لا يعتبر الذهان مرض بحد ذاته، بل هو مجموعة مشاكل تؤثر على عقل الشخص المصاب، كما تسبب له فقدان الاتصال بالواقع، في أحيان أُخرى لا يستطيع المريض أن يفرق بين ما يحدث في الحقيقة وما هو خيال في ذهنه فقط، يظهر على الأشخاص المصابون بالذهان العديد من التغيرات في تصوراتهم واعتقاداتهم وسلوكياتهم وأفكارهم، كما يعتبر الذهان عرض خطير للعديد من الأمراض النفسية.
أعراض الذهان
- الهلوسة: يمكن تعريف الهلوسة بأنّها الحالة التي يرى فيها الأشخاص المصابين أشياء ليست موجودة في الواقع أو يسمعها أو يشمها أو يتذوقها أو يشعر بها، إذ إنّها توجد فقط في ذهنه،
- الأوهام: هي أن يملك الشخص فكرة خاطئة راسخة لا تتزعزع، يوجد العديد من أشكال الأوهام، تشمل وهم العشق، فيه يعتقد الشخص المصاب بوجود شخص آخر قد يكون شخص مهم أو مشهور يقع في حبّه، كذلك وهم العظمة، فيه يعاني الشخص من اضطراب وهمي يجعله يعتقد أنّه يملك قيمة كبيرة أو قوة أو معرفة أو قد يعتقد أنّه يملك هوية مميزة أو حقق اكتشاف عظيم وهو لم يحقق أي شيء.
- أفكار مشوشة ومضطربة: من الممكن أن يصاب الشخص الذي يعاني من مرض الذهان بمشاكل في الأفكار، تتضمن أعراضها، الكلام السريع بشكل مستمر.
- الكلام المضطرب: حيث يقوم بالانتقال من موضوع لآخر دون أن ينتهي الموضوع الأول.
- قلة البصيرة: لا يدرك الأشخاص المصابين بنوبات ذهانية أنّ أوهامهم أو هلوساتهم غير واقعية ومنطقية، ممّا يؤدي ذلك إلى شعور المريض بالخوف والقلق.
- الأوهام (Delusions): الأوهام هي معتقدات خاطئة لا تتماشى مع الواقع ولا يمكن تغييرها حتى مع وجود دليل يثبت عكسها. غالبًا ما تكون الأوهام غير منطقية أو مبنية على تفسيرات خاطئة للأحداث. من أمثلة الأوهام الشائعة في الذهان أوهام الاضطهاد، حيث يعتقد الشخص أنه مستهدف أو ملاحق من قبل جهة معينة، أو أوهام العظمة، حيث يعتقد الشخص أنه يملك قدرات خارقة أو أهمية استثنائية. كما يمكن أن يكون هناك أوهام جسدية، مثل الاعتقاد بأن الجسم يعاني من مشاكل خطيرة بالرغم من عدم وجود أدلة طبية على ذلك.
- اضطرابات التفكير (Disorganized Thinking): يعاني الأشخاص المصابون بالذهان من اضطرابات في التفكير تجعل أفكارهم غير منظمة وصعبة الفهم. قد يجدون صعوبة في التعبير عن أفكارهم بشكل متسق، وقد يتحدثون بطريقة مبهمة أو مشتتة تجعل من الصعب على الآخرين متابعة حديثهم. يمكن أن يتغير الحديث فجأة دون رابط واضح بين الأفكار، ويُطلق على هذا النمط من التفكير مصطلح “تفكير غير مترابط”.
- الاضطرابات الحركية (Motor Disturbances): بعض الأشخاص المصابين بالذهان يعانون من اضطرابات في الحركة، مثل الحركات المتكررة أو التوقف التام عن الحركة. في بعض الحالات، قد يظهر على الشخص أعراض ما يسمى بـ “الجمود الكتاتوني”، حيث يبقى ثابتًا في وضعية معينة لفترات طويلة من الزمن دون أن يتحرك. قد تكون هذه الاضطرابات الحركية نتيجة للتأثيرات الذهانية على مناطق معينة في الدماغ المسؤولة عن الحركة.
أعراض ثانوية مرتبطة بالذهان
إلى جانب الأعراض الرئيسية المذكورة، قد يظهر على الأشخاص المصابين بالذهان بعض الأعراض الإضافية التي تؤثر على حياتهم اليومية:
التغيرات في المزاج والعواطف: الذهان غالبًا ما يرتبط بتغيرات ملحوظة في المزاج. قد يشعر الشخص بالاكتئاب أو القلق أو التهيج، وقد يعاني من صعوبة في التعبير عن مشاعره أو تفسير مشاعر الآخرين. هذه التغيرات المزاجية قد تؤدي إلى مشاكل في العلاقات الاجتماعية والعمل.
العزلة الاجتماعية: نتيجة للأوهام والهلاوس، قد يختار الشخص الانعزال عن الآخرين بسبب عدم الثقة أو الشعور بالخوف. قد يبتعد عن الأنشطة التي كان يستمتع بها سابقًا، مما يؤدي إلى تدهور العلاقات الشخصية والاجتماعية.
التغيرات في السلوك: قد يظهر على الأشخاص المصابين بالذهان سلوكيات غير مألوفة أو غريبة. قد يتصرفون بطرق لا تتناسب مع الموقف أو يتبعون طقوسًا غير منطقية. قد تكون هذه التغيرات السلوكية ناتجة عن الأوهام أو الهلاوس التي تؤثر على إدراكهم للواقع.
ضعف في القدرة على العمل والدراسة: قد يجد الشخص المصاب بالذهان صعوبة في التركيز والانتباه، مما يؤثر على أدائه في العمل أو الدراسة. تدهور القدرة العقلية والإدراكية قد يؤدي إلى انخفاض الإنتاجية والقدرة على إتمام المهام اليومية.
تداخل الذهان مع الحالات النفسية الأخرى
الذهان قد يظهر كعرض لحالات نفسية أخرى، مثل:
- الفصام (Schizophrenia): يعتبر الفصام من أبرز الاضطرابات التي تتسم بالذهان كعرض رئيسي.
- الاضطراب ثنائي القطب (Bipolar Disorder): في المراحل الحادة من الاضطراب ثنائي القطب، قد يعاني الشخص من نوبات ذهانية أثناء فترات الهوس أو الاكتئاب.
- الاكتئاب الذهاني (Psychotic Depression): في بعض حالات الاكتئاب الشديد، قد يعاني الشخص من أوهام أو هلاوس مرتبطة بحالته المزاجية.
الذهان هو حالة معقدة تؤدي إلى اضطرابات شديدة في الإدراك والتفكير. تشمل أعراضه الهلاوس، الأوهام، اضطرابات التفكير، والاضطرابات الحركية، إلى جانب تغيرات سلوكية وعاطفية تؤثر على حياة الشخص المصاب بشكل كبير. فهم هذه الأعراض هو خطوة مهمة نحو التعرف على المرض وتقديم الدعم والعلاج المناسب لمن يعاني منه.