أساسيات لغة الجسد

اقرأ في هذا المقال


من الحقائق التي لا يمكننا الحياد عنها معرفتنا الجازمة أننا أشخاص لنا خصوصيتنا؛ أي لا نحبّ أن يعتدى أحد على حدودنا الشخصية، فالإنسان لا يشعر فقط بالإنزعاج أو حتى ببعض التهديد إذا اقترب منه شخص آخر بصورة مبالغ فيها، بل يشعر أيضاً وكأن هذا الشخص قد اقتحم خصوصيته وتعدى على حدوده، وتنتابنا هذه المشاعر حتى في المواقف العادية البسيطة، كأن نجلس في مكانٍ ما لقراءة الجريدة ثم نتفاجئ بشخص آخر يقوم بالجلوس إلى جانبنا ويحاول زعزعة جلستنا بطريقة غير مناسبة، حيث سنشعر وقتها بعدم الراحة والتهديد المباشر لراحتنا النفسية والعقلية.

تأثير الخصوصية على لغة الجسد:

يجعل بعض الخبراء من موضوع الخصوصية أمراً شديد التعقيد؛ مستخدمين في تناولهم إياه الكثير من أدوات الشرط والاستدراك، ولكن لا بدّ من تناول الموضوع بصورة مباشرة تجعل علينا من السهل تذكّره، لذا علينا أن نتخيّل أن كلّ إنسان يمشي في إطار يتكوّن من دوائر ثلاث غير مرئية، بحيث تشكّل كلّ دائرة نقترب أو نبتعد عنها في حال حديثنا مع شخص آخر دلالة على لغة الجسد.

لعبة الدوائر ودورها في معرفة الحدود الشخصية:

لقد كتب المتخصصون في علم دراسة الإنسان الكثير من المقالات والأبحاث حول هذا الموضوع الخاص بالتعدّي على الحدود الشخصية، فهناك بعض الشكّ في الاستجابات وردود الأفعال التي يأتي بها الأشخاص تجاه التعدّي على حدودهم الشخصية، إنما هي أمور متأصلة في أنفسنا وراسخة في معتقداتنا.

على الرغم من قدرة البعض في التحكم في هذه الاستجابات وردود الأفعال بشكل جزئي، فإنهم لا يستطيعون إخفائها بشكل تام، وخصوصاً في مجال العمل بوجه خاص، إذ علينا أن ننتبه إلى هذه الأمور، ﻷننا عندما نقابل أشخاصاً آخرين ﻷول مرّة، لن نستطيع معرفة مدى انزعاجهم عند شعورهم بأي تعدٍ على حدودهم الشخصية ولو بطريقة غير مقصودة.

الدائرة الخارجية ودلالتها على لغة الجسد:

يبلغ قطر الدائرة الخارجية حوالي مترين، وهي تشير إلى المسافة الفاصلة بين زملاء العمل، أما المساحة الفاصلة بين الدائرة الخارجية والوسطى، فهي المساحة التي تسمح بتعامل الآخرين معنا بصورة مريحة لجميع الأطراف.

الدائرة الوسطى ودلالتها على لغة الجسد:

تبلغ المسافة الفاصلة بين الدائرة الوسطى والداخلية حوالي من ثلاثين سم إلى متر وخمس وعشرين سم، تمثّل هذه المسافة حدود المنطقة الاجتماعية التي نستخدمها عند التعامل مع من نعرفهم بصورة مسبقة ونثق بهم.

الدائرة الداخلية ودلالتها على لغة الجسد:

يبلغ قطر الدائرة الداخلية حوالي ثلاثين إلى ستين سم على الأقل، ويمثّل هذا القطر حدود المنطقة الشخصية التي تفصل بيننا وبين أفراد أسرنا وأحبائنا عند الوقوف.

المصدر: ما يقوله كل جسد، جونافارو، 2010.لغة الجسد النفسية، جوزيف ميسينجر.لغة الجسد، بيتر كلينتون، 2010.لغة الجسد في القرآن الكريم، الدكتور عودة عبدالله.


شارك المقالة: