أسس علم النفس التربوي

اقرأ في هذا المقال


من الممكن أن نقول أنّ علم النفس التربوي يشبه كثيراً علم النفس بصفة عامة، ذلك من خلال أنّ له تاريخ صغير وماضي قد أُطيل، حيث كان ماضيه الطويل أكثر اندماج في فلسفة التربية، فعندما ظهر علم النفس في آخر ربع من القرن التاسع عشر كانت تتنازع عليه مسارح نظرية الملكات من ناحية والفلسفة الارتباطية من ناحية أخرى.

أسس علم النفس التربوي:

الفهم (Understanding):

يتضمّن هذا الأساس في الإجابة عن السؤال كيف ولماذا يتكون السلوك، إنّ كل شخص فينا يريد أن يعرف كيف تحدث الأمور وسبب حدوثها على الشكل الذي حدثت به، فنحن نشعر أفضل عندما نكون قادرين على تفسير ظاهرة ما، كثيراً ما قيل أنّ الفهم يعتبر الهدف الأساسي للعلم، إنّ الأفكار التي تقدم فهم حقيقي للظاهرة، يجب أن تكون من نوع يمكن إثباته بشكل تجريبي، ممّا لا يمكن نقضه بسهولة عن طريق أفكار أخرى.

التنبؤ (Prediction):

يتضمن هذا الأساس لعلم النفس التربوي أنّ المفهوم الذي يقوم علماء النفس بتبنيه للفهم هو التنبؤ، لذلك يمكن أن نقول أنّ المحاولات حتى نزيد الفهم تكون لها قيمة عندما تكون النتائج تعتمد على التنبؤ عن الظاهرة الأصلية من ناحية، كذلك عندما يؤدي الوصف إلى التنبؤ عن ظواهر أخرى ذات علاقة بالظاهرة الأصلية، فبالعلم يتم تقييم المفاهيم والنظريات إلى المدى الذي تسمح فيه بإجراء التنبؤات التي لم يكن بالإمكان أن تحدث في غياب هذه المفاهيم والنظريات.

الضبط (Control) :

معنى الضبط هنا قدرة الباحث على التحكُّم بالعديد من العوامل أو المتغيرات التي تؤدي لإحداث ظاهرة ما، ذلك من أجل بيان الأثر التي تؤديه على متغيرات أخرى، منذ عهد بعيد حاول الباحثون تعرّف المتغيرات التي تؤدي إلى تحسين مخرجات العملية التربوية، إلّا أنّ السيطرة على هذه المتغيرات في هذا المجال لا يعتبر سهلاً، الذي يسهِّل الوصول إليه وذلك لعدد المتغيرات المسؤولة عن إحداث ظواهر العملية التربوية وتنوعها وتفاعلها
تتوقف عملية التحكّم والسيطرة على وجود علاقات تبادلية أو وظيفية بين متغير مع آخر أو مجموعة من المتغيرات مع وجود إمكانيات من أجل علاج أحد هذه المتغيرات، حيث يتمكن الباحث من تغيير قيمته لبيان أثره في المتغيرات الأخرى، فعمليات الفهم والتنبؤ والضبط تقوم على إيجاد نوع من العلاقات بين المتغيرات موضع الاهتمام، فالفهم يقوم على العلاقات المنطقية والتنبؤ يقوم على العلاقات الزمنية، بينما يقوم الضبط على العلاقات الوظيفية أو السببية.

خصائص عملية التعلم في علم النفس التربوي:

  • خصائص المتعلِّم: تعد خصائص الشخص الذي يريد التعلّم من العوامل الهامة التي تدل على فاعلية التعلُّم، كما أنَّ هذا العامل (المتعلم) يركّز على عملية التعليم التي تصل للأهداف التي ترتبط به، إنّ المتعلمين يختلفون عن بعضهم من خلال القدرات العقلية والحركية التي لديهم وصفاتهم الجسمية، كما يختلفون في القيم والاتجاهات وتكامل الشخصيات، هذهِ كلها عوامل لها دور كبير في فاعلية التعلم.

  • خصائص المُعلم: تتأثر فعالية العملية التعلّمية بشكل كبير بذكاء وقيم واتجاهات وميول شخصية المُعلم، فالمُعلم الذي يتصف بالذكاء يقوم باستيعاب المتعلمين وطبيعة المنهج حتى يختار أنسب الطرق الكفيلة بتحقيق الأهداف التعليمية بشكل فاعل، فالمعلم الذي يحب مهنته يبدع فيها.
  • تفاعل سلوك المعلم والمتعلِّم: إنّ التفاعل الذي يستمر بين سلوك المعلم والمتعلم في الصف يقوي نشاط المتعلم، بالتالي يقوم بتحسين نتائج تعلمه، فكلما كان المتعلم أكثر نشاط وفاعلية خلال عملية التعلّم فإنّ تعلمه يتحسن ويزداد إنتاجاً.
  • الخصائص الطبيعية للمدرسة: ترتبط فعالية التعلّم والتعليم بالبناء المدرسي وكيف يتم توفير التجهيزات التي تلزم لراحة المتعلِّم، كذلك وسائل التعليم التي تتعلق بمادة التعلّم، فمثلاً لا يمكن لعبة القفز بالزانة بدون وجود ساحة أدوات ترتبط باللعبة، كما أنّ فاعلية تعلّم اللغة الإنجليزية تكون أفضل في المدارس التي يوجد فيها مختبر اللغة من المدارس التي لا يتوفر فيها المختبر.
  • طبيعة المادة الدراسية: بالرّغم من أنّ حبّ الطلاب وميلهم لمواد دراسية له دور مهم في تعلم هذه المواد، إلّا أنّ التنظيم الحديث والعرض الموضح للمادة الدراسية يقوي من فاعلية عملية التعلم.

  • تجانس مجموعة الطلبة: يتكوّن الصف المدرسي من عدد من الطلاب، حيث يوجد اختلاف بينهم في القدرات العقلية والحركية والثقافة الجسدية، أيضاً اختلاف في الاتجاهات والميول والقيم والخبرات السابقة، كذلك في خلفياتهم الاجتماعية والاقتصادية، إنّ فاعلية التعلم والتعليم يتأثر بالتركيبة الاجتماعية الخاصة بالمدرسة، فكلما كانت المجموعة أكثر تجانس فإنّ ذلك يساعد في زيادة فاعلية التعلم والتعليم.

شارك المقالة: