أصناف النسبية في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


تغطي النسبية وجهات النظر التي تؤكد على مستوى عالي من التجريد على الأقل أن بعض فئات الأشياء لها الخصائص التي تمتلكها ومبررة معرفيًا وليست بسيطة، ولكن فقط فيما يتعلق بإطار عمل معين للتقييم على سبيل المثال المعايير الثقافية المحلية والمعايير الفردية، ويصر النسبيين على أنه إذا كان الشيء كذلك نسبيًا فقط، فلا يمكن وجود نقطة مستقلة عن الإطار يمكن من خلالها تأسيس إذا كان الشيء المعني كذلك.

أصناف النسبية في علم النفس

تتمثل أصناف النسبية في علم النفس من خلال ما يلي:

1- النسبية الثقافية

غالبًا ما تدور النقاشات العامة حول أصناف النسبية في علم النفس حول المفهوم المتكرر ولكن غير الواضح للنسبية الثقافية، حيث يمكن إرجاع فكرة أن الأعراف والقيم ولدت من الأعراف في القرن العشرين وخاصة مع ظهور الوجودية الاجتماعية، كانت تلك الثقافة اكتسبت النسبية رواجًا واسعًا، حيث تثبت بيانات النسبية الثقافية أن معرفتنا وعواطفنا ليست فقط نتيجة لشكل حياتنا الاجتماعية وتاريخ الأشخاص الذين ننتمي إليهم.

أصبحت آراء مبدأ النسبية الثقافية تنص على أن تستند الأحكام على الخبرة، ويتم تفسير التجربة من قبل كل فرد من حيث ثقافته الخاصة، ومنذ تلك الأيام المبكرة توصل علماء النفس الاجتماعي إلى تطوير مناهج أكثر دقة للنسبية الثقافية، ومع ذلك فإن عقيدتها الأساسية هي المطالبة بالمكانة المتساوية لجميع وجهات النظر والقيم الثقافية التي تتنوع مع خلفيتها الثقافية والاجتماعية التي ظلت ثابتة.

يبرر أنصار النسبية الثقافية من علماء النفس موقفهم باللجوء إلى مزيج من الاعتبارات التجريبية والمفاهيمية والمعيارية، من خلال الملاحظة التجريبية في أن هناك درجة كبيرة من التنوع في المعايير والقيم والمعتقدات عبر الثقافات والفترات التاريخية والمعروفة باسم النسبية الوصفية.

ووجود حِجَة استقرائية حول تأثير الفشل في المحاولات السابقة لحل الخلافات الناشئة عن ما تظهر أنه لا توجد معايير عالمية للحكم بين وجهات النظر العالمية المختلفة، والافتراض المنهجي بأن السلوك الإنساني والفكر البشري يحملان بصمة سياقهما الثقافي والاجتماعي بحيث أن البيولوجيا بحد ذاتها ليست كافية لشرح العديد من أهم سماتها خاصة تلك التي تختلف فيما يتعلق بها الثقافات.

يعتبر المبدأ المعياري في النسبية الثقافية في النسبية في علم النفس للحاجة إلى التسامح والقبول تجاه وجهات النظر الأخرى، والذي يؤدي إلى ما يسمى بالنسبية الثقافية المعيارية أو الإلزامية، أو المواقف التي تعتبر النسبية الثقافية مطلبًا أخلاقيًا لها.

تعتبر المطالبات في النسبية الثقافية مفتوحة لمجموعة متنوعة من الاعتراضات، جادل بعض علماء النفس البيولوجي ضد الافتراض التجريبي لتنوع الثقافات وقد عارضوا مدى انتشاره، حيث أن تجربة التعاطف والتعبير عن التعاطف والخوف والاحتياجات البيولوجية التي تؤدي إلى ذلك، هي بعض العناصر الثابتة للتجربة الإنسانية التي تناقض التنوع الظاهر الذي ذكرته النسبية الثقافية.

تم تحدي النسبية الثقافية أيضًا من قبل علماء النفس الاجتماعي الذين يميلون إلى الطبيعة والذين يعتقدون أن النهج التطوري أو المستنير بيولوجيًا يمكن أن يوفر إطارًا نظريًا مستقلًا عن السياق وقابل للتطبيق عالميًا لشرح ما هو مشترك بين جميع الثقافات، على الرغم من اختلافاتهم السطحية، علاوة على ذلك يجادلون بأن الثقافات ليست مجموعات متكاملة يمكن أن تحدد بشكل أحادي معتقدات وتجارب أعضائها فهي مسامية ومليئة بالتناقضات وقابلة للتغيير.

