطى بطبقة ناعمة من الغضروف بحيث لا تحتك المفاصل والعظام ببعضها البعض، يضمن الغضروف أيضًا التوزيع الضروري للضغط على العظم الأساسي، هذا مهم بشكل خاص للمفاصل التي تتعرض لوزن ثقيل، مثل مفصل الركبة أو مفصل الورك.
- فجوة المفصل: في المفاصل السليمة توجد فجوة رقيقة بين سطحي المفصل، هذه الفجوة تكون مملوءة بالسائل الزلالي، حيث يعمل هذا السائل الزلالي على تقليل الاحتكاك بين أسطح المفاصل.
- كبسولة المفصل: تفصل هذه الكبسولة المفصل عن الخارج وتكون محكمة الإغلاق وتشكل تجويفًا مشتركًا، تتكون كبسولة المفصل أيضاً من طبقة داخلية وخارجية، تحتوي الطبقة الداخلية على أوعية دموية وأنسجة دهنية وأعصاب، هذا هو المكان الذي يتم فيه إنتاج السائل الزلالي، تتكون الطبقة الخارجية من كبسولة المفصل من ألياف كولاجين ثابتة وتضمن تماسك المفصل.
- الأربطة: توجد أيضًا في الطبقة الخارجية من كبسولة المفصل أربطة تعمل على تعزيز الكبسولة، فهي تحدد النطاق المحتمل لحركة المفصل وتقوم بتثبيته، إذا تم الإفراط في استخدام الرباط فقد يتمزق ويكون التمزق جزئياً أو كلياً.
- الهياكل الأخرى: في بعض المفاصل توجد هياكل أخرى في تجويف المفصل، مثل الغضروف المفصلي والأقراص الوسيطة المصنوعة من الغضروف والأربطة الصليبية في الركبة.
- مادة شحم المفصل: تعمل المفاصل بشكل أساسي مثل المفصلات، والتي يجب أن تكون مشحمة بشكل جيد لتعمل بشكل صحيح، تعمل زيوت التشحيم المسماة السائل الزلالي هذا المطلب، يتم إنتاج السائل الزلالي بواسطة خلايا غشاء المفصل، ويضمن الأداء السلس للمفصل ويعمل كممتص للصدمات عن طريق توزيع الضغط، السائل الزلالي هو سائل شديد اللزوجة وغني بحمض الهيالورونيك ومماثل في تركيبه لمصل الدم.
وأخيرا وفي نهاية المقال يمكننا القول أنه نظرًا لأن نسيج الغضروف في المفصل لا يحتوي على أوعية دموية، فإنه يعتمد على الإمداد الخارجي بالعناصر الغذائية، السائل الزلالي مسؤول أيضًا عن ذلك فهو يغذي الغضروف، إذا تم تحريك المفاصل يمكن أن يحدث تبادل العناصر الغذائية بين الغشاء الزلالي والغضروف بشكل أفضل، وبالتالي فإن الحركة تضمن تبادل أفضل للمواد في المفاصل وهنا تكون عملية تغذية المفاصل تتم على أفضل وجه.
