الاختباراتالتحصيلية: هي من المفاهيم التربوية القديمة حيث يعود مفهوم الاختبار التحصيلي إلى الآف الأعوام، وقد عرفت الاختبارات التحصيلية لدى جميع الحضارات القديمة، وتُعَد الاختبارات التحصيلية عبارة عن المقياس التي يقدر المعلم من خلاله قياس مستوى التحصيل الذي حصل عليه الشخص المتعلم في مادة من المواد الدراسية المقررة، ويتمكن المعلم من معرفة المستوى العلمي لطلابه، وقد لوحظ في الفترة الزمنية الماضية نمو وتقدم للاختبارات التحصيلية وتطورها بشكل واسع وكبير، فقد صار من الممكن اكتشاف مستوى ذكاء الشخص المتعلم من خلال الاختبارات التحصيلية.
.
ما هي أنواع الاختبارات التحصيلية في التدريس التربوي؟
أصبح من الممكن استخدام الاختبارات التحصيلية من أجل العمل على اكتشاف العمليات والمهارات المعرفية العليا، وقد حصل تطور ونمو في الاختبارات التحصيلية مع مرور الوقت وأصبحت نتائج هذه الاختبارات التحصيلية في التدريس التربوي أكثر دقة وبشكل متقن، فهناك مجموعة متعددة ومتنوعة من الاختبارات التحصيلية في التدريس التربوي وتتمثل هذه الأنواع من خلال ما يلي:
1- الاختبارات الشفهية: يُعد هذا النوع من الاختبارات التحصيلية في التدريس التربوي من أقدم أنواع الاختبارات التحصيلية والمعروفة في التدريس التربوي، وقد استخدم هذا النوع من الاختبار من قبل العالم سقراط خلال الحضارة اليونانية، العالم التربوي كونفوشيوس من خلال الحضارة الصينية، وقد تم اللجوء إلى استخدام هذا النوع من الاختبار في الاختبارات التحصيلية في جميع الحضارات القديمة في التدريس التربوي.
وكان في الطليعة حتى بداية العصور الحديثة، وقد تميز هذا النوع من الاختبارات التحصيلة بعدم قدرة الشخص المتعلم على الغش، وذلك بسبب قيام المدرس الذي يجري عملية هذا النوع من الاختبار بتقديم وعرض مجموعة محددة من الأسئلة على الشخص المتعلم، ويقوم الشخص المتعلم بدوره من خلال الإجابة عن هذه الاسئلة المحددة، ومن خلال أجوبته يتمكن المدرس من معرفة وقياس المعلومات والمعارف التي اكتسبها الشخص المتعلم عن طريق دراسته للمواد الدراسية المقررة.
ومن خلال ذلك يقوم المدرس المعني بالاختبار على وضع الدرجة التي يستحقها الشخص المتعلم، ويتيح هذا النوع من الاختبارات التحصيلية في التدريس التربوي المجال للمدرس على متابعة ردود الأفعال للشخص المتعلم بما يتعلق بالأسئلة الموضوعة في الاختبار، ومراقبة ثقة الشخص المتعلم بنفسه، ومراقبة سلامة وصحة اللفظ والنطق.
ومع ذلك لا يخلو هذا النوع من الاختبار التحصيلي من العيوب المتنوعة، وتتمثل من خلال ما يلي:
- يتطلب هذا النوع من الاختبارات التحصيلية في التدريس التربوي مدة زمنية طويلة.
- لا يتيح هذا النوع من الاختبارات التحصيلية في التدريس التربوي للمدرس التمكن من معرفة مستوى الأشخاص المتعلمين بسبب اختلاف الأسئلة من شخص متعلم إلى آخر.
- لا يمنح هذا النوع من الاختبارات التحصيلية في التدريس التربوي المدة الزمنية المناسبة من أجل الإجابة عن أسئلة الاختبار.
2. الاختبارات التحريرية: هذا النوع من الاختبارات التحصيلية في التدريس التربوي عبارة عن الاختبارات التي تكون عملية الإجابة عن أسئلتها على ورقة محددة وضمن مدة زمنية محددة ومعينة، ويكون هذه النوع من الاختبارات التحصيلية في التدريس التربوي بشكل موحد لجميع الأشخاص المتعلمين، ويخضع جميع الأشخاص المتعلمين للاختبار ضمن أسئلة موحدة ومدة زمنية محددة، وتحتوي الاختبارات التحريرية على نوعين:
- الاختبارات المقالية: في هذا النوع من الاختبارات التحصيلية في التدريس التربوي توكل مهمة إلى شخص متعلم ويطلب منه الإجابة عن الأسئلة بشكل مقالي، حيث تبدأ هذه الاختبارات بكلمات محددة مثل: وضح، أو أكتب وغيرها، وهنا يجب أن يقوم الشخص المتعلم بكتابة جميع ما لديه ويعرفه من معلومات ومعارف وأفكار عن السؤال المطروح وذلك بأسلوبه الشخصي، ومن ثم يقوم المعلم بعملية التصحيح على الاختبارات المقالية من الاختبارات التحصيلية في التدريس التربوي من خلال أسلوبه وطريقته الخاصة.
- الاختبارات الموضوعية: تكون عملية الإجابة عن هذا النوع من الاختبارات التحصيلية في التدريس التربوي بشكل مختصر، كأسئلة الصح أو الخطأ، أو أسئلة الاختيار من متعدد ومتنوع، أو أسئلة إكمال الفراغ، أو أسئلة الترتيب وغيرها، وسمي هذا النوع من الاختبارات التحصيلية بالاختبارات الموضوعية وذلك بسبب عدم تدخل الذات فيها.
3- الاختبارات العلمية: في هذا النوع من الاختبارات التحصيلية في التدريس التربوي تُعد من الاختبارات التي انتشرت واتسعت في العصر الحديث، ويتم من خلالها العمل على تقييم مستوى المعارف والمعلومات للشخص المتعلم بشكل نظرية للمادة الدراسية المقررة، حيث يقوم الشخص المتعلم بتطبيق ما تعلمه في المادة النظرية، ويستخدم هذا النوع من الاختبار في المجالات الهندسية والتخصصات الصناعية وغيرها من المواد في الفروع العلمية والمهنية.