يكتمل بناء المجتمع الفعّال ببناء وإنشاء أسرة سوية، حيث تعتبر حجر البناء الأول في أي مجتمع، فرعاية المجتمع وتطوره يبدأ من الاهتمام والعناية بالأسرة، فإن تمَّ البناء على مواد خام ينشأ بناء متماسك وكذلك الأسرة والمجتمع، فإن نشأة المجتمع وتماسكه يتوقف على ما يتم وضعه من العناية والدعم في الأسرة.
أسلوب تشخيص البناء الأسري
يقوم المعالج الأسري من خلال هذا الأسلوب بالكشف اعمل الوظيفي السيء لنشأة وبناء العائلة، ممَّا يجعل الخلل الوظيفي الموجود في العائلة مستمراً. يهتم المعالج البنائي الأسري على دور التفاعلات العائلية في حدوث المرض أو الخلل، أي أنَّ الخلل الموجود في البناء الأسري أو في التفاعلات التي تحدث بين أفراد الأسرة وليس بالفرد نفسه.
وبما أنَّ الأسر لا تستطيع توضيح الخلل البنائي الأسري، يقوم المعالج الأسري البنائي بمعرفة طبيعة بناء الأسرة والتفاعلات الموجودة فيما بينهم، بواسطة الجلسات الإرشادية العديدة، ويتم ذلك عن طريق التفاعل مع الأسرة وطرح الأسئلة والملاحظات.
من الأسئلة التي قد يطرحها المعالج الأسري البنائي: مَن الأعضاء المقربون لبعضهم في العائلة؟ كيف تتفاوت وتختلف طرق التنشئة الوالدية المستخدمة عند الأب عما هي موجودة عند الأم؟ من هو المسؤول عن اتخاذ القرار في تخطيط بناء الأسرة؟ إنَّ أسلوب الأعضاء في توضيح التفاعلات الأسرية والتكلم عن الأسرة بشكل عام يساعد في فهم بناء الأسرة.
من الجيد هنا أن يقترح المعالج الأسري ببناء نظام أسري جديد بديل عن النظام الحالي، بدلاً من الاهتمام بنظام أسري غير ناجح فقط، وإن لم ينجح البناء الأسري البديل في حل المشكلة، يقوم المعالج الأسري البنائي بالبحث عن بناء أسري آخر أكثر فاعلية.
أهداف تشخيص البناء الأسري
يهدف تشخيص البناء الأسري إلى تحقيق عدة أهداف، منها:
- فهم بنية الأسرة: تحديد الأدوار والحدود بين أفراد الأسرة، وكيفية تنظيم السلطة والتواصل.
- كشف الأنماط التفاعلية: تحديد الأنماط المتكررة من التفاعل بين أفراد الأسرة التي تساهم في ظهور المشكلات.
- تحديد نقاط القوة والضعف: تحديد الموارد والقدرات الموجودة في الأسرة، وكذلك الصعوبات التي تواجهها.
- وضع خطة علاجية: بناءً على نتائج التشخيص، يتم وضع خطة علاجية مخصصة لكل أسرة.