التخريب الذاتي هو المصطلح الذي يُطلق عندما يفعل الشخص شيئًا يعيق تقدمه وأحلامه وأهدافه، فالشخص يواجه العديد من العقبات في الحياة، ولكن لن يكون أي منها ضارًا مثل تلك التي يصنعها الشخص لنفسه.
أسباب التخريب الذاتي
يحدث التخريب الذاتي عندما يتعارض العقل الواعي المنطقي مع العقل الباطن، يُعرف العقل الباطن بأنه مضاد الذات، ذلك الصوت الداخلي النقدي، الذي يعيق الشخص ويقوض جهوده ونواياه الحسنة.
عندما ينخرط الشخص في تخريب ذاتي، فإنه يخلق صراعًا داخليًا، من ناحية أخرى، يقول الشخص أنه يريد اكتشاف هدفه والعيش فيه، من ناحية أخرى، يقوم بأشياء تمنعه من ذلك.
الحيلة هنا هي أن الشخص قد لا يكون على دراية بهذا الصراع، وفقًا لعالم النفس والكاتب نيك ويغنال، تقع سلوكيات التخريب الذاتي في إحدى هاتين المجموعتين:
1- واعي التخريب الذاتي، هذه هي الأفعال التي يعرف الشخص أنها تعيق أهدافه لكنه يشارك فيها على أي حال، على سبيل المثال، يقضي الشخص وقتًا طويلاً في مشاهدة البرامج التلفزيونية، على الرغم من أنه يريد العمل على تنظيم وقته.
والتخريب الذاتي اللاواعي هذا الشكل من التخريب الذاتي أكثر دقة، الشخص يفعل ذلك دون أن يدرك كيف يقوضه، على سبيل المثال يمكنك الانسحاب من علاقة بمجرد ظهور مشاكل بسيطة، على الرغم من أن الشخص يريد علاقة أعمق مع هذا الشخص.
عادة ما تقع سلوكيات التخريب الذاتي التي تعمي الشخص عن تحقيق هدفه في فئة للاوعي، إنها أنماط قام الشخص بتطويرها في الماضي للتعامل مع الشدائد، ربما كانت آليات تكيف صالحة منذ سنوات، لكنها لم تعد مفيدة اليوم.
وتتضمن بعض الأسباب الأكثر شيوعًا وراء تخريب الذات (سواء أكان ذلك بوعي أم لا) ما يلي:
1- حماية الذات من الانزعاج، عندما يعتقد الشخص أن المشاعر الصعبة يمكن أن تدمره، فإنه يتخذ إجراءات لتجنب تلك المشاعر بأي ثمن.
2- صورة ذاتية سيئة، إذا كان الشخص يقول لنفسه باستمرار أنه لا يستحق، أو لست جيدًا بما يكفي، فهو عرضة لاتخاذ الإجراءات التي تدعم تلك الصورة.
3- الخوف من الفشل أو النجاح، يمثل كل من الفشل والنجاح تهديدًا للوضع الراهن وهوية الشخص الحالية، إذا كان يخشى التغيير فقد يوجه عقلك الباطن سلوكه لحمايته من هذا التغيير.
4- الرغبة في السيطرة، اكتشاف الشخص هدفه قد يجلب الكثير من الأشياء المجهولة لحياته، يمكن للشخص الانخراط في التخريب الذاتي ببساطة لتجنب فقدان السيطرة، بالنسبة للعديد من الناس، من الأفضل أن يتحكم في فشله بدلاً من أن يصطدم به. يرى بعض الناس في التخريب الذاتي بديلاً أكثر كرامة للخروج عن نطاق السيطرة؛ بالنسبة للشخص يكون لديه فكرة بأن أفضل السيطرة على فشلي، على أن يسيطر علي الفشل.
5- الأنماط التي تم تعلمها الشخص في الطفولة، من الحقائق المعروفة أن الأنماط التي تشكلت في علاقات الشخص المبكرة ستكرر نفسها بالتأكيد طوال الحياة.
6- تقدير الذات، يشعر بعض الناس أنهم لا يستحقون أن يكونوا ناجحين، يمكن أن يحدث أن يعمل الشخص بجهد كبير وعندما يكون على وشك تحقيق النجاح يعيق نفسه.
7- الألفة، يختار الناس ما يعرفونه، قد يبدو الأمر غريبًا، ولكن قد يحدث أن الشخص الذي اعتاد على الإهمال، والإساءة، والتجاهل والرفض، يجد أنه من المريح بشكل غريب أن يكون في هذا الوضع، ويخشى أن يفعل شيئًا لتغيير حياته، يمكن أن يكون هذا سببًا لأن الشخص يجد أنه في علاقة مسيئة يبقى، أو يستمر في العودة إلى تلك العلاقة؛ فيعتقد هذا الشخص بأنه الشخص السيء الذي تعرفه أفضل من الشخص السيء الذي لا تعرفه.
في النهاية يمكن القول بأن التخريب الذاتي هو أي عمل يعيق تحقيق أهداف الشخص، هناك الملايين من الطرق التي يمكن الشخص من خلالها تخريب الذات، ومن أكثر الطرق شيوعًا التسويف، والتداوي الذاتي عن طريق تعاطي المخدرات أو الكحول، والأكل المجهد والصراع بين الأشخاص.
أو ربما يشعر الشخص بالتوتر والقلق عندما يحاول تحقيق شيء مهم هذا بدوره، قد يجعله يشعر بمزيد من الإحباط والغضب من نفسه، هذه المشاعر تحرر الشخص وتمنعه من فعل ما عليه القيام به. ومهما كانت السلوكيات التي يخبرها الشخص، فمن الضروري أن يتغلب عليها إذا كان يريد الاستفادة القصوى من حياته العملية والعلمية.