اقرأ في هذا المقال
- أسلوب الحماية في العلاج الأسري الاستراتيجي
- أسلوب الوحدة في العلاج الأسري الاستراتيجي
- التكامل بين أسلوبي الحماية والوحدة
- فوائد استخدام أسلوبي الحماية والوحدة
أسلوب الحماية في العلاج الأسري الاستراتيجي
يرى العلاج الاستراتيجي أنَّ أعراض الخلل الوظيفي تقوم بوظيفة الحماية، أو تحافظ على استمرار العائلة، أو تقدم العون لعضو آخر في العائلة يعاني من الصعوبات.
مثال: ظهور خلل عند أحد الأطفال في العائلة، يجعل الوالدان يتنافسان للقيام بدورهما نحو طفلهم بدلاً من التركز على أسباب فشلهم في أمور أخرى من جوانب حياتهم الزوجية.
إنَّ رؤية الصعوبات على أنَّها محاولات غير نافعة أو مجدية للمساعدة، أمر جيد بالنسبة للمعالج الاستراتيجي لسببين وهما:
- إنَّ المعالج الذي يرى أنَّ سلوك المشكلة موجَّه بشكل إيجابي يجعل العميل ينظر بشكل إيجابي، ويتعامل بشكل متعاطف أكثر مع المعالج الذي يدرك بأنَّ سلوكيات العمل موجَّه بشكل سلبي.
- إنَّ المعالج الاستراتيجي الذي يدرك أنَّ الصعوبات أو وجود خلل في العائلة على أنَّها تؤدي إلى الحماية يعمل على إيجاد فرصة لقياس واختبار العلاقات التي تكون غير ظاهرة بشكل واضح، ولا يمكن تجاوزها.
مفهوم أسلوب الحماية
أسلوب الحماية في العلاج الأسري الاستراتيجي يركز على تأمين بيئة آمنة وداعمة لأفراد الأسرة، حيث يُتيح لهم التعبير عن مشاعرهم واحتياجاتهم دون خوف من الانتقاد أو الرفض. يهدف هذا الأسلوب إلى حماية الأفراد من الأذى النفسي أو العاطفي، ويضمن أن تكون العلاقات الأسرية قائمة على أساس من الدعم والثقة المتبادلة.
أهداف أسلوب الحماية
- تعزيز الأمان العاطفي: يهدف إلى بناء بيئة أسرية يشعر فيها كل فرد بالأمان والقبول، مما يعزز من تطور العلاقات الصحية ويقلل من الشعور بالتوتر أو القلق.
- دعم التواصل الفعّال: يسعى هذا الأسلوب إلى تحسين طرق التواصل بين أفراد الأسرة من خلال تقديم استراتيجيات لتعزيز الحوار الإيجابي والصادق.
- منع التصعيد في الصراعات: عندما يشعر الأفراد بالحماية، تقل احتمالية التصعيد في النزاعات، حيث يمكنهم التعبير عن مشاكلهم بطريقة بنّاءة بدلاً من اللجوء إلى سلوكيات دفاعية.
تطبيقات أسلوب الحماية في العلاج الأسري
- توفير الدعم النفسي: يقوم الأخصائي بمساعدة أفراد الأسرة على تطوير استراتيجيات لتقديم الدعم العاطفي لبعضهم البعض، مثل الاستماع الفعّال وتقديم التعاطف.
- تعزيز الحدود الصحية: يُشجع على وضع حدود واضحة وصحية تحمي الأفراد من الانخراط في سلوكيات ضارة أو مدمرة.
- تمكين التعبير عن المشاعر: يُحفز الأخصائي الأفراد على التعبير عن مشاعرهم واحتياجاتهم بطرق صحية دون الخوف من التعرض للنقد أو السخرية.
أسلوب الوحدة في العلاج الأسري الاستراتيجي
يرى “هالي” أنَّ الوحدة التي يهتم بها هي المثلث، حيث يدرك المعالج بأنَّه يُشكّل نقطة في مثلث، واضعاً في اعتباره بأنَّه يؤثر على علاقة تتكون من شخصين.
مفهوم أسلوب الوحدة
أسلوب الوحدة يهدف إلى تعزيز الترابط والتماسك بين أفراد الأسرة من خلال بناء شعور قوي بالانتماء والوحدة. يُشجع هذا الأسلوب الأفراد على العمل معًا كفريق وحل المشكلات بطريقة مشتركة، حيث يُعتبر كل فرد جزءًا أساسيًا ومهمًا في النظام الأسري.
أهداف أسلوب الوحدة
- تعزيز الانتماء الأسري: يعمل على بناء شعور قوي بالانتماء داخل الأسرة، مما يساعد الأفراد على الشعور بأنهم جزء من كيان يدعمهم ويتعاون معهم.
- تقوية الروابط الأسرية: يُعزز هذا الأسلوب من الروابط العاطفية والعلاقات المتبادلة بين الأفراد، مما يساعد في بناء أساس قوي للتفاهم والتعاون.
- تشجيع العمل الجماعي: يسعى إلى تعزيز قدرة الأسرة على العمل كفريق لحل المشكلات والتعامل مع التحديات بطريقة مشتركة، مما يعزز من التماسك والوحدة.
تطبيقات أسلوب الوحدة
- الأنشطة الجماعية: يشمل ذلك تشجيع الأسرة على المشاركة في الأنشطة المشتركة التي تُعزز من التفاعل الإيجابي وتقوي الروابط العاطفية بينهم.
- حل المشكلات بشكل مشترك: يدرب الأخصائي الأسرة على التعامل مع المشكلات والنزاعات كفريق، مما يُعزز الشعور بالوحدة ويقلل من الفرقة.
- تطوير تقاليد وأعراف أسرية: يشجع هذا الأسلوب على تبني تقاليد وأعراف مشتركة تُعزز من هوية الأسرة وتدعم شعور الأفراد بالانتماء.
التكامل بين أسلوبي الحماية والوحدة
يجتمع أسلوبا الحماية والوحدة لتحقيق هدف مشترك يتمثل في تعزيز الصحة النفسية والعاطفية للأسرة. بينما يركز أسلوب الحماية على تأمين بيئة آمنة للأفراد تمكنهم من التعبير عن مشاعرهم بحرية، يعمل أسلوب الوحدة على تعزيز الروابط الأسرية وبناء فريق قوي داخل الأسرة. التكامل بين هذين الأسلوبين يساعد الأفراد على الشعور بالأمان والدعم من جهة، والانتماء والمشاركة الفعّالة من جهة أخرى.
فوائد استخدام أسلوبي الحماية والوحدة
- تحسين التواصل الأسري: بتطبيق أسلوبي الحماية والوحدة، يمكن تعزيز مهارات التواصل بين الأفراد وجعلهم يشعرون بالراحة في التعبير عن مشاعرهم واحتياجاتهم.
- تقليل الصراعات: من خلال تقديم بيئة آمنة وداعمة، يقل التصعيد في النزاعات داخل الأسرة، حيث يتعلم الأفراد كيفية التعامل مع الصراعات بطريقة بنّاءة ومفيدة.
- تعزيز الاستقرار العاطفي: الشعور بالوحدة والانتماء من جهة، والأمان والدعم من جهة أخرى، يساهم في بناء استقرار عاطفي لدى أفراد الأسرة، مما يُسهم في تحسين جودة حياتهم.
- بناء علاقات قوية ومستدامة: بفضل تعزيز التماسك الأسري والشعور بالانتماء، تُبنى علاقات قوية بين أفراد الأسرة تدوم لفترة طويلة وتستند إلى الدعم والتفاهم المتبادل.
يعتبر أسلوبا الحماية والوحدة في العلاج الأسري الاستراتيجي من الأدوات الفعّالة لتعزيز التفاعل الإيجابي والتماسك داخل الأسرة. من خلال توفير بيئة آمنة وداعمة، يمكن للأفراد الشعور بالراحة في التعبير عن مشاعرهم واحتياجاتهم، ومن خلال تعزيز الوحدة والانتماء، يمكن بناء أسرة قوية متماسكة قادرة على التعامل مع التحديات بشكل مشترك. استخدام هذين الأسلوبين يمكن أن يُسهم بشكل كبير في تحسين الصحة النفسية والعاطفية للأسرة وبناء علاقات مستدامة قائمة على الدعم المتبادل.