تتمثل أصناف التعلم الإدراكي في علم النفس في جميع الأدلة التي وضعها علماء النفس والباحثين من أجل تمييز التعلم الإدراكي، حيث يميز علماء النفس بين مجموعة من أصناف التعلم الإدراكي المختلفة التي تتمثل في التمايز والتوحيد والوزن المتعمد وطبع التحفيز.
أصناف التعلم الإدراكي في علم النفس
تتمثل أصناف التعلم الإدراكي في علم النفس من خلال ما يلي:
1- التمايز
عندما يفكر معظم الناس في التعلم الإدراكي فإن الحالات التي تميل إلى التفكير هي حالات تمايز، ففي التمايز يدرك الشخص الفرق بين خاصيتين مختلفين للشيء الذي يرغب بتعلمه، حيث لم يستطع إدراك هذا الاختلاف من قبل، قبل التعلم لا يمكن للمرء أن يدرك الفرق بين خصائص الأشياء ومع ذلك من خلال الممارسة يصبح المرء قادرًا على التمييز بين الخصائص وتعتبر هذه الحالة نموذجية للتمايز.
درس علماء النفس التمايز الذي يعتبر من أصناف التعلم الإدراكي في علم النفس في بيئات المختبر، في إحدى هذه الدراسات أخذ المجربين ستة أشخاص متحدثين بلغة أصلية عاشوا في مجتمع غير مجتمعهم الأصلي، لم تكن الموضوعات من المتحدثين الأصليين للغة الأصلية.
بالتالي وجد المجربين أنهم كانوا قادرين على تدريب هذه الموضوعات للتمييز بشكل أفضل بين الصوتيات واللغات، هذه حالة من التمايز المحسن حيث أصبح الأشخاص أفضل في إدراك الفرق بين خاصيتين، وكان لديهم مشكلة أكبر في التمييز بينهما من قبل.
2- التوحيد في التعلم الإدراكي
يعتبر التوحيد هو المقابل للتفاضل في الوحدة في التعلم الإدراكي، حيث يدرك الشخص على أنه يوجد خاصية واحدة وهو ما كان ينظر إليه سابقًا على أنه خاصيتين مميزتين أو أكثر للشيء الواحد، أحد الأمثلة على التوحيد هو إدراك الكلمات المكتوبة.
عندما نتصور كلمة مكتوبة باللغة الأصلية فإننا لا ندرك ببساطة حرفين مميزين أو أكثر، بدلاً من ذلك نحن ننظر إلى هذه الأحرف على أنها كلمة واحدة، بعبارة أخرى نحن ندرك الكلمات المكتوبة كوحدة واحدة، هذا ليس هو الحال مع غير الكلمات، عندما ندرك سلاسل أحرف قصيرة ليست كلمات، فإننا لا ندركها كوحدة واحدة.
في حين أن أصناف التعلم الإدراكي في علم النفس التي تتمثل في التوحيد والتمايز عبارة عن نقاشات، أحدهما موحد والآخر مميز، فإن علماء النفس يتصورانهما أيضًا على أنهما وجهان لعملة واحدة؛ هذا لأنه على حد تعبيرهم كل من التوحيد والتمايز ينطويان على إنشاء وحدات إدراكية، بغض النظر عما إذا كانت الوحدة تنشأ من الاندماج أو التمايز بين وحدتين أخريين، فإن كلا المثالين من التعلم الإدراكي ينطويان على إنشاء وحدات إدراكية جديدة.
3- الترجيح المتعمد
في الترجيح المتعمد من خلال الممارسة أو الخبرة يأتي الناس بشكل منهجي إلى الاهتمام بأشياء وخصائص معينة وبعيدًا عن الأشياء والخصائص الأخرى، حيث تعمل الممارسة أو الخبرة على تعديل الانتباه كما يتعلم المنافسين من الأفراد وتحويله نحو مناطق معينة وبعيدًا عن مناطق أخرى.
في حالة الترجيح المتعمد فإن التحول في ثقل الانتباه إلى منطقة معينة للخصم المقابل للفرد يسهل مهارات الخبير في المنافسة، ومع ذلك فإن التحولات في ترجيح الانتباه يمكن أن تفشل أيضًا في تسهيل المهارات أو حتى ربطها من كل الجهات.
تتمثل إحدى طرق فهم الانتباه الموزون في الاهتمام الذي أصبح تلقائيًا فيما يتعلق بخصائص معينة، بعبارة أخرى، على حساب الانتباه على سبيل المثال قد يتساءل المرء عما إذا كان الانتباه تلقائيًا فيما يتعلق بالسمات المختلفة لعملية الانتباه أي أين يتم توجيه الانتباه وفي أي تسلسل، ومدة استمراره، وما هي السمات المحددة في المشهد وما إلى ذلك.
