أصناف النجاح المعرفي في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


على الرغم من أن مصطلح نظرية المعرفة لا يزيد عمره عن قرنين من الزمان، إلا أن مجال نظرية المعرفة قديم قدم أي مجال في الفلسفة النفسية في أجزاء مختلفة من تاريخها الواسع، حيث جذبت جوانب مختلفة من نظرية المعرفة الانتباه فكانت لنظرية المعرفة محاولة لفهم ما يجب أن نعرفه، وكيف أن المعرفة على عكس الرأي الحقيقي المجرد مفيدة للعالم.

أصناف النجاح المعرفي في علم النفس

هناك العديد من أنواع وأصناف النجاح المعرفي في علم النفس، وهي تختلف عن بعضها البعض في أبعاد مختلفة، يمكن أن تختلف النجاحات المعرفية عن بعضها البعض بحكم تأهيل أنواع مختلفة من الأشياء، على سبيل المثال قد يكون النجاح المعرفي مثل نجاح الاكتشاف هو نجاح شخص مثل العالمة ماري كوري، أو مختبر محدد مثل مختبر لوس ألاموس أو جماعة، أو ربما من جهة نفسية لشخص لديه سمات شخصية خاصة.

لكن بعض أنواع النجاح المعرفي مثل النجاح في تنمية ذوق شديد التمييز على سبيل المثال قد يكون نجاحًا لشخص ما، وربما حتى لشعب ما، لكنه لا يمكن أن يكون نجاحًا لمختبر أو لجزء نفسي، وأنواع أخرى من النجاح المعرفي مثل أن يتم إثباتها بشكل قاطع من خلال جميع الأدلة المتاحة وقد يكون نجاحًا لنظرية، ولكن لا يمكن أن يكون نجاح شخص ما أو مثل نجاح كونه مثمرًا معرفيًا قد يكون نجاح برنامج بحث نفسي، أو استراتيجية إثبات معينة، ولكن ليس نجاحًا لنظرية.

في الواقع هناك مجموعة واسعة من الأشياء تمتد إلى فئات معرفية مختلفة، يمكن أن تتمتع بنوع أو آخر من النجاح المعرفي، حيث يمكننا تقييم النجاح المعرفي لحالة عقلية مثل تصديق اقتراح معين أو فعل ما مثل استخلاص نتيجة معينة، أو إجراء مثل إجراء معين لمراجعة درجات الثقة استجابة للأدلة التي يتم وضعها، أو إجراء معين للحصول على دليل جديد، أو علاقة مثل العملية الرياضية والعلاقة بين وظيفة مصداقية الشخص في حالة إثبات واحدة ووظيفة المصداقية في حالة إثبات أخرى.

أهم الخلافات في أصناف النجاح المعرفي في علم النفس

تتعلق بعض الخلافات المتعلقة بأهداف النجاح المعرفي بالعلاقات المعرفية، بين النجاحات المعرفية لأنواع مختلفة من الأشياء بما يتضمن النجاح المعرفي للعملية، علاوة على النجاح المعرفي لكل حالة في تعاقب الحالات التي تتألف منها تنفيذ تلك العملية، حيث يعتبر النجاح المعرفي موجه إما لحالة عقلية معينة أو لفعل عقلي معين، ويعتمد على علاقتها بالعملية الأكبر التي توجد فيها.

كان هذا الخلاف في تمييز أصناف النجاح المعرفي في علم النفس نشطًا بشكل خاص في السنوات الأخيرة، مع بعض علماء النفس المعرفي فيما يتعلق بالمعتقدات على أنها قابلة للاختزال معرفياً إلى مصداقية عالية، بينما يعتبر آخرين أن المصداقية قابلة للاختزال معرفيًا للمعتقدات حول الاحتمالات، وما زال غيرهم يعتبرون المعتقدات والمصداقيات كظواهر متصلة ولكنها مميزة لأصناف النجاح المعرفي في علم النفس.

تتعلق الخلافات الحديثة الأخرى بمسألة ما إذا كانت سمة أساسية معرفية لأهداف النجاح المعرفي التي من المفترض بمعنى ما، أن تتمتع بنوع النجاح المعرفي المعني، على سبيل المثال قد نعتقد أن ما يجب أن تشكله مجموعة معينة من الأشخاص للمختبر هو أن المجموعة، بمعنى ما من الممكن لعمل اكتشافات من نوع معين أن يكون هو الهدف من إشراك تلك المجموعة في التعاون بطريقة معينة، حتى لو كان الأفراد منتشرين عبر قارات مختلفة ومصادر تمويلهم متنوعة.

ولكن حتى لو كان المختبر يتميز بشكل معقول بقاعدة يكون مسؤولاً عنها، فهو شيء مشابه صحيح بالنسبة للأشياء الأخرى التي يمكن أن تتمتع بالنجاح المعرفي، على سبيل المثال قد يعتبر سمة أساسية معرفية للاعتقاد أنه من المفترض أن يكون معرفة، أو يمكن وصف الإيمان بان معرفي دون اللجوء إلى هذه القاعدة، ويمكن توصيف الأشخاص معرفيًا دون اللجوء إلى هذه القاعدة، حيث تنشأ خلافات مماثلة حول الأشياء الأخرى للنجاح المعرفي في المدى الذي يمكننا فيه فهم ماهية هذه الأشياء دون اللجوء إلى أنواع النجاح التي من المفترض أن يتمتعوا بها.

أهم القيود والقيم في أصناف النجاح المعرفي في علم النفس

تتضمن بعض أنواع وأصناف النجاح المعرفي الامتثال لقيد معين، بينما يتضمن البعض الآخر تحقيق القيم أو الترويج لها، حيث يمكننا مقارنة هذين النوعين من النجاح بمقارنة أنواع الفشل المصاحبة مثل الفشل في الامتثال لقيد يؤدي إلى عدم الجواز، في حين أن الفشل في تحقيق بعض القيم يؤدي إلى دون المستوى الأمثل، ومنها إذا كان المستوى الفرعي غير مسموح به دائمًا والعكس صحيح، إذن الامتداد من هاتين الفئتين ينتهي بهما الأمر إلى أن تكون هي نفسها، حتى لو لم تكن الفئتان متماثلتين.

لكن من غير المعقول اعتبار كل حالات التفاوت غير المسموح بها معرفيًا ضمن أصناف النجاح المعرفي في علم النفس؛ فالنجاح المعرفي لا يتطلب منا أن نكون مثاليين معرفيًا بكل الطرق، بالتالي إذا كان النجاح المعرفي قابلاً للتحقيق حتى من حيث المبدأ، فيجب أن يكون على الأقل درجة معينة من التفاوت المعرفي الفرعي مسموحًا به، ويمكن بعد ذلك فهم تحقيق قدر أكبر من الأمثل مما هو مطلوب من أجل السماح المعرفي على أنه تفوق معرفي، إذا كان هذا التفوق ممكنًا على الأقل من حيث المبدأ فإن المسموح به قد لا يرقى إلى المستوى الأمثل.

لا تتعلق الانتقادات الأخيرة المتعلقة بأصناف النجاح المعرفي في علم النفس بالعلاقة بين الجواز والأمثل فحسب، بل تتعلق أيضًا بالأساس المعرفي لكل صنف من أصناف النجاح، بحكم الحالة معينة أو الفعل أو العملية أو العلاقة التي تعتبر مسموح بها معرفيًا وبحكم الموقف الأمثل مهما كانت درجته في الدقة.

التعاقبية المعرفية يأخذون الإجابة على السؤال الأول ليتم تحديدها من خلال الاستئناف للإجابة على السؤال الأخير، على سبيل المثال يدعي أحد الأشكال الشائعة للعواقبية المعرفية أن طريقة معينة لتشكيل معتقدات المرء عن العالم مسموح بها من الناحية المعرفية فقط بقدر ما تعزز امتلاك الإيمان الحقيقي وتجنب الاعتقاد الخاطئ.

شكل آخر من العواقبية يتفق مع الأول ولكنه متميز عنه، يقول أن وظيفة المصداقية أي وظيفة من الافتراضات إلى درجات الثقة هي الأمثل فقط بقدر ما تعزز معلمة واحدة في الدقة الكلية وهي تم قياسه بطريقة أنه كلما زادت ثقة الفرد في الافتراضات الحقيقية وانخفضت ثقة الفرد في المقترحات الخاطئة، زادت دقة الفرد بشكل عام.

هناك أيضًا بعض أشكال العواقبية المعرفية التي بموجبها تنطوي المثالية على تعزيز الغايات التي تكون عملية وليست مجرد منطقية كأصناف النجاح المعرفي في علم النفس، وهناك جدل مهم في الأدبيات الحديثة يتعلق بمسألة ما إذا كانت العواقبية المعرفية صحيحة، حيث يدور جدل بارز آخر بين العواقبيين أنفسهم ويتعلق بمسألة ماهية القيم بحيث يشكل تحقيقها أو الترويج لها في أصناف النجاح المعرفي في علم النفس.

لقد استخدم مصطلح القيد للإشارة إلى حدود ما هو مسموح به معرفيًا في أصناف النجاح المعرفي في علم النفس، كمسألة منطقية يجب أن يتضمن ما هو مسموح على الأقل وما هو مطلوب لكي يكون الشرط مطلوبًا هو ببساطة عدم السماح باستكمال هذا الشرط، لكن هذا يترك الأمر مفتوحًا فيما إذا كان المباح في مجال معين، يتضمن أكثر مما هو مطلوب.

المصدر: مبادئ علم النفس الحيوي، محمد أحمد يوسف، 2015.الإنسان وعلم النفس، د.عبد الستار ابراهيم، 1995.علم النفس العام، هاني يحيى نصري، 2005.علم النفس، محمد حسن غانم، 2004.


شارك المقالة: