اقرأ في هذا المقال
- المستويات الثلاثة في شخصية الإنسان
- أساليب نظرية التحليل التبادلي
- نقد نظرية التحليل التبادلي
- المميزات الخاصة لنظرية التحليل التبادلي
إنّ أريك بيرن هو مؤسِّس نظرية التحليل التفاعلي، تجدر الإشارة إلى أنّه عمل في الأصل بنظرية التحليل النفسي ومع وقائع إكلينيكية كثيرة، وفق منهجها في تحليل المستدعيات، ساعدته هذه الوقائع على صياغة نظريّته في التحليل التفاعلي (التبادلي).
تتلخَّص نظرية أيريك بيرن في القول بأنّ الفعل التبادلي (التفاعلي)، ينقسم إلى مثير واستجابة، تلك الاستجابة تتحول مرَّة أخرى إلى مثير يتطلب بدوره استجابة أخرى، لقد لاحظ بيرن أنّ الطبيعة التعددية للإنسان تحوي في داخلها ثلاثة شخصيات في ذات واحدة بما يؤدِّي إلى أن يلعب الإنسان ثلاثة أدوار متسقة مع هذه الشخصيات بالتناوب وربما معاً في آن واحد.
المستويات الثلاثة في شخصية الإنسان
اعتبر بيرن أنَّ الشخصية الإنسانية تتكون من هذه المستويات أو الرقائق المتفاعلة، بناء على ملاحظاته الإكلينيكية المتعددة والمتجمعة من تلك الحالات التي عالجها تحليلياُ، فضلاً عن ذلك فهو يقرِّر أن هذه المستويات الثلاث في الشخصية لا تمثِّل ثلاثة أدوار أو وظائف منفصلة فقط، كما هو الحال بالنسبة (للهو والأنا والأنا الأعلى) في نظرية فرويد، إنَّما هي وقائع سيكولوجية أو حقائق ظاهراتية:
- الوالدية Parent.
- الراشد Adult.
- الطفل Child.
أساليب نظرية التحليل التبادلي
- التعاقد: يعرّف التعاقد بأنَّه اتفاق بين طرفين، يحدد الأهداف والمراحل والمواقف الإرشادية.
- التساؤل: يستخدم التساؤل لتوثيق بعض النقاط الهامَّة، ينبغي استخدامه عندما يكون المرشد واثقاً من أنَّ حالة الأنا الراشد لدى المسترشد ستستجيب لذلك.
- التحديد: يستخدم التحديد لتثبيت بعض الأشياء في ذهن المسترشد، من خلال عكس ما قاله، تستخدم لحمايته من إنكار ذلك.
- المواجهة: تشير المواجهة إلى عدم الاتساق والتوافق بين سلوك المسترشد وألفاظه.
- التفسير: يستخدم التفسير لتقوية حالة الأنا الراشد، تخليصها أيضاً من التشويش وإعادة توجيهها.
- البلورة: تقرير عن موقف المسترشد، صادرة من حالة الأنا الراشد للمرشد، إلى حالة الأنا الراشد للمسترشد، في الواقع إنَّها تقول للمسترشد أنّ بإمكانه أن يوقف الألعاب وأن يكون طبيعياً في أدائه إذا أراد ذلك.
- دراما مثلث كاربمان: حيث يلعب الأفراد جميع الأدوار (المضطهد، الضحية، المنقذ).
ويرى بيرن أن هناك ثلاث شعارات يجب على المرشد أن يرفعها:
- أن لا يلحق أيّ ضرر بالمسترشد، أن يكون التدخُّل فقط عندما يكون ضرورياً وبالقدر اللازم.
- الكائن لديه حافز داخلي يدفعه إلى الصحَّة، تكون وظيفة المرشد والمعالج إزالة الحواجز والعوائق.
- المعالج يعالج مريضه، ولكنَّ الله هو الذي يشفي المريض، على المعالج أن يقدم أفضل علاج ممكن وأن يتجنب الأضرار أو إيذاء المريض.
نقد نظرية التحليل التبادلي
- البساطة وخطورة سرعة الانتشار وسوء الاستعمال: تبدو هذه النظرية شديدة البساطة برغم عمقها المتناهي، يلام إريك بيرن في ذلك جزئياً، فقد لجأ إلى مخاطبة الشخص العادي مباشرة أكثر من المحافل العلمية.
- شرعية التعدد وتسهيل الانشطار: على ذلك فقد أساء استعمالها العامَّة، حتى كاد التعدد يعفي الشخص من مسؤوليته؛ نتيجةً لأنَّ حالة الذَّات هي التي فعلت ذلك وليس أنا، بالتالي فإنَّ أفعال الإرادة والتكامل في الشخص، لم تعد واضحة في أذهان التبريريين ممّا يفتح الأبواب لنوع من التلاعب القدري بشكل أو بآخر.
- العلاج اللفظي التعليمي: اتجه إريك بيرن في تطبيقه لهذه النظرية إلى طريقة المدرِّس، معتمداً على التفسير على السبورة وشرح التفاعلات، حتى انقلبت المسألة إلى فصل للتدريس وليس بصيرة للمواجهة.
- ترجيح أحد الذوات على غيرها: قد يبدو للدارس السطحي أو الممارس المبتدئ أنَّ الذات الطفلية أولى بالتدريب والرِّعاية في المجال العلاجي، ممّا قد يشجع النكوص دون التكيُّف مع خطورة إنتاج أنواع محورة من اضطرابات الشخصية؛ باعتبارها شخصيات متكاملة.
المميزات الخاصة لنظرية التحليل التبادلي
هذه النظرية تمثِّل المباشرة والبساطة وسهولة التطبيق وبساطة التدريب، من خلال مفاهيمها، في الوقت الذي حددت فيه تركيب الشخصية بشكل معين في حالات السواد، فإنَّها أشارت إلى تشريحات ممكنة وآنية تجاه كل مرض من الأمراض.
أسهمت في إعطاء مفاتيح تشخيصية لحالات الأنا، إذ تظهر في المجال السلوكي، وجَّهت الممارسين إلى ضرورة تدريب الحدس الإكلينيكي، الذي يكمل التشخيص السلوكي، كأنّها بذلك قد أعطت بعد تشخيصي تركيبي يكمل التشخيص التقسيمي الشائع إلى زُملات مرضية معينة.
هذا البعد التشخيصي له فائدة علاجية مباشرة في مجال عملية العلاج النفسي، كذلك في مجال العلاج العضوي حيث بدأت المحاولات لفهم العلاجات العضوية، باعتبارها فاعلة على مستويات انتقائية مختلفة، ممّا قد يسهل مهمّة المعالج النفسي في إنارة هذا المستوى (حالة الأنا) وتثبيط ذلك.