4- طبع التحفيز
تشبه حالات طباعة التحفيز حالات التوحيد في أصناف التعلم الإدراكي في علم النفس ففي الحالة النهائية فإنها تكتشف نمطًا كاملاً، ولكن ليست هناك حاجة للحالة السابقة ولا حاجة لأن يكون هذا النمط سابقًا ككائنين أو أكثر، أو خصائص أو الأحداث؛ هذا لأنه في طبع التحفيز يقوم النظام الإدراكي ببناء أجهزة كشف متخصصة للمنبهات الكاملة أو أجزاء من المحفزات التي تعرض لها الشخص مرارًا وتكرارًا.
يمكن للخلايا الموجودة في القشرة الصدغية السفلية على سبيل المثال أن يكون لها استجابة عالية لوجوه مألوفة معينة، وتتمثل أحد المجالات التي تكون فيها هذه الكواشف المتخصصة مفيدة هي المحفزات غير الواضحة أو التي يتم تقديمها بسرعة، حيث تحدث البصمة التحفيزية بالكامل بدون توجيه أو إشراف.
نمطية أصناف التعلم الإدراكي في علم النفس
وفقًا لوجهة النظر المعيارية للعقل يتم تغليف الأنظمة الأساسية المشاركة في الإدراك من المعلومات خارجها، باستثناء مدخلاتها، فقد يبدو للوهلة الأولى أن أصناف التعلم الإدراكي في علم النفس تتحدى وجهة النظر القائلة بأن العقل نمطي، على الأقل بقدر ما تنطوي على تعديل الإدراك من خلال أي نظرية خلفية يمتلكها الموضوع.
ومع ذلك من المهم ملاحظة أن الوعي العقلي نفسه يبدو أنه يسمح بمثل هذه الحالات من التعلم الإدراكي، بينما يعتقد أن الإدراك غير قابل للاختراق بشكل متزامن، فإنه يسمح بإمكانية الاختراق غير المتزامن، أي الحالات التي يمكن أن تؤثر فيها الخبرة والتدريب على إمكانية الوصول إلى نظرية الخلفية للآليات الإدراكية.
يعتقد بعض علماء النفس أن النظرة المعيارية للعقل يجب أن تسمح باختراق غير متزامن في أصناف التعلم الإدراكي في علم النفس، فعندما يسمح العقل الواعي بالاختراق غير المتزامن، فإنه يفعل ذلك لأن البديل هو القول بأن جميع الأنظمة المعيارية محددة داخليًا، ومنها يعترف الوعي أن هذا البديل سيكون متطرفًا للغاية ويشير على سبيل المثال إلى أن الأطفال يتعلمون شيئًا من سماع اللغة.
لا يتم تحديد وحدات اللغة داخليًا فقط ومع ذلك فإن العقل الواعي متحفظ بشأن نطاق الاختراق غير المتزامن، مما يشير إلى أنه قد يحدث فقط ضمن حدود صارمة، وربما حدود يتم تحديدها داخليًا، بالتالي جادل علماء نفس آخرين بأن الاختراق غير المتزامن للإدراك يقوض النمطية.
يرى علماء النفس أن السماح للوعي بالاختراق غير المتزامن تم الاعتراف به على مضض ويجادلون بأن الاختراق غير المتزامن منتشر في الواقع، وليس شيئًا يحدث ضمن حدود صارمة، إحدى هذه الحالات التي أثارها أصناف التعلم الإدراكي في علم النفس هي حالة إدراك الموسيقى.
تجادل نمطية أصناف التعلم الإدراكي في علم النفس بأن الشخص الذي يعرف نظرية الموسيقى والمفردات ذات الصلة يدرك في أي تكوين سواء كان عظيمًا أو عاديًا، بنية وتطورًا ومنطقًا يضيع على الأذن غير المدربة، وبأنه من غير الواضح ما إذا كانت مثل هذه الحالات إدراك حقيقي.
من الحالات المهمة لنمطية أصناف التعلم الإدراكي في علم النفس هو أن الشخص الذي يعرف نظرية الموسيقى ذات الصلة لا ينظر إليها بشكل مختلف، بل تشكل معتقدات مختلفة عن الموسيقى، علاوة على ذلك حتى لو كانت الحالة إدراكية حقًا، يرد بأنه يمكن أن تكون الأذن المدربة ناتجة ببساطة عن التعرض المتكرر للموسيقى ذات الصلة وليس من خلال المعرفة النظرية.