أسباب القلق عند المراهقين

اقرأ في هذا المقال


إنّ القلق لدى المراهقين أمرٌ صعب، يُواجهه العديدَ من المُراهقين في هذه الأيام، حيث إنّ القلق النّفسي الذي يُعاني منه الإنسان في فترة المُراهقة يجعلُه يشعُر بصُعوبة واضِحة مع كل ما حوله، فهُو لا يستطيع الإِفصاح عمّا يُعاني منه، لا يستطيع أن يشرح شُعوره، لا يُمكنه أن يُوضِّح أنّه يشعُر بالقلق والخوف تِجاه أمرٍ ما.

ما هو تعريف القلق

هو حالة نفسية وفسيولوجيّة تتركّب من تضافُر عناصر إدراكيّة وجسديّة وسلوكيّة، ذلك لخلق شُعور غير جيد يرتبط عادة بعدم الارتياح والخوف أو التردد.
هو الشُّعور غير السار يكون مصحُوب بالخوف والجزع من أحداث متوقّعة، مثل الخوف من الموت، إذ يشعر الشّخص بالخوف والهلع عندما يُفكِّر في موته أو كيف سيموت.
هو حالةٌ نفسيّةٌ تظهر على شكل توتّر بشكل مُستمر نتيجة شُعور الفرد بوجود خطر يهدّده، هذا الخطر قد يكون موجوداً فعلاً أو يكون من وحي خياله لا وجود له في الواقع.

أعراض القلق عند المراهقين

تخلتف أَعراض القلق والتوتّر النفسيّة والجسديّة من شخص لآخر، ذلك حسب شخصيّة الإنسان نفسه، مدى قابليّته للتأثر بالمشاكل، السيطرة على شعوره وردة فعله.

  • عدم القدرة على التركيز.
  • الشعور بالصداع. الشعور بالتوتر والخوف خاصة في المواقف الاجتماعيّة.
  • عدم القدرة على النوم والشعور بالأرق.
  • البقاء عصبيّاً طوال الوقت والشعور بغضب غير مبرّر.
  • ألم وحرقة في المعدة، اضطرابات معويّة مختلفة.
  • مشكلات في التنفّس.
  • سرعة في ضربات القلب.
  • الشعور بالدوار والدوخة.
  • التعب والارهاق.
  • الشعور بالموت الوشيك وقرب نهاية الحياة.

أسباب قلق المراهق

  • فقدان الشعور بالأمن: يُمثّل عدم الشعور الداخليّ بالأمن سبباً رئيسياً للقلق؛ ينتج القلق المُزمن نتيجة لانعدام الشُّعور بالأمن، الشُّكوك حول الذات، فقدان الشعور الداخليّ بالأمن.
  • عدم الثبات: إنّ تقلّب الآباء والمُدرّسين في التعامُل مع الطّفل، يؤدّي إلى حالة من التشُّوّش والقلق لدى الطفل، فتُصبح الحياة بالنّسبة له سلسلة من الحُوادث المُخيفة التي لا يمكن التنبُؤ بها.
  • الكمال الزائد: إنَّ توقُّع الرّاشدين للكمال، يؤدّي إلى ظُهور استجابات القلق لدى الكثير من الأطفال، مع أنّ بعض الأطفال مُرتفعي التّحصيل الدراسي أو لامُباليين مُمكن أن يتجنّبوا حالة القلق النّاضجة، ذلك عن طريق الابتعاد عن مُستوى توقّعات الكبار، إذ نجد أنَّ بعضهم الآخر يُطوِّر حالة الاضطِراب والتوتّر لديه نتيجة لعدم الوُصول إلى مُستوى التوقّعات.
  • الإهمال: يؤدِّي اختفاء الحدود الواضحة وإهمال الأطفال، لشُعورهم بعدم الأمن وكأنَّهم مهجُورون ضائعون.
  • النقد: يُؤدّي النقد الزّائد إلى حالة من الاضطِراب والتوتُّر لدى الطّفل؛ إذ يشعُر بالشّك في ذاته، يتوقّع أن يكون موضِع النقد، في هذه الحالة إنّ أيّ مُواجهة أو كشف للذّات يُمكن أن يُؤدّي إلى شُعور شديد بالقلق، خاصّةً عندما يعرف الأطفال أنَّهم سوف يكُونون موضِع تقييم أو حُكم بطريقة معينة.
  • الثقة الزائدة من قبل الراشدين: يقوم بعض الراشدين بائتمان الأطفال على أسرارهم مُفترضين أنّهم يمتلكون نُضح الكِبار، تحميل الأطفال أعباء كهذه قبل الأوان يُولِّد لديهم القلق.
  • الشعور بالذنب: ممكن أن يتطوُّر الشُّعور بالقلق لدى الأطفال، ذلك نتيجة اعتقادهم بأنّهم قد تصرّفوا على نحو سيئ، تتعقّد وتكبر المشكلة عندما يتبلور لدى الطّفل إحساس عام بأنّه لا يتصرَّف بالطّريقة الصحيحة، بالتالي يشعر بالذّنب بسبب انخفاض فاعليته.
  • تقليد الوالدين: غالباً عندما يَكون الأهل قلقين عادة ما يكون أبناءهم قلقين؛ حيث يتعلَّم الأطفال القلق، يرون الخطر في كلّ ما يحيط بهم.
  • الإحباط المستمرّ: حيث يؤدّي الإحباط النفسي بشكل مستمر إلى مشاعر القلق والغضب.
  • الأذى والضرر الجسديّ: إنّ بعض الأشخاص في مواقف مُعيّنة يمروا بها تسيطر عليهم فكرة الإصابة ببعض الأمراض.
  • الاستعداد النفسيّ.
  • الضعف النفسيّ العام.

  • مواقف الحياة الضاغطة: إنّ الضُّغوط الحضاريّة والثقافيّة الناجِمة عن التغيُّرات المُتسارعة في عصر العولمة تسبّب ضغط نفسي كبير.
  • عدم وجود تطابق بين الذات الواقعية، الذات المثالية، عدم تحقيق الذات.

  • النماذج مع الآخرين: مُلاحظة سُلوكياتالآخرين وما يترتّب علي هذه السلوكيّات من نتائِج عقابيّة أو تعزيزيّة تؤثّر في واقعيّة الأفراد في تعلُّم هذه السلوكيّات وتقليدها أو عدم تقليدها، يُشكّل الوالدان في المراحل العمريّة المُبكّرة نماذج جاذبة للبناء، حيث يتعلّم الأبناء منهُم العديد من الأنماط السلوكيّة، المهارات، القيم، الاتجاهات، الانفعالات.

طرق علاج القلق عند المراهقين

  • العلاج بالأدوية والعقاقير الطبيّة: هناك العديد من الأدوية التي تُحارب القلق والتوتر، لكن بسبب الآثار الجانبيَّة فإنّ الكثير من المرضى لا يستمرُّون عليها كما يجب، كما أنّها تحتاج لوقت حتى يظهر مفعُولها، تختلف استِجابات الأفراد عليها على الرغم من فعاليتها كلٌّ حسب حالته.
  • العلاج السلوكيّ: يتضمّن العلاج السلوكي عدّة طرق تُستخدَم لمُعالجة المريض، تُعدّل هذه الطرق أفكار المريض التي تعلّمها بِخبراته الحياتيّة، تعليمه طُرق تفكير صحيحة وسليمة تساعده على تخطّي القلق والتوتّر.
  • العلاج التحليليّ: يتضمن العلاج التحليلي عقد جلسات مع المريض يتحدَّث فيها عن ماضيه، الخبرات التي تعرَّضّ لها وبسبب هذه الخبرات وصل إلى الشعور بالقلق والتوتر الدّائم، بالتالي معرفة الأسباب ومحاولة حلها والوصول إلى الشفاء تماماً.

شارك المقالة: