يرتفع استعداد إصابة الشخص بالعصبية المفرطة ومضاعفاتها المتعلقة بها بصورة أكبر إذا توافر عامل المخاطرة، مثل الإدمان على المخدرات، أو مواجهة الشخص للصدمات المتتالية في فترات مبكرة من حياته، أو توفر ماضي مرضي لإصابة الشخص بأمراض عقلية، فعندما يصاب الشخص بهذه الحالة تترفع خطورة إصابته بمضاعفات كثيرة لها أن تؤثر سلباً على سير حياته.
أضرار العصبية الزائدة على الجسم:
فيما يلي أبرز أضرار العصبية الزائدة على الجسد:
أمراض القلب:
من أكبر أضرار هذه الحالة هي التي ترتبط بعافية القلب، وحسب آراء الخبراء فإن نوبة عصبية زائدة تستمر لساعتين ستزيد فرصة الإصابة بنوبة قلبية.
أشارت إحدى الأبحاث إلى أن الأشخاص الذين يشتكون من استعداد للعصبية الزائدة والانفعال السريع كواحدة من صفاتهم الشخصية، معرضون لخطر الإصابة بأمراض الشريان التاجي أكثر من الأشخاص الأقل غضبًا.
حتى يحمي الشخص قلبه، عليه تحديد مشاعره ومعالجتها قبل أن يفقد السيطرة، والعمل على تحويل العصبية الزائدة إلى غضب بنّاء، وهو نوع من أنواع الغضب يتكلم فيه صاحبه بشكل مباشر مع الشخص الذي يشعر بالغضب منه، وهو ما يعتبر في الواقع عاطفة طبيعية وصحية للغاية.
السكتة الدماغية:
إذا كان الشخص يشتكي من مظاهر العصبية الزائدة، فعليه أن يكون حذراً؛ لأن إحدى الأبحاث وجدت أن خطر الإصابة بسكتة دماغية أو جلطة دموية أو نزيف داخل المخ يزداد 3 أضعاف الوضع القياسي عند مواجهة نوبة من العصبية الزائدة أو نوبة غضب عارمة مدتها تستمر لساعتين، وبالنسبة للأشخاص الذين يشتكون من تمدد الأوعية الدموية في أحد شرايين الدماغ، كان هناك خطر أكبر 6 أضعاف مرتبط بتمزق هذه الأوعية الدموية بعد فورة عصبية زائدة.
ضعف الجهاز المناعي:
في حال كان الشخص غاضب معظم الوقت، فقد يجد نفسه يشعر بالغثيان أكثر، في إحدى الأبحاث، وجد العلماء أن مجرد استرجاع خبرة غاضبة من تاريخ الأشخاص الأصحاء تؤدي إلى تراجع مدته 6 ساعات في درجات الجلوبيولين المناعي للأجسام المضادة، وهو خط الدفاع الأول للخلايا ضد العدوى.
في حال كان الشخص غاضب بصورة طبيعية، فعليه حماية جهازه المناعي من خلال اللجوء إلى بعض تقنيات المواجهة الفعالة، مثل التواصل الحازم، أو حل فعال للمشاكل، أو استخدام حس الفكاهة.
القلق:
لا بد من الإشارة إلى أن العصبية الزائدة والقلق متعلقة بشكل وثيق، في دراسة نشرت العلاج السلوكي المعرفي وجد الخبراء أن العصبية الزائدة أو الغضب يمكن أن يؤدي إلى تفاقم أعراض اضطراب القلق العام، وهي حالة تتسم بالقلق مبالغ لا يمكن التحكم فيها، تتداخل مع حياة الشخص اليومية.
الاكتئاب:
جمعت الكثير من الأبحاث بين العصبية المفرطة عند الذكور والاكتئاب، ونتيجة لذلك يجب الالتهاء في فعل أمر محبوب من أجل إنهاء التفكير كثيرًا بمحفزات الغضب. أي نشاط يشد الانتباه الكامل يعد من أساليب حل العصبية الزائدة، مثل أداء التمارين الرياضة أو هواية محبوبة تغير الانتباه تجاه اللحظة الموجودة، وفي هذه الحالة فإنها تجنب الذات من علامات العصبية الزائدة أو النرفزة الشديدة.
أمراض الرئتين:
حتى إذا لم يكن الشخص مدخناً، خطر إيذاء الرئة ما زال موجوداً إن كان الشخص يشتكي من العصبية الزائدة، إذ قام العديد من العلماء بدراسة تتضمن ستمائة وسبعون رجل على مدار ثماني سنوات باستخدام طريقة تسجيل درجات العصبية لقياس مستويات الغضب وتقييم أي تغييرات في وظائف الرئة لدى الرجال.
كان عند الذكور المصابين بأعلى المستويات من العصبية الزائدة رئتين أفسد من غيرهم، الأمر الذي يرفع من خطر أمراض في الرئتين، واعتقد الخبراء كذلك أن ارتفاع هرمون الكورتيزول المتعلقة بمشاعر العصبية الزائدة تؤدي إلى التهاب في القصبات الهوائية.
حياة أقصر:
هل الأشخاص الإيجابيون يعيشون عمر أطول؟ يتعلق الإرهاق بشكل كبير بالوضع الصحي، وإذا كان الشخص يشتكي من العصبية الزائدة والتوتر، فإنها ستقصّر حياته.
أثبتت دراسة أن الأزواج المصابين بهذه الحالة يتمتعون بعمر افتراضي أقصر من أولئك الذين يعبرون عن غضبهم بسهولة ومنطق.
وفي حال لم يكن الشخص متكيف على إبراز المشاعر السلبية، فعليه أن يلجأ إلى أخصائي علاج أو تدريب نفسه على أن يكون أكثر تعبير، وعلى سبيل المثال، إذا انتهك شخص ما حقوق شخص ما، فعليه إخباره بذلك والقول له مباشرة ما أنه غاضب منه.