اقرأ في هذا المقال
- ما دور التعزيز في عملية الإرشاد النفسي
- العوامل الواجب مراعاتها حتى يحقق أسلوب التعزيز الإرشادي أهدافه
في كلّ يوم يتطوّر علم الإرشاد النفسي بصورة تزيد من تكامل هذا العلم وتنوّعه وشموليته ليصبح علماً قادراً على التواصل مع كافة المستويات الثقافية والأعمار، ومن الطبيعي أن يقوم المرشد النفسي بتنويع الأساليب الإرشادية التي تتناسب مع طبيعة المشكلة النفسية التي يعاني منها المسترشد، بحيث يعمل على تطبيق استراتيجية إرشادية ذات محتوى يعمل على تعزيز بعض المفاهيم المسلكيات أو محاولة إزالتها، ويعتبر أسلوب التعزيز من أبرز الأساليب الإرشادية المستخدمة في وقتنا الحاضر.
ما دور التعزيز في عملية الإرشاد النفسي
من الطبيعي أن يعمل الأسلوب الإرشادي الذي يقوم على طريقة التعزيز بدفع المثيرات التي تعمل على إنتاج سلوك معيّن بالتكرار في المستقبل، أو العمل على نفي مثيرات ذات طابع سلبي ومحاولة إقناع المسترشد بأضرارها، حيث أنّ الأسلوب الإرشادي المرتبط بعملية التعزيز يعمل على التأثير بصورة كبيرة على الانفعالات السلوكية وطريقة التعامل مع الذات ومع الآخرين، كما وأنّ الأسلوب الإرشادي الذي يقوم على التعزيز يعمل بصورة منتظمة بعيداً عن العشوائية وهو يعمل بصورة كبيرة على زيادة دافعية الذات والثقة بالنفس.
يتوقّف أسلوب التعزيز الإرشادي على طبيعة المشكلة المراد التخلّص منها، حيث يقوم المرشد بدراسة ذلك المعزّز بصورة دقيقة ويقوم باتخاذ بعض الخطوات التي من شأنها أن تعمل على معالجة بعض المسلكيات غير المرغوبة لدى المسترشد، ويعتمد أسلوب التعزيز الإرشادي بصورة عامة على طبيعة المسترشد ومدى قابليته النفسية والفكرية في استقبال المثيرات الجديدة عليه، ولا ينطبق هذا الأمر على المسترشدين الذين لا يزالون غير مقتنعين في فاعلية العملية الإرشادية أو الأشخاص الذين وصلت لديهم المشكلة الإرشادية إلى طريق مسدود.
العوامل الواجب مراعاتها حتى يحقق أسلوب التعزيز الإرشادي أهدافه
1. اختيار معززات إيجابية تتناسب وطبيعة المسترشد
يعتبر هذا الأسلوب من الأساليب الإرشادية ذات الحساسية العالية، حيث لا بدّ وأن يقوم المرشد باختيار أسلوب إرشادي يقوم على عدد من المعززات التي تتوافق مع شخصية المسترشد، لكون سوء اختيار المسترشد لمعززات إيجابية من شأنه العمل بصورة عكسية لا تتوافق وأهداف العملية الإرشادية، وقد أثبتت الدراسات أنّ اختيار المعززات بطريقة غير سوية من شأنه العمل بصورة عكسية وبالتالي زيادة أثر المشكلة النفسية وتفشي المشكلة بصورة أكبر.
2. تقديم المعززات بعد حدوث السلوك المناسب فورا
لا يمكن للمرشد النفسي أن يقوم بتقديم المعززات اللفظية أو المعنوية أو المادية في أي وقت، فالمعززات يتمّ تقديمها بعد أن يقوم المسترشد بسلوك إيجابي يتناسب والخطّة الإرشادية بصورة مباشرة، بحيث يترك هذا المعزّز الأثر لدى المسترشد بصورة واضحة ومكشوفة، ولا يجوز ان يقوم المرشد النفسي بتقديم المعزّز بعد انتهاء المثير أو السلوك المراد تعديله بوقت طويل، فهو في هذه الحالة يفقد بريقه ولا يكون له أي أثر يذكر.
3. تنويع المعززات تجنبا للإشباع
من الطبيعي أن يقوم المرشد النفسي بالتنويع في تقديم المعززات السلوكية، بحيث لا يشعر المسترشد بأنها أصبحت أمراً مشبعاً بالنسبة له ولا يشعر بالملل، بحيث يمكن لاستخدام هذه الطريقة الإرشادية بصورة غير الصحيحة من ضجر المسترشد وشعوره بانّ المحتوى الذي يتمّ تقديمه أصبح مستهلكاً وغير مجدي.
4. استخدام جدول التعزيز المناسب
من البديهي أن يقوم المرشد النفسي باستخدام جدول زمني يقوم بناء عليه بتقديم المعززات ضمن أطر زمنية تتناسب وواقع العملية الإرشادية، وهذا الأمر من شأنه أن يعمل على ضمان التزام المسترشد وتوقّعه المعززات في كلّ مرّة يقوم بعمل شيء منطقي مقبول لدى المرشد، بحيث يصبح من الطبيعي قيام المسترشد ببعض المثيرات والمسلكيات بصورة إيجابية تتناسب وسير العملية الإرشادية.
5. توفير المعززات بكميات تتلاءم والسلوك المستهدف
إنّ استخدام أسلوب التعزيز الإرشادي يعني أن يقوم المرشد النفسي بوضع خطّة يقوم من خلالها بتوفير بعض المعززات بصورة مدروسة، ولا بدّ وأن تتوفّر هذه المعززات بقدر كافٍ بالنسبة للمسترشد بحيث لا يشعر بأنه حصل على نصف الجائزة أو جزءاً منها، او أنه يتعرّض لبعض أساليب الحرمان، فأسلوب التعزيز الإرشادي يقوم على أساس من الدعم الذاتي وتحسين قابلية المسترشد في استساغة بعض التصرفات التي لم يكن يقبلها من قبل، وهذا الأمر من شأنه مخاطبة العقل والمنطق بهذه المعززات بصورة تضمن تكرار حدوث السلوك بما يتناسب وفقاً للخطّة الإرشادية التي تهدف إلى التخلّص من المشكلة النفسية الإرشادية.