آثار الابتزاز العاطفي على الصحة النفسية

اقرأ في هذا المقال


الابتزاز العاطفي وأسبابه

الابتزاز العاطفي هو نوع من الاعتداءات النفسية يتعرض له الفرد على يد شخص آخر، ويتمثل في استغلال العواطف والمشاعر الشخصية للضحية بهدف التحكم بها وتركها عاجزة ومرهقة نفسياً، قد يشمل الابتزاز العاطفي تهديدات مبطنة، انتقادات مستمرة، عدم إظهار الدعم والحب، إلحاح الشعور بالذنب، الحبس العاطفي وعدم إبداء التفاهم والتعاطف.

تتراوح أسباب الابتزاز العاطفي من الأسباب الشخصية للشخص المعتدي، مثل التحكم والسيطرة العاطفية، إلى الأسباب الاجتماعية والثقافية المرتبطة بنمط العلاقات العاطفية السامة والمعتمدة على العنف النفسي.

آثار الابتزاز العاطفي على الصحة النفسية للضحية

الابتزاز العاطفي يتسبب في آثار سلبية عميقة على الصحة النفسية للضحية، ومن بين هذه الآثار:

أ. انخفاض التقدير الذاتي: يعاني الضحية من انخفاض في ثقتها بذاتها وتقديرها الذاتي بسبب الدعوات المستمرة لقلة قدراتها والانتقادات السلبية الموجهة إليها من قِبَل المعتدي.

ب. اضطرابات القلق والاكتئاب: يعيش الضحية حالة من القلق المستمر والاكتئاب نتيجة الضغط النفسي الذي تسببه العلاقة العاطفية الضارة.

ج. العزلة الاجتماعية: يمكن أن يتجنب الضحية التواصل مع الآخرين والانعزال اجتماعيًا تحت تأثير العاطفة المسيطرة للشريك المعتدي.

د. صعوبات في العلاقات الشخصية: تتأثر الضحية بقدرتها على التعامل مع الآخرين وتكوين علاقات صحية ومستدامة بسبب تجربتها السلبية السابقة.

هـ. آثار جسدية: قد تنعكس الضغوط النفسية في آثار جسدية مثل الصداع المستمر، آلام البطن، والأمراض المرتبطة بضعف جهاز المناعة.

استعادة الصحة النفسية للضحية

مع أهمية التعامل مع آثار الابتزاز العاطفي، هناك خطوات يمكن أن تساعد الضحية على استعادة صحتها النفسية:

أ. التوعية والاعتراف: يجب أن تدرك الضحية أنها تعاني من نوع من الاعتداء النفسي وأن الحالة تستدعي التدخل والتغيير.

ب. البحث عن الدعم: يمكن للضحية أن تبحث عن دعم من الأصدقاء والعائلة والمختصين في الصحة النفسية لمساعدتها على التغلب على الآثار النفسية السلبية.

ج. تحديد حدود واضحة: يجب على الضحية أن تحدد حدودًا صارمة لحماية نفسها من الاعتداء العاطفي المستقبلي.

د. التفكير الإيجابي والاعتزاز بالذات: يمكن أن تساعد ممارسة التفكير الإيجابي وتعزيز الاعتزاز بالذات على تعزيز الصحة النفسية وبناء مقاومة نفسية للتعامل مع المواقف الصعبة.

هـ. الاستعانة بالمحترفين: قد تحتاج الحالات الأكثر تعقيدًا إلى المساعدة المهنية، ومن المهم أن يبحث الضحية عن المساعدة من خلال الاستشارة مع أخصائي نفسي أو معالج نفسي متخصص في العنف النفسي والاعتداء العاطفي، يمكن أن يساعد هؤلاء المحترفين الضحية في فهم تجربتها ومساعدتها على التغلب على التحديات النفسية التي تواجهها.

وفي النهاية يجب أن يدرك الضحية أن الابتزاز العاطفي ليس مقبولًا وأنها تستحق أن تعيش حياة صحية وسعيدة دون تعرضها لأي أشكال من أشكال العنف النفسي، من المهم عليها أن تتحدى السيطرة العاطفية وتسعى للتحرر من العلاقة السامة والتوجه نحو بناء علاقات صحية ومستدامة مستقبلًا.


شارك المقالة: