أنماط توظيف التلفزيون التعليمي لذوي الاحتياجات الخاصة

اقرأ في هذا المقال


يمتاز التليفزيون عن الكثير من الوسائل؛ لأنه أكثر وسائل الاتصال الجماهيرية أهمية بل وتعد المميزة عند العديد، فعن طريق التليفزيون يتم نقل رسالة أو نقل موضوع عن حدث معين إلى الملايين من المشاهدين خلال دقائق معينة

برنامج التلفزيون التعليمي لذوي الاحتياجات الخاصة

يتواجد التلفاز في جميع المنازل وفي جميع الأماكن، ولا يحتاج أي مهارات تشغيله، وتستعمل البرامج التعليمية التليفزيونية في المدرسة وفي خارج المدرسة.

وهدف تلك البرامج هو التعليم، فهي تهتم وتركز بإضافة المعلومات إلى الفرد المتعلم أو تهتم بتعديل سلوكه أو بتغيير جوانبه واتجاهاته، ويتصل التليفزيون التعليمي مع طبيعة التدريس، فهو يرتبط ويهتم بالمنهج المدرسي ويهتم كذلك ببرامج الدراسة، ويسعى إلى أن يقوم بتحقيق أهداف تعليمية معينة وفي جمهور معين يقوم باستقبال هذه النوعية من البرامج وهم الدارسين.

يتميز التلفزيون بأنه يقوم بالجمع ما بين الصورة وبين الصوت والحركة، وبذلك يزيد على الموضوع أبعاداً من الحقيقة، تقترب تلك الأهداف إلى صفة الواقع، مثال على ذلك الأفلام التعليمية السينمائية، إلا أنه تمتاز تلك الأفلام بأنها من خلالها نتمكن من عرض الأحداث في وقت وقوعها، وهي تعتبر الصفة الفورية التي تجعل الفرد المشاهد بعيش مع تلك الأحداث وقت، ونتيجة ذلك يزداد تعلمه منها مثال على ذلك مشاهدة انطلاق صاروخ.

يؤدي استعمال التلفزيون في عملية التدريس إلى إعطاء جو من المتعة وبالأخص أنه من الطرق الجذابة والطرق المحببة عند معظم الطلاب، مما يجعل التعلم أكثر حماساً وأكثر تشويقاً، يسمح بالاستعانة بالكثير من الوسائل والطرق التعليمية المختلفة في البرنامج الواحد.

ومثال على ذلك عرض الأفلام وعرض الشرائح والتمثيليات وكذلك عرض لإجراء التجارب وغيرها، التي لا تتوقف لمعلم الفصل مما يساعد على زيادة كفاءة البرنامج التعليمي، وعلى زيادة الخبرة التي يعطيها، وجودة إصدار البرامج التليفزيونية التعليمية؛ لأنه يعمل على إعدادها ويعمل على إنتاجها عن طريق خبراء وعن طريق كوادر بشرية في جميع المجالات التي تضمن التربية.

وتشمل التكنولوجية وكذلك الإخراج إضافة الى إعداد السيناريو والتصوير والصوت والمونتاج والإضاءة وغيرها، مما يشمل ارتفاع جودة وارتفاع كفاءة هذة البرامج، بالاعتماد على جميع هذه الكوادر وجميع الإمكانات التي من المحتمل أن لا تتاح إلا للهيئات أو للمؤسسات.

أنماط توظيف التلفزيون التعليمي لذوي الاحتياجات الخاصة

من الممكن تحديد ثلاثة أنماط متنوعة للتلفزيون التعليمي في جانب التدريس، للأفراد ذوي الاحتياجات
الخاصة وهي التدريس الشامل بالتليفزيون، في هذا النمط تعتمد عملية التدريس للطلاب بشكل كامل على البرنامج التليفزيوني المعروض، فيعمل هنا مقدم البرنامج معلم الأستوديو بالدور الأساسي والدور الوحيد في عملية التدريس، فتكون وظيفته القيام بجميع  إجراءات التدريس.

فينقسم البرنامج في الأغلب  إلى ثلاث أجزاء أساسية، يبدأ هنا الشخص المقدم للبرنامج بتقديم الدرس، وكذلك القيام بتهيئة الطلاب إلى تعلمه، ويقوم كذلك بإثارة انتباه الطلاب، ومن ثم يعمل على تقديم المعلومات المستحدثة أو المعلومات الجديدة بما تشمله من إجراء تجارب أو ما تتضمنه من عرض لوسائل أو لأساليب تعليمية، وأخيراً يأتي بعدها القيام بتلخيص الدرس والقيام بتقديم بعض التدريبات للتطبيق.

والتليفزيون مكمل لعملية التدريس لمدرس الفصل في هذا النمط، تقام عملية التدريس من خلال التعاون ما بين معلم الصف وما بين مقدم البرنامج التليفزيوني المعرض معلم الأستوديو، فيعمل هنا مقدم البرنامج بالدور الأساسي للقيام بعرض موضوع الدرس، وللقيام بشرحه في حين تكون وظيفة معلم الصف التفاعل الشخصي مع الطلاب.

فيعمل على تقديم الدرس وعلى تهيئة الطلاب، ومن ثم يعمل بعد أن تتم مشاهدة البرنامج بإجراء المناقشات، ويقوم بالإجابة على استفسارات وأسئلة الطلاب جميعها، ويقوم كذلك بتوجيه التدريبات؛ بهدف متابعة تحصيل الطلاب.

والتليفزيون مصدر لإثراء التعلم، ويقصد بالتلفزيون مصدر لإثراء التعلم، بأنه عبارة عن برامج تقوم بالبث، بهدف القيام تغطية موضوعات معينة بما يساعد في إضافة أشياء لا تتواجد عند معلم الصف لخبرة الطالب ذو الاحتياجات الخاصة، وليس من السهل على الطالب أن يحصل عليها لوحده.

ومثال على ذلك القيام بعرض ندوة لعدد من العلماء تجاه أحد موضوعات الدراسة، فيقوم الطلاب بمشاهدة ما تشمله تلك الندوة من حوارات بين وجهات النظر المتنوعة، مما ينتج عن ذلك تفتح ذهن الطالب، ومن أمثلة على تلك البرامج الإثرائية.

والبرامج التعليمية التسجيلية عن موضوعات يدرسها الطالب ذو الاحتياجات الخاصة، مثل عملية استخراج البترول أو عملية صهر المعادن أو عملية تشكيلها في المصانع، أو القيام بعرض تجارب نادرة، أو أحداث جارية مثال عليها انطلاق صاروخ وغيرها من الأشياء التي تساعد على زيادة معلومات الطلاب وتساعد على زيادة تعلمهم.

جوانب القصور والضعف في التلفزيون لذوي الاحتياجات الخاصة

التليفزيون يعد طريقة ووسيلة اتصال أحادية الاتجاه، ويقصد بذلك أنها لا يتبادل المشاهد من خلالها المناقشة مع مقدم أو معطي البرنامج التليفزيوني، أو أنه لا يتمكن من أن يستفسر عن ما يصعب استيعابه وفهمه، ومن ثم لمعلم الصف دوراً هاماً وكبيراً في القيام بمعالجة هذا القصور، فبإمكانه القيام بإعادة شرح النقاط التي لا يتمكن من استيعابها ومن فهمها.

ويتوجب عليه كذلك إعطاء الأمثلة الملائمة والقيام بربط دروس التليفزيون مع خبرات الطلاب، وبشكل خاص طلاب ذوي الإعاقات أو ذوي الاحتياجات الخاصة، وتكون السلبيات عند المتعلم أن دوره يتوقف على المشاهدة، فليس له أي أدوار إيجابية يقوم بها أثناء عملية التعلم، وعدم إمكان مشاهدة البرنامج المعروضة قبل أن يتم عرضها المبث، ولا يمكنه إعادة عرضها أثناء الحاجة إلى ذلك.

إلا أنه تمكن التغلب على هذا الضعف نوعاً ما، وذلك عن طريق إعداد دليل المعلم لدروس التليفزيون
التي تفسر وتوضح فيه وقت الإرسال، وتوضح كذلك مدة عرضه إضافة إلى توضيح أهداف الدرس وتوضيح عناصر المحتوى، مما يتيح ويعطي لمعلم الصف الدراية والعلم بتفاصيل الدرس قبل أن يقوم بمشاهدته.

وعدم إمكانية المدرس من القيام بوقف عرض البرنامج للقيام بالتعليق، أو للقيام بالإجابة عن استفسارات وعن اسئلتهم وممكن أن يكون وقت الإرسال وقت غير ملائم لكثير من الطلاب، أو حتى لعديد من المدرسين على سبيل المثال عدم ملائمة وقت الإرسال مع وقت جدول الدراسة.

يؤخذ على برامج التليفزيون، أنها تقوم بتقدم طريقة واحدة لا يمكن لهذه الطريقة أن تتعدل بناءً على الفروق الفردية ما بين الطلاب، وبشكل خاص الأفراد ذوي الإعاقات، فهناك درجات متفاوتة ومختلفة للإعاقة نفسها، مما لا يمكن لبعض الطلاب أن يقوموا بمتابعة الدرس.


شارك المقالة: