أصول علم النفس البيولوجي

اقرأ في هذا المقال


يمكن أن يؤثر تلف الدماغ والأدوية على الوعي بعمق؛ نظراً لأنه يمكن تغيير الوعي من خلال التغييرات في بنية أو كيمياء الدماغ، فقد نفترض أنّ الوعي هو وظيفة بيولوجية تماماً مثل السلوك، يبدو أن الوعي والقدرة على التواصل يسيران جنباً إلى جنب، هذا يعني أن قدرتنا على إرسال واستقبال الرسائل مع أشخاص آخرين تمكننا من إرسال واستقبال رسائلنا الخاصة؛ بعبارة أخرى من التفكير والإدراك لوجودنا.

أصول علم النفس البيولوجي:

تشير هذه النتائج إلى أن أجزاء الدماغ المسؤولة عن السلوك اللفظي قد تكون هي المسؤولة عن الوعي، كما أنّ الجسم الثفني هو حزمة كبيرة من الألياف العصبية التي تربط بين أجزاء المقابلة من جانب واحد من الدماغ مع تلك الدولة الأخرى، يتكون الجزء الأكبر من الدماغ من جزأين متماثلين، يسميان نصفي الكرة المخية والتي تتلقى المعلومات الحسية من الجانبين المعاكسين من الجسم، كما أنهم يتحكمون في تحركات الجانبين المتعاكسين.
كتب التاريخ الحديث لعلم النفس البيولوجي علماء النفس الذين قاموا بدمج الأساليب التجريبية لعلم النفس مع تلك الخاصة بعلم وظائف الأعضاء وطبقوها على القضايا التي تهم جميع علماء النفس، جيث قاموا بدراسة العمليات الإدراكية والتحكم في الحركة والنوم والاستيقاظ والسلوك الإنجابي والسلوك الابتلاع والسلوك العاطفي والتعلم واللغة، بدأ العلماء في السنوات الأخيرة بدراسة بيولوجيا الحالات المرضية التي تصيب الإنسان؛ مثل الإدمان والاضطرابات العقلية.
هدف جميع العلماء هو شرح الظواهر التي يدرسونها، يأخذ التفسير العلمي شكلين؛ التعميم والاختزال، حيث يتعامل معظم علماء النفس مع التعميم، كما يشرحون حالات معينة من السلوك كأمثلة للقوانين العامة والتي يستنتجونها من تجاربهم، يتعامل معظم علماء البيولوجيا مع الاختزال، كما يشرحون الظواهر المعقدة من منظور أبسط منها؛ على سبيل المثال قد يفسرون حركة العضلات من حيث التغيرات في أغشية الخلايا العضلية ودخول مواد كيميائية معينة، كذلك التفاعلات بين جزيئات البروتين داخل هذه الخلايا.
مهمة علماء النفس البيولوجي هي شرح السلوك من الناحية البيولوجية، لكن لا يمكن لعلماء النفس البيولوجي أن يكونوا مجرد اختزاليين، يجب أن نفهم نفسياً سبب حدوث سلوك معين قبل أن نفهم ماهية الأحداث البيولوجية التي أدت إلى حدوثه، في بعض الأحيان يمكن للآليات البيولوجية أن تخبرنا شيئ عن العمليات النفسية، كما يمكن أن يتسبب تلف جزء معين من الدماغ في إعاقات محددة جداً في القدرات اللغوية للشخص، تشير طبيعة هذه الإعاقات إلى كيفية تنظيم هذه القدرات، عندما يشمل الضرر منطقة دماغية مهمة في تحليل أصوات الكلام، فإنه ينتج أيضاً عجز في التهجئة.

الجذور البيولوجية لعلم النفس البيولوجي:

توفر تكهنات رينيه ديكارت حول أدوار العقل والدماغ في التحكم في السلوك نقطة انطلاق جيدة في تاريخ علم النفس البيولوجي، بالنسبة إلى ديكارت كانت الحيوانات عبارة عن أجهزة ميكانيكية؛ تم التحكم في سلوكهم من خلال المحفزات البيئية، كانت نظرته إلى الجسد البشري هي نفسها إلى حد كبير آلة، ردود فعل مثل هذه لا تتطلب مشاركة العقل.
كان ديكارت مبارز وكان يعتقد أن لكل شخص عقل أو سمة إنسانية فريدة لا تخضع لقوانين الكون، كان أول من اقترح وجود صلة بين العقل البشري ومسكنه المادي البحت وهو الدماغ، كما أشار إلى أن الدماغ يحتوي على غرف مجوفة ( البطينين) مملوءة بالسوائل وافترض أن هذا السائل تحت الضغط، في نظريته عندما يقرر العقل القيام بعمل ما، فإنه يميل الجسم الصنوبري في اتجاه معين مثل عصا التحكم الصغيرة، مما يتسبب في تدفق السوائل من الدماغ إلى مجموعة الأعصاب المناسبة، يؤدي تدفق السوائل هذا إلى تضخم العضلات نفسها وتحركها.
في العلم يعتبر النموذج هو نظام بسيط نسبياً يعمل على مبادئ معروفة وقادر على القيام ببعض الأشياء التي يقوم بها نظام أكثر تعقيدً/ وجد جالفين أن التحفيز الكهربائي للعصب يتسبب في تقلص العضلة التي يرتبط بها، يحدث التقلص حتى عندما ينفصل العصب والعضلة عن باقي الجسم، لذا فإن قدرة العضلة على الانقباض وقدرة العصب على إرسال رسالة إلى العضلة كانت من سمات هذه الأنسجة نفسها، بالتالي فإن الدماغ لا يضخم العضلات عن طريق توجيه السوائل المضغوطة عبر العصب.

أساس السلوكيات المختلفة:

يجب أن نفهم أولاً ما تحققه هذه السلوكيات؛ لذلك يجب أن نفهم شيئ ما عن التاريخ الطبيعي للأنواع التي تتم دراستها حتى يمكن رؤية السلوكيات في السياق، لفهم طريقة عمل الكائن الحي، يجب أن نعرف ما هي وظائفه؛ حجر الزاوية في هذه النظرية هو مبدأ الانتقاء الطبيعي، باختصار يتكون كل كائن متعدد الخلايا يتكاثر جنسياً من عدد كبير من الخلايا، كل منها يحتوي على كروموسوما، الكروموسومات هي جزيئات كبيرة ومعقدة تحتوي على وصفات لإنتاج البروتينات التي تحتاجها الخلايا لتنمو وتؤدي وظيفتها.
يلعب فهم مبدأ الانتقاء الطبيعي دور ما في تفكير كل شخص يقوم بأبحاث في علم النفس البيولوجي، ينظر بعض الباحثين في الآليات الجينية للسلوكيات المختلفة والعمليات الفسيولوجية التي تعتمد عليها هذه السلوكيات، يهتم البعض الآخر بالجوانب المقارنة للسلوك وأساسه البيولوجي؛ يقارنون الأنظمة العصبية للحيوانات من مجموعة متنوعة من الأنواع لوضع فرضيات حول تطور بنية الدماغ والقدرات السلوكية التي تتوافق مع هذا التطور التطوري.

القضايا الأخلاقية في البحث مع الحيوانات:

تتضمن معظم الأبحاث إجراء تجارب على الحيوانات الحية، في أي وقت نستخدم فيه نوع آخر من الحيوانات لأغراض كسبنا، يجب أن نتأكد من أن ما نقوم به إنساني وجدير بالاهتمام، يعاني جنسنا البشري من مشاكل طبية وعقلية وسلوكية، لا يمكن حل الكثير منها إلا من خلال البحث البيولوجي، مثلاً بعض الاضطرابات العصبية الرئيسية مثل؛ السكتات الدماغية الناتجة عن نزيف أو انسداد أحد الأوعية الدموية داخل الدماغ، غالباً ما تترك الأشخاص مشلولين جزئي وغير قادرين على القراءة أو الكتابة أو التحدث مع أصدقائهم وعائلاتهم.
أدت الأبحاث الأساسية حول الوسائل التي تتواصل بها الخلايا العصبية مع بعضها البعض إلى اكتشافات مهمة حول أسباب موت خلايا الدماغ، لم تكن الأيحاث موجه نحو هدف عملي محدد؛ جاءت الفوائد المحتملة في الواقع بمثابة مفاجأة للمحققين، أنتجت الأبحاث مع حيوانات المختبر اكتشافات مهمة حول الأسباب المحتملة للعلاجات المحتملة لاكتشافات مهمة حول الأسباب المحتملة أو العلاجات المحتملة للاضطرابات العصبية والعقلية، بما في ذلك مرض باركنسون والفصام، مرض الهوس الاكتئابي والقلق والوسواس القهري وفقدان الشهية العصبي.
اقترح بعض الناس أنه بدلاً من استخدام حيوانات المختبر، يمكن استخدام مزارع الأنسجة أو أجهزة الكمبيوتر، لسوء الحظ لا زراعة الأنسجة ولا أجهزة الكمبيوتر بدائل للكائنات الحية، ليس هناك طريقة لدراسة المشكلات السلوكية مثل الإدمان في مزارع الأنسجة ولا يمكن برمجة جهاز كمبيوتر لمحاكاة طريقة عمل الجهاز العصبي للحيوان، أسهل طريقة هي الإشارة إلى الفوائد الفعلية والمحتملة لصحة الإنسان.

وظائف في علم النفس البيولوجي:

يدرس علماء النفس البيولوجي الظواهر السلوكية التي يمكن ملاحظتها في الحيوانات غير البشرية، يحاولون فهم بيولوجيا السلوك مثل دور الجهاز العصبي والتفاعل مع بقية الجسم (خاصة نظام الغدد الصماء الذي يفرز الهرمونات)، في التحكم في السلوك، كما يدرسون مواضيع مثل العمليات الحسية والنوم والسلوك العاطفي والسلوك العدواني والسلوك الجنسي والسلوك الأبوي والتعلم والذاكرة، كذلك يدرسون نماذج حيوانية من الاضطرابات التي تصيب البشر؛ مثل القلق والاكتئاب والوساوس والإكراه والرهاب والأمراض النفسية الجسدية والفصام.
على الرغم من أن علم النفس البيولوجي هو الاسم الأصلي لهذا المجال، إلا أن العديد من المصطلحات الأخرى تستخدم الآن بشكل عام؛ مثل علم النفس الفيسولوجي وعلم النفس الحيوي وعلم الأعصاب السلوكي، ينتمي علم النفس ابيولوجي إلى مجال علم الأعصاب الأكبر ، يهتم علماء الأعصاب بجميع جوانب الجهاز العصبي مثل؛ علم التشريح والكيمياء وعلم وظائف الأعضاء والتطور والأداء، يتراوح بحث علماء الأعصاب من دراسة علم الوراثة الجزيئي إلى دراسة السلوك الاجتماعي.
يتم توظيف معظم علماء النفس البيولوجي المحترفين في الكليات والجامعات، حيث يشاركون في التدريس والبحث، يتم توظيف البعض الآخر من قبل المؤسسات المكرسة للبحث؛ على سبيل المثال المختبرات التي تملكها وتشغلها الحكومات الوطنية أو المنظمات الخيرية الخاصة. يعمل القليل في الصناعة ، عادةً لشركات الأدوية المهتمة بتقييم تأثيرات الأدوية على السلوك، لكي يصبح المرء أستاذ أو باحث مستقل، يجب أن يحصل على الدكتوراة، في الوقت الحاضر يقضي معظم علماء النفس البيولوجي عامين في منصب مؤقت لما بعد الدكتوراة، يعملون في مختبر أحد كبار العلماء لاكتساب المزيد من الخبرة البحثية.
إنّ علماء النفس العصبي التجريبيون هم علماء حاصلون على درجة الدكتوراة في علم النفس وتدريب متخصص في مبادئ وإجراءات علم الأعصاب، يتضمن تعلم بيولوجيا السلوك أكثر من حفظ الحقائق، ترياق التقادم هو معرفة العملية التي يتم من خلالها الحصول على الحقائق. تقديراً لهذه الحقائق المتعلقة بالتعلم والمعرفة والمنهج العلمي،حيث يقدم هذا العلم وصف للإجراءات والتجارب والتفكير المنطقي التي استخدمها العلماء في محاولتهم لفهم بيولوجيا السلوك.

فهم الوعي البشري في علم النفس البيولوجي:

يعتقد علماء النفس البيولوجي أن العقل هو وظيفة يؤديها الدماغ، ساعدت دراسة وظائف الدماغ البشري على اكتساب بعض البصيرة في طبيعة الوعي البشري والتي يبدو أنها مرتبطة بالوظائف اللغوية للدماغ، يحاول العلماء تفسير الظواهر الطبيعية عن طريق التعميم والاختزال، نظراً لأن علماء النفس البيولوجي يستخدمون طرق علم النفس وعلم وظائف الأعضاء، فإنهم يستخدمون كلا النوعين من التفسيرات، طور ديكارت النموذج الأول لشرح كيفية سيطرة الدماغ على الحركة، بعد ذلك اختبر الباحثون أفكارهم بالتجارب العلمية.


شارك المقالة: