لدى كل إنسان دوافع واحتياجات داخلية وخارجية ومنها ما هو فطري، ومنها ما هو مكتسب حيث تصنف الدوافع والحاجات لدينا الى ثلاثة أنواع رئيسية.
الدوافع عند الإنسان
دافع البقاء
ويعتبر من أهم الدوافع، وهو ما يدفع الإنسان إلى إشباع حاجاته الأساسية مثل الماء والغذاء والهواء، حيث أنه لو كان هناك أي نقص في تلك الحاجات الضرورية التي لا يمكننا الاستغناء عنها، فهناك دافع أساسي داخل جسم الإنسان يقوم بتنبيه المخ عن طريق المراكز العصبية، بخصوص هذا النقص ومع سرعة تحرّك الخلايا العصبية يتنشط الإنسان فكرياً وجسمياً من أجل تحقيق هذا النقص، وبعد تحقيق مع ينقصه الجسم يعود العقل والجسم إلى حالتهما الطبيعية.
ومثال ذلك الأسد والغزال فكلٌ منهما يدرك يقيناً حاجته إلى الاستمرار بالحياة على الرغم من المخاطر التي تحيط بكل منهما، ومفتاح النجاح هو الجري بأكبر سرعة ممكنة حيث أن الغزال لو أراد أن يستمر بالعيش عليه أن يجري بسرعة تفوق سرعة الأسد، وكذلك حال الأسد فهو يعلم يقيناً إذا ما ركض أسرع من الغزال فسوف يموت جوعاً فدافع البقاء لدى جميع الكائنات الحية هو سبب الحياة.
دوافع خارجية عند الإنسان
ومصدر هذا النوع من الدوافع هو العالم الخارجي، فقد يكون أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء أو الكتب أو رؤساء في العمل أو محاضر ممتاز، ولكن مشكلة هذا النوع من الدوافع بأنها غير ثابتة وتتلاشى بسرعة، فلو أن أحدنا قام بالاستماع إلى محاضر جيد كان يتحدث فيها عن أمر نفسي مثير، فعلى الأرجح ستؤثر فينا المحاضرة، إلّا أنّ هذا التأثير لن يستمر إلى الأبد بل سيبدأ بالانخفاض وبالتالي نهايته إلى التلاشي.
طبيعة الإنسان أنه يعتمد بشكل كبير على الدوافع الخارجية؛ حتى يشعر باهتمام أصدقائه وعائلته ورؤسائه في العمل فنحن دائماً نحتاج إلى القبول من قبل الآخرين، ونوّد أن نكون مقدَّرين ونريد أن ننال احترام الآخرين، فقد نتصرّف أحياناً تصرفات لا تتوافق مع رغباتنا، إلّا أننا نقوم بها إرضاءً للآخرين.
دوافع داخلية عند الإنسان
يعتبر هذا النوع من الدوافع أكثرها بقاءً وأقواها، حيث أننا من خلال الدافع الداخلي نكون موجهين عن طريق قوانا الذاتية الداخلية التي تقودنا لتحقيق نتائج إيجابية، وهي القوة الكامنة وراء نجاحنا وهي الفرق الذي يجعلنا مختلفين عن بعضنا الآخر.
الدوافع البيولوجية
تُعرف أيضًا بالدوافع الفطرية أو الأولية، وهي الدوافع التي تنشأ من احتياجات الجسم البيولوجية الأساسية، تتعلق هذه الدوافع بالبقاء والرفاه الجسدي.
أمثلة:
- الجوع والعطش: يدفعان الفرد للبحث عن الطعام والشراب.
- النوم: الحاجة إلى الراحة واستعادة الطاقة.
- الرغبة الجنسية: تهدف إلى التكاثر واستمرار النوع.
2. الدوافع النفسية
تتعلق هذه الدوافع بالحالة النفسية والعاطفية للفرد، وتشمل الحاجة إلى الحب والانتماء والاعتراف.
أمثلة:
- الحاجة إلى الحب والانتماء: البحث عن العلاقات الاجتماعية والروابط العائلية.
- الحاجة إلى التقدير: الرغبة في الحصول على اعتراف وتقدير من الآخرين.
- الحاجة إلى الاستقلال: الرغبة في تحقيق الذات والاعتماد على النفس.
3. الدوافع الاجتماعية
تنشأ هذه الدوافع من التفاعل الاجتماعي وتؤثر في كيفية تعامل الفرد مع المجتمع.
أمثلة:
- الحاجة إلى القبول الاجتماعي: الرغبة في الانتماء إلى مجموعة أو مجتمع معين.
- التنافس: الرغبة في التفوق والتميز عن الآخرين.
- التعاون: الرغبة في العمل مع الآخرين لتحقيق أهداف مشتركة.
4. الدوافع الشخصية
تتعلق هذه الدوافع بالأهداف والطموحات الفردية التي يسعى الشخص لتحقيقها بناءً على قيمه ومعتقداته.
أمثلة:
- الطموح المهني: السعي لتحقيق النجاح والتقدم في الحياة المهنية.
- التعلم والتطوير الشخصي: الرغبة في اكتساب مهارات ومعرفة جديدة.
- الإبداع: الرغبة في التعبير عن الأفكار والمواهب بطرق مبتكرة.
5. الدوافع الخارجية
هي الدوافع التي تنشأ من العوامل الخارجية المحيطة بالفرد، مثل المكافآت أو العقوبات.
أمثلة:
- المكافآت المالية: العمل للحصول على راتب أو مكافأة.
- التقدير الاجتماعي: السعي للحصول على الجوائز أو الألقاب.
- تجنب العقوبات: الامتثال للقوانين أو القواعد لتجنب العواقب السلبية.
تأثير الدوافع على السلوك
1. توجيه السلوك
تعمل الدوافع على تحديد الاتجاه الذي يسلكه الفرد لتحقيق أهدافه، وتساعده في اتخاذ القرارات الصحيحة.
2. زيادة الجهد والمثابرة
الدوافع القوية تدفع الفرد لبذل المزيد من الجهد والمثابرة لتحقيق أهدافه، حتى في مواجهة التحديات والصعوبات.
3. تحسين الأداء
عندما يكون لدى الفرد دوافع قوية، يزداد حماسه وتركيزه، مما يؤدي إلى تحسين أدائه في المهام المختلفة.
4. تحديد الأولويات
تساعد الدوافع الفرد على تحديد أولوياته وترتيب الأهداف بناءً على ما يراه أكثر أهمية أو تحقيقًا.
تُعتبر الدوافع جزءًا أساسيًا من حياة الإنسان، حيث تؤثر على سلوكياته وقراراته بطرق متعددة. من الدوافع البيولوجية إلى النفسية والاجتماعية والشخصية، تلعب هذه العوامل دورًا حاسمًا في تشكيل تجاربنا وتحقيق أهدافنا، من المهم فهم هذه الدوافع والتعرف على كيفية تأثيرها على حياتنا اليومية لتحقيق النجاح والرفاه الشخصي.