أنواع اضطراب الشخصية السادية

اقرأ في هذا المقال


كل منا بداخلة شخصية سادية لكنها تظهر في مواقف معينة، مثل أن تشعر بالمتعة بألم شخص في الفريق المنافس، أو الشعور بالمتعة بألم أحد أبطال أفلام الرعب، فمتعة الفرد بألم الشخص الآخر جزء من هذه الشخصية. وتعود تسمية “السادية” للأرستقراطي والروائي الفرنسي المعروف بـ “ماركيز دي سادا” الذي كان من دعاة أن يكون المبدأ الأساسي في الحياة هو السعي للمتعة الشخصية المطلقة دون أي قيود أخلاقية أو دينية أو قانونية. تعدى هذا المصطلح إلى ضرب الإخوة أو الأبناء ضربًا مبرحًا. وكذلك إلحاق الأذى بمن هم تحت إمرته. والاستمتاع بسماع توسلاتهم، ليصبح مصطلح “السادية” مرادفًا للعنف والدموية.

أسباب اضطراب الشخصية السادية:

ممكن أن يرتبط حدوث هذا الاضطراب باضطراب في مناطق معينة من الدماغ. وقد يكون ھﺬا السلوك نوعًا من التعبير عن الانفعالات السلبية والمحتقنة داخل النفس، أو قد يكون نتاجًا لخبرات الطفولة. فالتجارب السلبية خلال مرحلة الطفولة أو النمو الجنسي في المراحل المبكرة قد تكون أحد العوامل الرئيسية التي تُسهم في تنمية الشخصية السادية. ومع أن هذا الاضطراب يشاهد في الذكور أكثر من الإناث إلا أن الأدلة على وجود أسباب وراثية ضعيفة. لا يعلم على وجه التحديد ما يؤدي بالشخص للدخول لمنطقة السادية على الرغم من اعتقاد العلماء أنه مزيج بين الأسباب الجينية الوراثية، البيئية والمجتمعية:

  • العوامل الوراثية:  في حال كان الفرد لديه شخص في العائلة مصاب بمرض نفسي خاصة إحدى اضطرابات الشخصية فإنه معرض للإصابة بهذا الاضطراب بفرصة أكبر من الأشخاص العاديين.
  • العوامل البيئية: بالإضافة للاستعداد الوراثي لحمل المرض وتطويره يبقى تدخل البيئة المحيط في دفع الشخص نحوه خاصة مع الأحداث الصادمة كأن يصاب الطفل بالتعنيف والتحرش وأن ينموا في بيئة عائلية متوترة.
  • عوامل تربوية: بعض الأشخاص الذين انتشروا في فيديوهات سابقة انتشرت مثلا وهم يجعلون طفلا يعذب آخر وبالتالي فهم يزرعون في الطفل المعتدي سلوك العدوان دون مراعاة أو تعاطف مع استغاثات الضحية.

أنواع اضطراب الشخصية السادية:

  • السادي المتفجر: من الصعب تخمين ردة فعله، فصاحب هذه الشخصية عنيف بشكل غير محسوب نتيجة خيبات الأمل في حياته، أحياناً يفقد المصاب التحكم في نفسة ويسعى للانتقام بسبب سوء المعاملة التي حصلت له، حيث أنه يشعر بالاستهداف من قبل الطرف الآخر. ويشعر بالتهديد ببعض الأحيان وقد يفاجئ الآخرين بعنفه، العنف المتفجر هو طريقة إطلاق سراح مشاعره المسجونة داخله.
  • السادي المستبد: من أكثر الأنواع القاسية والمخيفة، يرغب بالتهديد ويعامل الاخرين بوحشية، يشعر بالمتعة بإجبار ضحيته للخضوع وتصغير أنفسهم. قد تعطية هذه التصرفات شعور بالرضا والمتعة، يختار ضحيته بعناية للتأكد من عدم مقاومتها للخضوع، عادةً تكون الضحية شخص فاقد للثقة بذاته ولا يتقبل عيوبه بل يخاف منها ومن خلال سحق الآخرين يشعر هذا الشخص أنه أعلى رتبة منهم ويتفوق عليهم.
  • السادي القوي: يكونوا بالعادة بالأعمال الإدارية، فيحس المصاب أنه المسيطر، فيطبق على مخالفين القوانين أقوى العقوبات، كلما زادت سلطته وعقابه للشخص الآخر كلما زاد رضاه عن نفسه وشعوره بالسلطة، مما يقوي إدراكهم للذات للصلاح وتعظيم غرورهم.
  • السادي ضعيف الشخصية:  ثقته بنفسة غير متزنة ويتصرف مثل الجبناء، يضرب أولًا أملًا بإبطال خصمه وتحطيمه. ومن ثم يسأل لماذا هناك خصومة أو عن الأسباب، يستعمل أسلوب عدائي وعدواني، إرسال رسالة للآخرين على أنه لا يشعر بالخوف أو التهديد منهم، يسمح لذاته بالسيطرة على مشاعره الداخلية ويظهر العكس ويبحث عن كبش فداء لإلقاء اللوم عليه. ويسمح لنفسه بمهاجمة ما ينكره بداخله.

هل يشعر الشخص السادي بالذنب؟

في السلوك السادي البسيط الذي يظهر كل يوم كسلوك الوقيعة مع الزملاء أو مدير العمل يوجد إحساس من يفعل ذلك بالذنب بالفعل، أو الندم أو صورة أخرى من مشاعر الضيق من الفعل، أما السادية الحادة التي تظهر ومعها استمتاع من القسوة على الآخرين أو إيذائهم فلا يشعر المصاب بها بأي خجل مما يفعل.

هل اضطراب الشخصية السادية يصل لدرجة القتل؟

ممكن أن يصل الشخص المصاب بهذا الاضطراب إلى درجة ارتكاب الجرائم القتل رغبة منه في تعذيب الضحية والشعور بالسيطرة.

هذا النوع من الاضطراب يعبر عن كل سلوك يهدف إلى الشعور بالمتعة برؤية الآخرين يعانون سواء كان هذا الأذى هو من فعله الشخص أو هو مجرد راض عن حدوثه. ويتجاوز الأمر سلوك المتعة إلى تعرض المصاب لتخيلات متكررة ومكثفة تحثه فيما بعد وتدفعه نحو تنفيذ هذه التخيلات في سلوك على أرض الواقع يوقع الأذى والمعاناة النفسية أو الجسدية بآخرين.

المصدر: الطب النفسي المعاصر، احمد عكاشة، 2019شخصيات مضطربة، طارق حسن صديق سلطان، 2020كيف تكتشف اضطراباتك الشخصية وتتخلص منها، إمتياز نادر، 2017الاضطرابات النفسية والعقلية والسلوكية، د. محمد حسن غانم، 2014


شارك المقالة: