تُساهم الألعاب بالتأثير بشكل فعّال لدى طفل الروضة، فهذا النوع من الألعاب يعمل على تطوير القدرات الوظيفية لأجهزة الجسم الداخلية، مثل جهاز التنفُّس والدّوران، وتقوية عضلاته، بالإضافة إلى أنها تُساعد في تطوير مهارات الطفل، فهي تحتاج لمجهود حركي منه، كما تُسهم في تنشيطه وتطوير توازنه الحركي.
ألعاب التحكم والسيطرة عند طفل الروضة
تحتاج الألعاب الحركية قيام الطفل بالحركة، لفترة محددة وفقاً لطبيعة الألعاب، بالإضافة إلى اختلاف الألعاب من حيث سرعة حركتها، وهي تحتاج إلى أن ينتقل طفل الروضة من مكانه إلى أمكنة أخرى، أو يقوم بالتحرك في نفس المكان، وتُعتبر هذه الألعاب من الألعاب المفضلة عند أطفال الروضة، حيث نراهم يتحركون بحيوية داخل الغرفة الصفية وخارجها، ويلعبون بكل شيء أمامهم؛ وذلك من أجل إشباع احتياجاتهم إلى الحركة.
يتمكّن طفل الروضة من خلال ممارسته للألعاب الحركية من تطوير مهاراته، كما تُصبح لديه المقدرة للمشاركة بالنشاطات التي تحتاج إلى قيام الطفل بالتحكم والسيطرة، وأن يكون قادراً على التعاون مع أقرانه خلال ممارسة النشاطات والاندماج معهم، بالإضافة إلى اتباعه للإرشادات وللقوانين الخاصة بتلك النشاطات، وما يتعلق أيضاً بالقواعد الخاصة بالأمن والسّلامة.
يزداد تطور المهارات الحركية للطفل خلال الروضة، وتأخذ قدراً كبيراً من اهتمامه، حيث تتحسّن المهارات الخاصة بالجري، ورمي الكرة والقيام بالتقاطها، كما يكون الطفل أكثر ميلاً لاختيار المهارات، ويقوم بتكرار الألعاب وصولاً إلى درجة إتقانها.
ويوجد العديد من الألعاب التي تتطلب من الطفل امتلاك مهارة التحكم والسيطرة، والتي تُمكن الطفل من القيام بالمهارات الحركية الرئيسية بشكل جيد، كالجري، التزحلق، والركل، كما يتمكن الطفل الذي يمتلك مهارة التحكم والسيطرة من التحرك في أمكنة متعددة، مع مجموعة من أصدقائه دون أن يصطدم بأحد، كما يستطيع الطفل التحرك في كافة الاتجاهات، مع إمكانية القيام بتغيير الاتجاه أو السرعة، بالإضافة إلى ذلك يستطيع الطفل الحركة بأوضاع متعددة كأن يتحرك ويداه للأعلى مثلاً، كما يستطيع الطفل القيام بالمشي وبيده كيس مملوء بالرمل، بالإضافة إلى قدرته على التدحرج من غير توقُّف أو أن يشعر بالتردُّد.
ويوجد العديد من العوامل التي تُمكِّن طفل الروضة من القيام بالأعمال التي تشتمل على مهارة التحكم والسيطرة والإتقان، ومن هذه العوامل نذكر ما يلي:
- حصول الطفل على المكافأة والثواب، يُساهم في تحفيزه للقيام بالمهارات الحركية التي تتطلب السيطرة والإتقان، حيث أنَّ الطفل الذي يقوم الأهل بالتصفيق له بسبب مقدرته على الدحرجة مثلاً، فقد يُكرر هذا الأمر لينال المزيد من الثناء.
- عند شعور طفل الروضة بالكفاءة، فإنَّه يقوم بممارسة الألعاب التي تتضمن مهارة التحكم والسيطرة، كما أنَّ إدراك طفل الروضة لنتيجة أعماله، بأنّها وصلت لدرجة الإتقان، تُساعده في تكرار هذا النوع من الأعمال.