2- النسبية اللغوية

يدين أحد الأشكال المؤثرة للنسبية الثقافية الوصفية في نشأتها إلى علم اللغة، وكان الادعاء أن اللغة تفرض مفهومًا للوقت يختلف تمامًا عن مفهوم المتحدثين باللغات المختلفة ثقافيًا، ومنها أصبح ما يسمى بفرضية الموقف المعروف باسم النسبية اللغوية شائعًا في علم النفس، ومع ذلك فإن العمل التجريبي لعلماء النفس يتعلق بعالمية القواعد التي لديها بالفعل توتر بالإضافة إلى وحدات زمنية.

لقد تغيرت الأمور مؤخرًا وكان هناك تأرجح طفيف لصالح النسبية اللغوية وذلك بالاعتماد على الأدلة التجريبية، لقد جادل علماء النفس بأن الإطار المرجعي الذي يقوم عليه أي لغة معينة يشكل خبراتنا المكانية والطرائق الإدراكية، وتم تقديم ادعاءات مماثلة حول العواطف وتمثيل الأشياء والذاكرة، لكن ادعاءات النسبية اللغوية في كل هذه الحالات أكثر تواضعًا بكثير.

3- النسبية المفاهيمية

تعتبر النسبية المفاهيمية هي شكل محدد بدقة من النسبية حيث يتم ربط النظريات الطبيعية أو ما هو موجود بدلاً من القواعد الأخلاقية والمعرفية، بالمخططات المفاهيمية أو النماذج العلمية أو الأطر الفئوية، بهذا المعنى غالبًا ما توصف النسبية المفاهيمية بأنها عقيدة وجودية اجتماعية وليست نوعًا مختلفًا من النسبية المعرفية أو الثقافية.

يعتبر الأساس المنطقي الكامن وراء هذا الشكل من النسبية في علم النفس هو النظرية المناهضة للواقعية القائلة بأن العالم لا يقدم نفسه لنا جاهزًا أو منحوتًا، بل إننا نوفر طرقًا مختلفة وأحيانًا غير متوافقة لتصنيفها ووضع تصور لها، حيث أن التفكير في الروابط بين العقل والعالم، بدلاً من الملاحظات التجريبية للتنوع التاريخي والثقافي، هو المحرك الأساسي الذي يقود أشكالًا مختلفة من النسبية المفاهيمية.

لكن البيانات من المفاهيم الاجتماعية واللغويات تستخدم أيضًا في دعمها، والفكرة كانت على الأقل منذ العالم إيمانويل كانط وهي تتمثل في أن العقل البشري ليس قوة سلبية تمثل مجرد حقيقة مستقلة، بدلا من ذلك لها دور نشط في تشكيل إن لم يكن بناء ،الحقيقة، حيث يضيف النسبي المفاهيمي كما لم يفعل إيمانويل كانط أن البشر قد يبنون الواقع بطرق مختلفة بفضل الاختلافات في اللغة أو الثقافة.

في القرن العشرين تم تطوير مجموعة متنوعة من المواقف المتعاطفة مع النسبية المفاهيمية في النسبية في علم النفس، حيث تعتبر النسبية الوجودية واللاواقعية مع ادعائها تعددية النسخ العالمية والنسبية المفاهيمية أمثلة بارزة، حيث أن ما يشترك فيه هؤلاء الأصناف من النسبية في علم النفس هو الإصرار على أنه يمكن أن يكون هناك أكثر من طريقة صحيحة لوصف ما هو موجود، وأن أدلة الترجمة والإصدارات العالمية غير المتوافقة يمكن أن تكون صحيحة أو مقبولة على حد سواء.

تم التعبير عن أطروحة النسبية الوجودية والتي ربما تكون الأكثر تأثيرًا من مناهج القرن العشرين للنسبية المفاهيمية في شكل معرفي وكذلك في شكل طبيعي أقوى، حيث يدعم بعض علماء النفس الوجودي الأطروحة المعرفية عندما يدعون أن النظريات العلمية غير المتوافقة يمكن أن تفسر بشكل كافٍ البيانات المتاحة لنا.

وأن هناك طرق مختلفة يمكن الدفاع عنها لتصور العالم، لكن هذه الفرضية أو الأطروحة عن عدم تحديد الترجمة تقدم ادعاءات أقوى بأن كتيبات الترجمة المختلفة غير المتوافقة، أو المخططات المفاهيمية، يمكن أن تفسر نفس السلوك اللفظي وأن عدم التحديد يكمن على مستوى الحقائق بدلاً من معرفتنا، وهو الموقف الذي يقود إلى النسبية الوجودية التي لا مفر منها.

في النهاية نجد أن:

1- أصناف النسبية في علم النفس تُعطي العديد من وجهات النظر التي تؤكد على مستوى عالي من التجريد على الأقل أن بعض فئات الأشياء لها الخصائص التي تمتلكها ومبررة معرفيًا وليست بسيطة.

2- تتمثل أصناف النسبية في علم النفس في النسبية الثقافية والنسبية اللغوية والنسبية المفاهيمية.


شارك المقالة: