يعتبر البكاء طبع إنساني فطري، حيث أن جميع البشر يبكون، أو قد بكوا في فترة ما في حياتهم، وتختلف الدموع من شخص لآخر حسب حساسيته ونفسيته. فبعض الأشخاص يبكون بكثرة وتتهاطل الدموع من عينيهم كحبات المطر، ومنهم من يبكون بحرقة حتى تتورم أعينهم، وقد يكون للبكاء سبب أو يكون بدون سبب. تدل الأبحاث أن الدموع العاطفية تتكون من هرمونات تعرض الفرد للضعط مما يجعل البكاء وسيلة جيدة للتخفيف منهما.
ما هي أنواع البكاء؟
البكاء الشفاف:
وصف أرسطو هذا النوع من البكاء، بأنه من أنوع البكاء العميقة، وهو النوع الذي ينجم عنه في معظم الأحيان تحرير المشاعر المكبوت، أو التحول في شخصية الفرد إلى رؤى جديدة. قد ييتعرض الأشخاص لهذا النوع من البكاء عند تواجدهم في جنازة أو مشاهدة فيلم حزين أو المرور بموقف مأساوي في حياتهم، مثل وفاة أحد أفراد أسرته.
عادةً ما تبدو الدموع عميقة لا يمكن السيطرة عليها، وبما أنها انفجرت تنهدات الدموع فإنها يمكن أن تمتد لفترة طويلة، حتى أيام. عند المرور بهذه العملية، غالبًا ما يأتي الفرد بذكريات جديدة لماضيهم ورؤاهم الجديدة ومنظورهم الجديد للحياة. العلاج النفسي عادةً ما ينفع لهذا النوع من البكاء.
بكاء الفرح:
هذا النوع من البكاء يظهر لأن الشخص يحس بالسعادة، أو السعادة يمكن أن تظهر لسببين على الأقل، السبب الأول هو أن الفرد يحس بالسعادة التي لم يمر بها لفترة طويلة، والفرح الذي يمر به الفرد يثير استجابة عاطفية تثير الدموع.
السبب الثاني الذي يثير البكاء للفرد بسبب الفرح هو أنهم يمرون بنوع من السعادة بسبب الاهتمام بهم مثلاً، وأنهم كانوا يفتقرون هذا الاهتمام سابقاً، وبالتالي فإن الدموع هي الفرح والحزن بنفس الوقت، الفرح بسبب السعادة الحالية والحزن بسبب الوعي بعدم وجود ذلك من قبل.
بكاء الغضب:
لا يوجد أحد قادر على البكاء غاضباً مثل طفل رضيع، والهدف من صراخ الطفل الغاضب هو إخبار من يعتني به بأنه يحتاج إلى انتباههم الآن، يخاف الأولياء من صوت بكاء أطفالهم الصارخ ويفعلون أي شيء لوقف البكاء، مما قد يتسبب في متلازمة الرضيع المهزوزة. يمكن للكبار البكاء بغضب أيضًا، وهدفهم هو نفسه، لإخبار من حولهم أنهم غاضبون جداً.
البكاء من الألم:
هناك أوقات يؤذي الأشخاص أنفسهم ويسبب هذا ألم مزمن، إنه ألم قوي لدرجة أنه يجلب الدموع للعين. حتى أقوى الرجال قد تنذرف دموعهم عندما يكون الألم شديد بمستوى كافي.
أو قد أن يشتكي الأشخاص من صداع نصفي مؤلم جداً يسبب الدموع. عند بعض الأشخاص، قد يكون للبكاء علاقة برغبة في التعاطف. في حالات أخرى، يكون هذا مجرد رد فعل فسيولوجي للجسد استجابة للألم القوي.
البكاء للتلاعب:
ويظهر هذا النوع من البكاء من أجل جعل الشخص يشعر بتأنيب الضمير أو بالتعاطف أو لمنع شخص ما من القتال معه أو عدم الاتفاق معه.
البكاء لتخفيف التوتر:
المرأة بالتحديد جيدة في هذا. إذ أن المرأة تشعر بالتوتر تجاه شيء ما، وغالبًا دون وعيها، سوف تبقى متوترة طوال اليوم. في بعض الأحيان قد تتمسك بالتوتر لعدة أيام.
البكاء من الشفقة على النفس:
في بعض الأوقات يتنهد بعض الأشخاص؛ لأنهم يشعرون بالأسف لأنفسهم. كأن يعاني رياضي من إصابة في ملعب كرة السلة وأثناء تعافيه في الفراش، يتعافى باستمرار من تنهدات الشفقة على النفس. لماذا حدث هذا لي؟
أسباب عدم القدرة على البكاء:
هناك الكثير من الأسباب التي تؤدي إلى ذلك ومن هذه الأسباب ما يلي:
1. قد يعود ذلك إلى أسباب نفسية تدل على أن من يبكي لديه شخصية حساسة.
2. بسبب مرض الاكتئاب، إذ يعتبر الاكتئاب من العوامل التي تعمنع المصاب عن البكاء والتنفيس عن مشاعره.
3. وجود الأحداث الحزينة والتعيسة بكثرة في حياة الفرد تجعل منه متبلد المشاعر؛ فلا يتأثر بما يحصل حوله.
4. توفر جفاف في الجسد، مع عدم قدرته على ذرف الدموع.
5. خلل في قرنية العين، تتسبب في عجز الشخص عن البكاء.
6. توفر خلل في الهرمونات؛ خاصة الهرمون المحفز على البكاء.
7. وجود تغييرات هرمونية المتعلقة بفترة الحمل أو انقطاع الدورة الشهرية.
8. بسبب العمر حيث أن مع تقدم بالسن يبدو جفاف العين ملاحظ بشكل أكبر، حيث تتعرض الغدد المنتجة للدموع لبعض المشكلات مع تقدم السن، مما يساهم في تطور حالة جفاف العين للأسوأ.